عاصرت جميع ملوك المملكة، وعمري نحو «قرن»

  • 10/26/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في يوم احتفائنا بوطن التوحيد سعدنا بإجراء لقاء مع العم محمد بن مدلول الخريصي الشمري معاصر الملوك وفاكهة المجالس بحديثه المشوق وبتلقائيته المعهودة وبسجيته النقية، فتنقلنا معه ما بين مواقفه الجميلة مع حكام هذا الوطن الغالي حتى وصلنا إلى وصاياه ونصائحه للشباب ورسائله لجنودنا البواسل على الحد الجنوبي.. r بماذا تريدنا أن نناديك يا أبا سعود في هذا اللقاء؟ - أولاً أرحب بطاقم مجلة اليمامة العريقة والغالية على قلوبنا، ومجلة اليمامة من المنابر الإعلامية الشامخة، التي نتابعها دوماً، ونحرص عليها وعلى مواضيعها المتنوعة، خصوصاً الوطنية منها، وأنا حريص جداً على متابعتها لمصداقيتها وشمولها، ونقلها أخبار ولاة أمرنا ووطننا الغالي، كما أرحب بك يا أبا البدر بشكل خاص، فقد شرفتني هذه الليلة، وأكرمتني بزيارتكم الكريمة في منزلي. وفي الحقيقة أن مناداتي ب (أبو دليّل) محبب لدي لكون معازيبنا من ولاة أمرنا دوماً ينادونني بهذا الاسم في مجالسهم وعند زيارتهم طوّل الله في أعمارهم، وحفظهم من كل مكروه، وأبقاهم ذخراً للدين والوطن والشعب، وللأمة الإسلامية كافة. r كيف كانت الحياة إبان شبابك؟ - مهما كانت الحياة فيها من صعوبات فهي تهون ويمكن التغلب عليها، وذلك إذا ما رأينا ما كان عليه أجدادنا في أنحاء الجزيرة العربية قبل توحيد هذا الوطن الغالي من خلاف وصراع وقتال وشتات وخوف وجوع ونهب وسلب، وأنا هنا أرفع يدي دعاء لموحد هذا الكيان العظيم (المملكة العربية السعودية)، دولة التوحيد، دولة الجود، دولة المحبة، دولة الصخاء، دولة المجد، دولة الرحمة، والعطاء، دولة الإنسانية، ودعائي للملك عبد العزيز – طيب الله ثراه - ليس فضلًا بل واجب يحتمه علينا الدين وحب الوطن، والنعمة التي ننعم بها اليوم، وهذا الرجل العظيم لو ندعو له في كل صلاة فلن نوفيه حقه، فبفضل الله ثم فضله اتحد الوطن وأصبح من أعظم بلاد الله في الأرض، كما أنه أنجب لنا رجالًا عظماء اتبعوا نهجه وحكموا بشرع الله فينا: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله، والآن نحن في حكم ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله-، وفي عناية الله ثم في عناية ولي عهده الأمين الأمير الشاب الطموح محمد بن سلمان - حفظه الله- لمستقبل هذا الوطن الغالي على قلوبنا، وترى الوطنية ليست في فلوس أو كلام، وإنما الوطنية تجري مع الدم في عروق الوريد، وحبنا للوطن راسخ في صدورنا وفي دمائنا رسوخ الحياة في شراييننا. أما حياتي في بداية شبابي فقد اتجهت إلى دولة البحرين الشقيقة لأعمل هناك عسكرياً في الشرطة لعدة سنوات، ومن ثم تركت العمل وعدت إلى الوطن، وقمت أتردد على مجالس ولاة أمرنا من آل سعود الذين أكرموني كعادتهم مع الجميع. r وكم تبلغ من العمر الآن؟ - لم يكن لدينا شهادة ميلاد عند ولادتي، ولكن أعتقد أنني قريب من المائة، فقد عاصرت حكام هذا الوطن الطاهر جميعاً. r رأينا لك مقطعاً على قنوات التواصل مع الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله -، ما قصة هذا المقطع؟ - رحم الله الملك عبد الله فله في قلبي مكانة كبيرة، وقصة المقطع أنه بعد أن عاد من رحلته العلاجية من الخارج وأتى الشعب لزيارته، كان هناك ازدحام شديد منعني من الوصول إليه فناديته بصوت عالٍ وهوست له هوسة إنشادية ففتح لي الناس الطريق وإذا بالملك عبد الله - رحمه الله- يتبسم أمامي مباشرة، ويضع يده على صدره شكراً وتقديراً لي، وقال: هل ناقص عليك شيء يا أبا دليّل، فقلت لم آت إلا للسلام عليك يا بن سعود، ولو طلبت في وقتها ما بدا لي لأعطاني، ولكن موقفه وشكره وابتسامته كانت بالدنيا جميعاً، وهذه قصة المقطع. r وما تفاصيل موقفك مع الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله- في تبوك؟ - عندما زار الأمير سلطان - رحمه الله- تبوك توجهت من حائل إلى تبوك للسلام عليه وقابلته مع الجموع التي أتت للسلام عليه - رحمه الله- فلما أقبلت عليه منطلقاً قال للحرس دعوه على راحته، ثم قال: يا ابن مدلول جيت بطائرة أم بسيارة من حائل، قلت: جيت الله يطول بعمرك يا ولد عبد العزيز بطائرة، فنادى على ابن محيسن وقال: أعطوه سيارة يرجع بها لأهله وأعطوه شرهة يستعين بها في الطريق ويفرح بها عياله. الله يرحمه رحمة واسعة ولا يحرمه الأجر. r وهل كان لك مواقف مع الملك سلمان حفظه الله عندما كان أميراً على منطقة الرياض؟ - الملك سلمان - حفظه الله- من الحكام الذين إذا مر على منصب شرفه وأشبعه إخلاصاً وجهداً وتفانياً ووفاء وتضحية، فجديته في العمل وسرعة إنجاز حقوق الناس وإنجاز المظالم وحلها، جعل منه حاكماً استثنائياً بكل ما تعنيه الكلمة، وقد كنت أتردد عليه في مجلسه في إمارة الرياض، حيث الهيبة والوقار ومحبة الناس له، واليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك الحزم والعزم رفعنا بمواقفه البطولية وحزمه فوق السحاب، وجعلنا في مصاف الدول العظمى في العالم، ورغم ما يدور من حولنا إلا أننا نعيش في ظل الله ثم ظل الملك سلمان في أمن وأمان ورغد من العيش، وهذه نعمة من أعظم النعم التي لن نستطيع جزاءها. والملك سلمان - حفظه الله- قدوة لنا جميعاً، فهو واصل للرحم، بار بالأيتام، رفيق بالضعفاء، ولعل موقفه مع أخيه فهد وأخيه عبد الله وأخيه سلطان من أعظم المواقف في مرضهم ومرافقته لهم وحرصه على خدمتهم حتى وفاتهم رحمهم الله. r وهل تتذكر بعض المواقف مع الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله؟ - لي موقف طريف مع الأمير نايف - رحمه الله-، يدل على مدى التواضع ومحبة ولاة الأمر لشعبهم وتبسطهم في الحديث معهم، فقد كنت معزوماً في حفل زواج ابن الأمير فهد الخالد السديري، وكان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز حاضراً، فقال الأمير فهد متعجباً مخاطباً الأمير نايف: صبغة اللحية عند ابن مدلول مضبوطة!!، قال الأمير نايف - رحمه الله- وهو يتبسم: أبو دلولة يصبغ لحيته في بيته بنفسه ما يصبغ له حلاق لذلك تطلع مضبوطة، قلت نعم طال عمرك هذا الحاصل، فكان موقفاً لطيفاً مع سموه. r وما قصة البشت الذي أتاك من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز - رحمه الله؟ - رحم الله الأمير فيصل فقد افتقدته وافتقدت ابتسامته الدائمة كلما أقابله، وقصة البشت أنني عندما رأيت الأمير فيصل في إحدى المناسبات الرياضية أخذت ألوح له بيدي بحماس ومحبة، فقال من هذا الذي يلوح بيده، فقيل له: هذا محمد بن مدلول الخريصي الشمري، فقال: آتوني به، فلما جئته نزع البشت الذي كان يلبسه وأهداني إياه، فكانت عندي من أعظم الهدايا وما زلت محتفظاً به لكون اسمه مكتوباً عليه. r وماذا تود قوله عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز بحكم ترددك على مجلسه العامر؟ - الأمير سلطان بن سلمان ذلك الشبل من ذاك الأسد، الله يطول في عمره، ويحفظه من كل مكروه، تميزه من بداية حياته، ولعل صعوده للفضاء كان شاهداً من شواهد تميزه في كل حياته، والأمير سلطان له مواقف مشرفة جداً معي أنا شخصياً لن أنساها ما حييت سواء في تعليم أبنائي أو غيرها من أمور الحياة التي لن أستطيع رد جزائه مهما عملت. r أرى لك حضوراً مستمراً في مجالس السدارى، ما سر هذا التردد؟ - السدارى أسرة مبروكة هم هلي، هم الأهل الصحيح بعد آل سعود، تربيت معهم، فأكرموني، ومن هذه الأسرة الذين أتردد على مجالسهم العامرة: الأمير مساعد الأحمد، والأمير فهد الخالد، والأمير تركي الخالد... ولا تنس أنهم أخوال الملك عبد العزيز - رحمه الله-، وأخوال أبنائه البررة، ولو لم تكن هذه الأسرة أسرة مبروكة وعريقة ما حرص حكامنا على مصاهرتهم؛ فهم أهل للتقدير وأهل للمصاهرة. r ولكن علاقتك أرى أنها أكثر بالأمير فهد الخالد السديري؟ - الأمير فهد الخالد عسى ربي يحفظه علم ومنصى للجميع من صغره، منذ كان في الإعلام، ثم سفيراً في الكويت، ثم أميراً للنجران، فهو كفو.. يد ممدودة بالطيب والكرم للجميع، ومجلس مفتوح، وجاه مبذول. r وما وصيتك لشباب اليوم؟ - أقول لهم يا أبنائي والله لن تعرفوا قيمة وطنكم حتى تخرجوا خارج هذا الوطن وتروا النعمة التي نحن فيها، وأعلم أننا عشنا في ضنك من العيش في بداية حياتنا وصبرنا وكافحنا، وأنتم الآن تعيشون عيشة الرفاهية والأمن والأمان بين أسركم وتحت ظل الله ثم ظل حكام يحكمون بالكتاب والسنة بالعدل، ولا ينقصكم من أمور الدنيا شيء، وطنكم الذي يضم أطهر بقاع الأرض الحرمين الشريفين، يجب أن نفاخر به، ونحمد الله على هذه النعمة الجليلة، كم من شاب في خارج هذا الوطن تتقاذفه الأحزاب والطوائف وعصابات الإجرام دون أدنى حماية لدينه وشرفه وعرضه، وأنتم تنعمون بوطن عظيم يحترم الدين ويجل الإنسان ويحفظ عليه ماله وعرضه وكرامته، أوصيكم بتقوى الله وحفظ وطنكم كما حفظكم والطاعة لولاة أمركم والبعد عن المخدرات والأفكار المشبوهة، والتأثر بأصحاب الأفكار المنحرفة المنشورة في الإنترنت. r وما رسالتك لجنودنا البواسل على الحد الجنوبي؟ - أقول لهم اثبتوا واصبروا وصابروا فأنتم على حق، ووراءكم صبيان التوحيد إخوان نورة عسى الله يحفظهم، ووراءهم الملك سلمان والأمير محمد والشعب السعودي صغيرهم وكبيرهم، وأنا في هذا السن لو يطلب مني الذهاب إلى الحد الجنوبي والله إني لاتجه للحد الجنوبي وأدافع عن ديني ووطني وعرضي، ولن أتردد في التضحية بمالي وولدي ونفسي فداء لهذا الوطن الذي هو خيرة بلاد الله في الأرض وتحت ظل صبيان التوحيد إخوان نورة.

مشاركة :