الخرطوم – ألغى الرئيس السوداني عمر حسن البشير الخميس حظرا على استيراد المنتجات الزراعية والحيوانية المصرية بعد 17 شهرا من وقف استيرادها وذلك أثناء زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الخرطوم والتي امتدت يوما واحدا. وقال الرئيس السوداني للصحافيين في ختام مباحثاته مع نظيره المصري التي تأتي في إطار اللجنة الرئاسية العليا بين البلدين إن “العلاقة بين السودان ومصر ليست خيارا، وإنما فرض عين، نتيجة للتطورات من حولنا”. وأضاف “التقارب والتعاون أمر حتمي بيننا، وتعبير حقيقي عن رغبة شعوبنا في هذا التواصل”. وتابع “سنتابع كرؤساء تنفيذ الاتفاقيات للوصول بالعلاقات إلى المستوى الذي يرضي طموحات شعبي وادي النيل”. وزاد “مهمتنا الأساسية إزالة العوائق في حركة السلع والمواطنين بين البلدين، لذلك سبق أن وقعنا وأجزنا وصادقنا على اتفاقية الحريات الأربع لتسهيل حركة المواطنين، واليوم (نسبةً إلى زمن القول) أنا وقعت على قرار رفع الحظر على المنتجات المصرية للدخول إلى السودان”. وأصدر مجلس الوزراء السوداني في مايو 2017 قرارا يقضي بحظر استيراد المنتجات الزراعية والحيوانية من مصر دون أن يقدم أسباباً لذلك. ووفقا لإحصاءات سودانية رسمية بلغت الواردات الزراعية والحيوانية من مصر قبل الحظر 300 مليون دولار سنويا. وأشار محلل اقتصادي إلى أن القرار في مصلحة المستهلك السوداني ولكنه يتعارض مع السياسة الاقتصادية المعلنة من حكومة الخرطوم. السيسي: الحقيقة الثابتة أظهرت أن الأيام والسنين لم تكسب العلاقة الأخوية، إلا المزيد من القوة والمتانة والقدرة على التصدي لأي تدخلات خارجية، ومعالجة أي مشكلات مصطنعة وأوضح محمد الناير أستاذ الاقتصاد بالجامعات السودانية “هذا القرار لا يتماشى مع السياسة الاقتصادية المعلنة من قبل الدولة والتي تركز على زيادة الصادرات (…) لكنه في مصلحة المستهلك السوداني حيث يوفر له سلعا رخيصة الثمن”. ووقع البلدان أثناء الزيارة التي شهدت انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة 12 اتفاقية في مختلف مجالات التعاون. وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي “تتوج جهودنا المشتركة اليوم بالتوقيع على 12 مذكرة تفاهم وبرنامجا تنفيذياً لتعزيز التعاون بين بلدينا في العديد من المجالات، وهي كلها خطوات تفتح آفاقاً أرحب أمام الارتقاء بعلاقاتنا الثنائية”. واعتبر الرئيس المصري أن “الحقيقة الثابتة أظهرت أن الأيام والسنين لم تكسب العلاقة الأخوية، إلا المزيد من القوة والمتانة والقدرة على التصدي لأي تدخلات خارجية، ومعالجة أي مشكلات مصطنعة”. وأضاف “الفترة المقبلة ستشهد المزيد من العمل في البناء المشترك، وأن الفترة الماضية شهدت بدء تنفيذ الربط الكهربائي بين البلدين، وهو مشروع من شأنه أن ينقل علاقات التعاون إلى مرحلة جديدة تتأسس على تنفيذ المشروعات الاستراتيجية التي تعزز فرص التبادل التجاري والاستثماري”. وتابع “الربط السككي هو مشروع استراتيجي أيضا، يضاف إلى انتقال عملية الأفراد والسلع بين الدولتين، ليمثل خطوة إضافية على مسار دفع الترابط والتكامل بين البلدين”. واتفق البلدان على إكمال ربط شبكة الكهرباء بينهما إضافة إلى ربط البلدين بخط سكة حديد. وعلى الصعيد الإقليمي قال السيسي “أثق في أن مساعينا لتحقيق الأمن الإقليمي سوف تتواصل وتتسع لتحقيق الأمن في منطقة البحر الأحمر، بالتنسيق مع الدول العربية والأفريقية المتشاطئة، خاصة في ظل ما تشهده منطقة القرن الأفريقي من تطورات إيجابية متسارعة تؤشر على عهد جديد”. وشهدت العلاقات السودانية المصرية تحسنا في الأشهر الماضية بعد توتر على خلفية غياب التوافق حول جملة من الملفات وعلى رأسها ملف سد النهضة الإثيوبي.
مشاركة :