أبوظبي - اختار منتدى “الاتحاد” عنوانا لدورته الثالثة عشرة ”صورة الإمارات في الإعلام”، لتتناسب مع التحديات الراهنة في الشرق الأوسط، التي يلعب فيها الإعلام دورا أساسيا في توجيه الأزمات وشن الحملات الدعائية، وقلب الحقائق أحيانا. وانطلقت فعاليات المنتدى، الأربعاء، وقد تمحورت زوايا النقاش حول ثلاث جلسات رئيسية هي “ملامح صورة الدولة في الإعلام بمرحلتي التأسيس والتنمية” و“صورة الإمارات في الإعلام خلال مرحلة التمكين” وتم تخصيص الجلسة الثالثة لآليات الرد الإعلامي على حملات التشويه. وقدم علي بن تميم مدير عام أبوظبي للإعلام ورقة أشار فيها إلى أن فعاليات المنتدى تناقش صورة الإمارات في الإعلام، في غمرة الاحتفال بـ“عام زايد”. وأكد بن تميم، أن الشيخ زايد “وضع حجر الأساس لإعلام فاعل يرتكز على قاعدة تؤمن بالتعددية الثقافية وتقف ضد أحادية الرؤية، لهذا كان من الطبيعي أن يدافع الإعلام عن الحق والخير ويحارب الإرهاب والتطرف والتعصب الأعمى، ومن الواجب كذلك أن يتولى الإعلام الدفاع عن الوطن وسيادته. وأضاف أنه من هنا تأتي أهمية المنتدى الذي يلقي الضوء على صورة الإمارات في أبعادها المختلفة بوصفها نموذجا رائدا في التنمية المستدامة وراعية للانفتاح والتعددية الثقافية والتسامح، راجيا أن يصل المنتدى إلى بناء محتوى يساعد أبوظبي للإعلام على بناء تصور استراتيجي يسهم في الارتقاء بهذه الصورة على شتى الصعد. وركز المتحدثون في أوراق عملهم على صورة الشيخ زايد في الإعلام العربي والدولي، وكيف قدم الإعلام الدور الذي لعبته الدولة في الدفاع عن الحقوق العربية وضمان الاستقرار الدولي، ورفض التطرف والإرهاب، والتصدي لحملات التشويه. من جهته أكد حمد الكعبي رئيس تحرير ”صحيفة الاتحاد” في ورقته أن المنتدى السنوي صار مناسبة لتجديد التواصل والتكامل والالتقاء الفكري والإعلامي بين أسرة “الاتحاد” وقرائها مع نخبة النخبة من المفكرين والإعلاميين وقادة الرأي العرب. حمد الكعبي: مع ثورة الاتصال الكبرى بات الإعلام يتجاوز وصف السلطة الرابعةحمد الكعبي: مع ثورة الاتصال الكبرى بات الإعلام يتجاوز وصف السلطة الرابعة وأضاف أن موضوع الدورة عن ”صورة الإمارات في الإعلام العربي والعالمي”، وهو الموضوع الراهن، يكتسي أهميته البالغة من ضرورة المواكبة الإعلامية لقصة صعود الدولة على المسرحين الإقليمي والعالمي. وقال الكعبي كان الإعلام يوصف عادة في التعبيرات الكلاسيكية بأنه “السلطة الرابعة”، ولكن مع ثورة الاتصال الكبرى بات من خلال دوره وحضوره يتجاوز ذلك التوصيف بكثير، إن لم يكن هو “السلطة الأولى”. وأضاف أن كل هذا يفرض اليوم إعادة مساءلة دور الإعلام وطريقة الاستجابة الملائمة للتحديات التي تطرحها أشكاله الجديدة، ورصد كيفية انعكاس صورة الوطن في الإعلام الإقليمي والدولي، والطرق الكفيلة بتعظيم القوة الناعمة للدولة، ودواعي التفاعل، مع الإعلام العربي والدولي المهني الملتزم، لإعادة التأكيد