يعتقد الكثير من الناس أن الوجبات الصحية تفي بالتغييرات التي يرغبون في إحداثها لأجسامهم، التي بنظرهم تنحصر في خفض أو زيادة وزن الشخص، ويكشف تحليل شامل للحِمية المتوسطية أن الصحة النفسية تعتمد بشكل مباشر على نوع الوجبات التي يستهلكها الشخص. ووفقاً لخبراء إنديا جيت (مجموعة الأغذية الصحية) فإن ذلك الأمر صحيح إلى حد كبير، «فالوجبات الغنية والمكونة من الخضراوات والأسماك والفواكه والمكسرات وزيت الزيتون، وغيرها، تلعب دوراً محورياً في خفض الاكتئاب على عكس المعتقد الاجتماعي، وخلافاً للأغذية الجاهزة والوجبات السريعة، فإن الأطعمة الكاملة وغير المصنعة تقلل بشكل فعال من خطر الإصابة بالاكتئاب، لأنها غالباً ما تكون طبيعية ولا تحتوي على أي مواد مضافة. وكشفت الدراسات، التي تم القيام بها في السنوات القليلة الماضية، معلومات قيمة حول العلاقة بين الصحة والنظام الغذائي، وكيف يؤثر كل منهما في الآخر. وفقاً للمديرة الطبية في جمعية المغنيسيوم الغذائية (NMA)، كارولين دين، فإن المغذيات بما في ذلك المغنيسيوم، والأحماض الدهنية الأساسية، والفيتامينات B12 وB6 تحفز تشكيل الناقلات العصبية. وقد تمكن المستشارون الغذائيون أن يثبتوا أن الأشخاص الذين يتغذون على وجبات ذات نوعية رديئة، لا يعانون أعراض الاكتئاب فحسب، بل من المحتمل أيضاً أن يعانوا من السمنة. يقول الخبراء: «الناس الذين يكملون وجباتهم مع الفواكه والأسماك والحبوب، هم أقل عرضة للاكتئاب، هذه الوجبات تلبي تلك الفئة من الاحتياجات الغذائية للجسم، التي يطلق عليها بشكل شعبي اسم الأغذية الخارقة أو الغنية أو السوبرفود، تؤثر المواد الغذائية المختلفة بشكل إيجابي في الصحة العقلية والنفسية من خلال المغذيات والإنزيمات ومضادات الأكسدة الموجودة فيها، وهذه الأطعمة تشمل الكينوا، بذور الشيا، بذور الكتان، وكذلك الأرز البني المُنبّت». تقدم لكم «إنديا جيت» دليلاً تفصيلياً عن كيفية تحسين هذه الأطعمة للصحتين العقلية والنفسيّة: الكينوا في المقام الأول، الكينوا غنية بالحديد والمواد الغذائية الأساسية الأخرى، وكما تعلّم معظمنا في البيولوجيا الأساسية، فإن الحديد عادة ما يكون الأساس لتشكيل الهيموغلوبين ونقل الأوكسجين إلى الخلايا المختلفة. غالباً ما يأخذ الدماغ 20% من إجمالي الأوكسجين في الدم ليقوم بأداء وظائفه. ومن الفوائد الأخرى التي يقدمها حديد الكينوا، تصنيع الناقلات العصبية التي تقوم بالدور الرئيس لتوازن كيميائية الدماغ، تكون مستويات الريبوفلافين (B2) في الكينوا مرتفعة نسبياً وفقاً للتحاليل الطبية، حيث يعتبر الريبوفلافين مكوناً ضرورياً في عملية تعزيز التمثيل الغذائي للطاقة داخل خلايا الدماغ. بذور الشيا تستطيع ملعقة صغيرة من بذور الشيا يومياً مساعدتك على مكافحة الاكتئاب، فهي غنية بالكالسيوم والمغنيسيوم ودهون «أوميغا 3»، وقد كشفت الدراسات العلمية أن المستويات المنخفضة من دهون «أوميغا 3» في الجسم قد تسبب مجموعة من الاضطرابات العاطفية والعقلية، هذه الدهون ضرورية في مصارعة المزاج والاكتئاب، لذلك فإن الاستخدام المتواصل لبذور الشيا سيحسن أداء دماغك. بذور الكتان بذور الكتان تعادل بذور دوار الشمس إلى حد ما في الطريقة التي يمكن استخراج الزيت منها، زيت بذور الكتان غني بالعناصر الغذائية مثل دهون «أوميغا 3»، وتتميز بذور الكتان بالعديد من الفوائد من أهمها المحافظة على صحة القلب وتعزيز البشرة. الأرز البنّي المُنبّت هو الأرز الذي ينتج بعد إزالة الطبقة الخارجية من الأرز البني، ويعتبر من الحبوب التي تحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية المهمّة، مثل كميّات عالية من الأحماض الأمينية جاما أمينو (GABA) بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الأرز غني أيضاً بالأنزيمات ومضادات الأكسدة. ويعتبر الأرز البنّي المُنبّت الخيار المفضل في تعزيز نشاط الدماغ، وذلك نتيجة طريقة تكوينه المميزة. وهنالك العديد من النتائج العلمية الموثوقة التي تكشف أيضاً أن الـGABA، جنباً إلى جنب، مع عناصر محددة من مضادات الأكسدة، تقومان بمحاربة الاكتئاب بشكل فعّال.