المصور المحترف هو الذي يوثق المألوف بطريقة غير مألوفة

  • 10/26/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

فازت الفلسطينية فاطمة الزهراء شبير من قطاع غزة بمسابقة ناشيونال جيوغرافيك الدولية فئة التصوير الوثائقي. وحصلت على الجائزة الكبرى في المسابقة عن مشاركتها بصور حول «الزفاف الفلسطيني - ليلة الحناء». وتظهر لحظات الفرح والاحتفال بالعروس بدءاً من تجهيزها واستعدادها لاستقبال هذه الليلة مروراً بلحظة إحضار الحناء التي تزينها الشموع كتقليد فلسطيني وأخيراً إلى لحظات الاحتفال الأخيرة التي يتخللها الرقص والغناء. وليلة الحناء في القرية هي أهم الليالي بالنسبة للعروس التي تسبق ليلة الزفاف بيوم أو يومين وهي عادات فلسطينية قديمة، حيث يجتمع في هذه الليلة صديقات وقريبات العروس احتفالاً بها وتوديعها كونها الليلة الأخيرة لها في بيت أهلها ويرددن أغنيات شعبية حزينة تسمى (الترويدة) تصور تشبث العروس بأهلها وبصديقاتها، يلتزم الكثير في هذه الليلة بارتداء الزي التقليدي وتبعاً لتراث فلسطين يتم ارتداء الثوب الفلسطيني المطرز. فاطمة شبير... فنانة تصويرية مثابرة، تستخدم كل الكادر لمساعدة المشاهد في الوصول إلى الهدف الذي تريده من وكان لنا معها هذا الحوار: r من أنت؟ - فاطمة شبير أدرس إدارة أعمال في جامعة الأزهر غزة. من فلسطين شمال قطاع غزة وأمارس التصوير (فن الجمال) كهواية. r كيف دخلت إلى عالم التصوير؟ - بدأت بحبي وشغفي في متابعة الكثير من أعمال المصورين كانت تترك شيئاً جميلاً بداخلي وتملأني التساؤلات عن كيفية التقاطها وزواياها غير المألوفة، أصبح التصوير جزءاً كبيراً من اهتماماتي وحبي لتعلمه، جعلني أجول الإنترنت للإجابة عن تلك التساؤلات واكتساب الخبرة التي تؤهلني أن أبدأ طريقي في عالم التصوير، في البداية اكتفيت بالمشاهدة والتغذية البصرية قبل أن أنتقل إلى استخدام هاتفي المحمول ذي الكاميرا الصغيرة في توثيق كل ما هو جميل. r متى بدأت رحلتك مع الكاميرا؟ - رحلتي مع الكاميرا لم تتجاوز العام فقد حصلت عليها عام 2016 كتشجيع من أمي بعد أن رأت اهتمامي الكبير في عالم التصوير وحبي لممارسته الذي أصبح فيما بعد هوايتي المفضلة؛ فبدات بتطبيق كل ما تعلمته بالمشاهدة، مسبقاً كانت النتائج رائعة كاستخدام أولي للكاميرا ثم بدأت بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي منها فيسبوك وإنستجرام، ففي فترة قصيرة حققت تطوراً ملحوظاً وحازت الصور على إعجاب الكثيرين الذين كان لهم دور كبير في تشجيعي والاستمرار بإخراج مزيد من الأعمال، وأصبحت أسعى إلى التطوير دوماً والتعلم وزيادة الخبرة لدي في هذا الفن الواسع. r ماذا تعني لك الصورة؟ - هي ترجمة لما بداخلي من شغف، هي حياة كاملة داخل إطار صغير؛ فالصورة الناجحة تترك أثراً في نفس المشاهد من اللمحة الأولى لما تحمله من إبداع وتميز. r ما أفضل صورة لك؟ - أفضلها بالنسبة لي كانت صورة لثلاث طالبات مدرسة يجلسن على جذع شجرة في أحد أزقة مخيم الشاطئ متمسكات بأحلامهن كتمسك تلك الشجرة بالأرض رغم الحروب والظروف الصعبة. r ما آخر إنجازاتك؟ - مشاركتي في المعرض البسيط الذي أقامته مجموعة أطياف السعادة على أرض مؤسسة بيت الصحافة في قطاع غزة وكما يقولون إن أول الغيث قطرة. r ما أحلامك؟ - السفر حول العالم والتقاط الكثير من الصور التي تعبر عن حال الشعوب والثقافات المختلفة والحياة اليومية وعرض صوري في أكبر المعارض. r من المصور المحترف من وجهة نظرك؟ - هو الذي يوثق المألوف بطريقة غير مألوفة تحمل حسه ولمسته الخاصة فيعرفه الآخرون بصوره وإبداعه المميز. r ما الدرس الذي تعلمتِه من التصوير؟ - أهم ما تعلمته الصبر؛ كنت أحاول عديداً من المرات للخروج بصورة إبداعية مميزة، وأصبحت أكثر قدرة في تطبيق واستخراج أفكاري الخاصة، التصوير سمح لي بالتعبير عما بداخلي من شغف. r ما الرسالة التي تودين توصيلها من خلال صورك؟ - لفت انتباه العالم الخارجي لقضايا بلدي المجتمعية والإنسانية والفئات المهمشة التي تتطلب اهتماماً ورعاية كبيرة، والتركيز على فئة الكادحين أصحاب القلوب الجميلة وتقدير جهودهم المبذولة في سبيل الوطن وإخراجها بأسلوبي الخاص؛ فالمصور يجب أن يكون له دور في مجتمعه وليس فقط التصوير لمصلحته الخاصة. r ما آخر مشاريعك الفنية في مجال التصوير؟ - حالياً أسعى لافتتاح استديو خاص بي لزيادة خبرتي في التصوير والتعامل مع الناس إلى جانب اهتمامي في تصوير حياة الشارع والناس وقضايا مجتمعي. r هل تواجهين صعوبة أثناء العمل كونك امرأة؟ - طبعاً في البداية واجهت الكثير من الصعوبات خاصة عندما أخرج لتصوير حياة الشارع والناس يقابلني البعض بالسخرية نظراً لقلة المصورات في قطاع غزة، والحمد لله تخطيتها جميعها ولم تزدني إلا ثقة بنفسي والاستمرار بقوة في ممارسة هذا الجمال ولن يوقفني أحد.

مشاركة :