اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، أن انهيار معاهدات نزع الأسلحة، يمكن أن يطلق سباقاً جديداً للتسلح بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يريد الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى والموقّعة إبان الحرب الباردة. وقال بوتين إنه إذا تخلت الولايات المتحدة عن معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى ورفضت تجديد الاتفاق المعروف باسم «نيو ستارت»، فقد يصبح «الوضع شديد الخطورة». وأضاف، «لن يبقى سوى السباق على التسلح». وتابع بوتين خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، «ما يقلقنا هو أن معاهدة الحد من الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية ألغيت (في 2001) وهناك الآن مباحثات حول معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى ومصير معاهدة ستارت (حول الحد من الأسلحة الاستراتيجية) غير واضح». وقال الرئيس الروسي إن «السؤال الرئيسي هو ما ستفعله الولايات المتحدة في حال الانسحاب من المعاهدة النووية. إذا نشرت صواريخ في أوروبا عندها بالطبع سنرد بالمثل». وحذّر من أن على الدول الأوروبية التي تقبل بنشر صواريخ استراتيجية أمريكية على أرضها «أن تفهم أنها ستكون على أرض تحت تهديد رد محتمل»، قائلاً إنه سيبحث الأمر مع ترامب خلال لقائهما في باريس في 11 نوفمبر/تشرين الثاني.وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أمس الأربعاء، إن أعضاء الحلف الذين سيجتمعون اليوم الخميس، سيرفضون نشر أسلحة نووية جديدة في أوروبا للرد على تهديدات روسيا. وقال، إن اللوم يقع على روسيا في انتهاك معاهدة مهمة للحد من الأسلحة النووية، تريد أمريكا الانسحاب منها، لكنه لا يعتقد أن التهديد الروسي سيؤدي إلى عمليات جديدة لنشر صواريخ أمريكية في أوروبا.ويرى الحلفاء الأوروبيون أن معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى تمثل أساس الحد من التسلح، وبينما يوافقون على أن موسكو تنتهكها بتطوير أسلحة جديدة، ويشعرون بالقلق من أن انهيارها يمكن أن يؤدي إلى سباق تسلح جديد يكون من شأنه نشر جيل جديد من الصواريخ النووية الأمريكية في القارة.وأكد ستولتنبرج، حرص الحلف على إطلاع روسيا بتفاصيل مناورات «ترايدنت 2018» التي تبدأ اليوم الخميس في النرويج، وقال: «نحن حريصون على إطلاع روسيا على أي مناورات تدريبية منذ انتهاء الحرب الباردة»، متابعاً: «قمنا بإطلاع روسيا على كل تفاصيل مناورات ترايدنت 2018». وأضاف: «ترايدنت 2018 هو أكبر تدريب عسكري منذ انتهاء الحرب الباردة، وسيشارك كل الحلفاء فيه وأيضاً فنلندا والسويد». وأكد: «هذه المناورات التدريبية ترسل رسالة واضحة إلى أي خصوم محتملين في المستقبل». وأعلن الكرملين أمس، أن انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى، «خطر للغاية»، ويهدف إلى إثارة سباق تسلح جديد. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف «إنها نية خطيرة للغاية. هو في الواقع إعلان نية لخوض سباق تسلح وزيادة القدرة على التسلح».وقال بيسكوف إن روسيا والولايات المتحدة بحثتا إمكانية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لواشنطن العام المقبل. وقال إن هذا الاحتمال جرت الإشارة إليه باقتضاب خلال زيارة جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي لموسكو هذا الأسبوع. وقال مسؤولون أمس الأول الثلاثاء إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبوتين يعتزمان اللقاء في باريس الشهر المقبل، وقال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف في تصريح للتلفزيون الروسي، إن اجتماع القمة سيعقد بالعاصمة الفرنسية باريس في 11 نوفمبر القادم، وأشار إلى أن القمة ستعقد على هامش الاحتفالات الدولية التي ستُجرى في باريس الشهر المقبل. (وكالات)
مشاركة :