على مواثيق شرف المهنة الإعلامية، وخدمة مصالح مجتمعاتنا العربية، والردّ على دعاية الإعلام المعادي، وما يروّجه من خطاب عنف وكراهية. وخصصت النسخة الثالثة عشرة للمنتدى فقرة تكريم المشاركين المنتظمين منذ نسخته الأولى عام 2006، فهؤلاء الكتاب حرصوا رغم انشغالاتهم وأجنداتهم المزدحمة أكاديميا وصحافيا، على حضور جميع النسخ السابقة من المنتدى، مؤمنين برسالتهم وبأهمية دورهم التنويري، ولا تزال مشاركتهم قوة دافعة لنجاح هذه المناسبة السنوية التي تعزز الدور التنويري للصحيفة. وتضمنت الجلسة الأولى التي أدارها الكعبي ثلاث ورقات، أولها للأكاديمي اللبناني رضوان السيد وحملت عنوان ”زايد في الإعلام العربي والدولي خلال مرحلتي التأسيس والتنمية”. وأكد السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية في ورقته، أن الدولة الاتحادية هي تجربة نجاح مازالت تتعاظم بالإنجازات، وصنع الجديد والتقدم في المجالات الداخلية والعربية والعالمية. واستنتج السيد أن القراءة في مضامين الصحف لحظة تأسيس دولة الإمارات تشير إلى أنها قامت على وعي وهمة وإرادة وإصرار الشيخ زايد وإدراكه للضرورات التاريخية والحاضرة. وقد جرى الاتحاد بسلاسة وبدأ الاهتمام الحقيقي بمشروع الدولة الاتحادية في الظهور بالصحف العربية بعد الاجتماع الذي عقده الشيخ زايد والشيخ راشد في دبي يوم 18 فبراير 1968، وخلاله تم الاتفاق على إقامة اتحاد بين أبوظبي ودبي. وأشار إلى أن الاجتماع الثاني جرى في دبي مع الإمارات الخمس الأخرى التي وافقت على إقامة اتحاد الإمارات العربية المتحدة. بدوره قدم الكاتب والأكاديمي الإماراتي حسن قايد الصبيحي ورقته المعنونة بـ“إدراك المؤسس لأهمية الإعلام في تدشين دولة الاتحاد وتعزيز مسيرة التنمية” وأشار إلى قراءة في إحدى وثائق “مركز الوثائق البريطانية” تتضمن رسالة من المندوب السامي إلى وزارة الخارجية البريطانية، تقول ”إن زايد يتمتع بروح مرحة، وذو شخصية قوية تتسم بصفات الكرم والعطاء، وفي كل تعاملاته كان ميالا إلى اختيار العروض الأقل تكلفة في اتفاقيات المشاركة في تنمية الدول، وتجنب العروض ذات التكاليف الباهظة على بلاده“. وفي ورقته بعنوان “الإعلام ودور الإمارات في الدفاع عن الحقوق العربية وضمان الاستقرار الدولي” أكد الكاتب والباحث الإماراتي عبدالله جمعة الحاج أن الإعلام الإماراتي بعيد عن التهويل والتضليل والمبالغة، ويميل إلى ممارسة النقد الهادف بأساليب رصينة تخدم الدولة والمجتمع. وتقدم ورقة الحاج خلاصات منها أن الإعلام الإماراتي بعيد عن الفكر المتطرف، وطور لنفسه على مدى الخمسين عاما أو أكثر، أنماطا فريدة خاصة به من الحرية والتنوع والقدرة على إيصال الأفكار الإيجابية عن الدولة، وأن الصورة التي يرسمها على الصعيد الداخلي، هي أن الإمارات واعية ومهتمة بالمخاطر المحيطة بها، خاصة تلك الآتية من فئات ضالة تتبنى أفكارا مستوردة من الخارج تتمثل في التطرف والعنف.
مشاركة :