"واشنطن تايمز": إيران تحاول استغلال ملف خاشقجي للوقيعة بين السعودية وأميركا

  • 10/27/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اتهمت وسائل إعلام أميركية إيران بالسعي لاستغلال واقعة وفاة الصحفي السعودي جمال خاشقجي قبل أكثر من ثلاثة أسابيع في تركيا، لإحداث وقيعة بين المملكة العربية السعودية وحلفائها في الغرب، رغم الشفافية الكاملة التي تبديها الرياض في التعامل مع هذا الملف. وقالت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية واسعة الانتشار إن نظام الملالي الحاكم في طهران - والمُهدد بعلاقاتٍ وشيكةٍ من جانب الولايات المتحدة - يعمل على دق إسفين بين المملكة والإدارة الأميركية، عبر الزعم بأن كبار مسؤولي الإدارة يساعدون الرياض على النأي بنفسها عن ملف خاشقجي، رغم الأدلة الدامغة التي تؤكد أن الحادث وقع على يد عناصر تصرفت من تلقاء نفسها دون تلقي أي أوامر. وفي تقريرٍ أعده الصحفي جاي تايلور، اعتبرت الصحيفة - ذات التوجهات المحافظة - أن طهران فتحت جبهةً جديدةً على صعيد حملة التضليل والأكاذيب التي تُشن ضد السعودية - الدولة الأكثر إنتاجاً للنفط في العالم - في محاولةٍ للنيل من مكانتها الإقليمية والدولية، على خلفية وفاة الصحفي المعروف في إسطنبول في الثاني من الشهر الجاري. وأشار التقرير في هذا الصدد إلى التصريحات التي أدلى بها الرئيس الإيراني حسن روحاني قبل أيام، وسعى فيها إلى دس السم في العسل واستغلال واقعة الوفاة، لكيل الاتهامات الزائفة للمملكة التي تشكل حجر عثرةٍ في طريق تحقيق إيران لأطماعها على صعيد توسيع نطاق نفوذها في منطقة الشرق الأوسط. وشدد تقرير الصحيفة على أهمية الدور الذي تلعبه الرياض في هذا السياق، قائلاً إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعوّل كثيراً على السعودية «في احتواء إيران، تلك الدولة التي تتهمها واشنطن بدعم جماعاتٍ إرهابيةٍ، واستخدام وكلاء لها لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وبتهديد.. دول الخليج العربية». ورأت «واشنطن تايمز» أن طهران تكثف جهودها في الفترة الحالية لاغتنام الجدل الذي تثيره بعض الأوساط بشأن حادث خاشقجي لـ«إحراج خصمها الإقليمي الأبرز وتقويض التحالف القائم بين الولايات المتحدة والسعودية»، الذي يصفه الكثير من المراقبين بأنه «استراتيجيٌ وتاريخيٌ». وقالت إن تصريحات الرئيس الإيراني - التي حفلت بالغمز واللمز والاتهامات الواهية - جاءت مغايرةً للموقف الذي اتخذه نظام الملالي من واقعة إسطنبول في بادئ الأمر، والذي اتسم بالفتور وعدم الاكتراث على المستوى الرسمي على الأقل، قبل أن يتغير قبل أيام مع محاولات روحاني إبداء تعاطفٍ زائفٍ مع خاشقجي، وتحميل بلاده مسؤولية وفاته. وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الرئيس الإيراني حاول كذلك في تصريحاته الأخيرة، تشويه الدور الذي يضطلع به التحالف الذي تقوده السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن وإنهاء سيطرة الميليشيات الحوثية المدعومة من طهران على العاصمة اليمنية صنعاء والعديد من مدن البلاد. وأكدت «واشنطن تايمز» أن هذه الادعاءات من جانب روحاني، ترمي إلى التشويش على العمليات التي يقوم بها التحالف أمام الرأي العالم الدولي وخاصة في الولايات المتحدة، بهدف حمل إدارة الرئيس ترامب على تقليص دعمها لهذه العمليات. ولكن تقرير الصحيفة ألمح إلى أن المحاولات الإيرانية في هذا المجال، ستبوء بفشلٍ ذريعٍ في ضوء رفض الرئيس الأميركي الاستجابة لأي دعواتٍ ترمي إلى «القفز لأي استنتاجات» بشأن قضية خاشقجي التي تجري السعودية وتركيا تحقيقاً شاملاً ومشتركاً لكشف ملابساتها. من جهةٍ أخرى، نقل التقرير عن الدبلوماسي الأميركي المخضرم مارتين إنديك - الذي كان مسؤولاً كبيراً بوزارة الخارجية في السابق - تأكيده على الدور المحوري الذي تلعبه السعودية، على صعيد ضمان استقرار الأسعار في الأسواق النفطية، خاصةً في الوقت الذي تستعد فيه واشنطن لإعادة فرض عقوباتٍ على طهران من شأنها إنهاء قدرتها على تصدير النفط بشكلٍ كامل. وتأتي هذه العقوبات المنتظرة في إطار ما تعهد به الرئيس ترامب من إعادة انتهاج السياسة الصارمة التي كانت مُتبعة حيال إيران في عهد الرؤساء الجمهوريين السابقين لسلفه الديمقراطي باراك أوباما، وهو ما تجسد في قراره قبل شهور الانسحاب من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بين القوى الكبرى ونظام الملالي في ربيع عام 2015. وعقب الانسحاب من الاتفاق، تعهد ترامب بأن يفرض عقوباتٍ على إيران تحول دون أن تتمكن من تصدير أي برميل نفط بحلول الرابع من نوفمبر المقبل، أي بعد أقل من أسبوعين من الآن. وأكد إنديك أنه لن يتسنى للإدارة الأميركية الوفاء بهذا التعهد، ما لم تضمن تدخل كبريات الدول المُنتجة للنفط في العالم مثل السعودية، للحفاظ على استقرار الإمدادات في الأسواق، بهدف مواجهة أي اضطرابٍ محتملٍ ينجم عن التوقف الوشيك للصادرات الإيرانية. وشدد الدبلوماسي الأميركي المتقاعد والمحلل السياسي المرموق حالياً، على أنه لا غنى عن دور الرياض في هذا المضمار، قائلاً إن سعر برميل النفط «يمكن أن يزيد بما يشكل تحدياً خطيراً للاقتصاد العالمي، ما لم يعوّض السعوديون العجز الذي أحدثته العقوبات على إيران»، وهو ما يشير إلى أنه لا بديل للولايات المتحدة عن مواصلة الإبقاء على تحالفها الاستراتيجي والمستمر منذ عقود طويلة مع المملكة.

مشاركة :