على رغم عودة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري فجر أمس الى بيروت آتياً من المملكة العربية السعودية بعد ان شارك في مؤتمر الاستثمار المنعقد في الرياض، لم تسجل أي حلحلة ولا أي حراك بارز على خط تأليف الحكومة، باستثناء لقاء الحريري في «بيت الوسط» وزير الاشغال والنقل يوسف فينيانوس الذي غادر من دون الادلاء بأي تصريح. وفيما لا تزال «القوات اللبنانية» تنتظر جواباً من الرئيس الحريري على اقتراحها المكتوب في شأن حصتها في الحكومة العتيدة التي نقلها وزير الاعلام ملحم الرياشي ومدير مكتب رئيس حزب «القوات» ايلي براغيد للرئيس الحريري قبل سفره، أكد نائب رئيس حزب «القوات»، النائب جورج عدوان من مجلس النواب ان «لا حكومة ستشكل من دون القوات»، لافتا الى أن» الرئيس المكلف هو من يشكل الحكومة وهو الذي يعطيها مطالبها ولا أحد آخر». وشدد على أنها «غير معنية الا بالمعايير التي يضعها الرئيس الحريري». الى ذلك ترأس رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قبل ظهر أمس، اجتماع هيئة مكتب المجلس، في حضور نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي والنواب: مروان حمادة، سمير الجسر، ميشال موسى، اغوب بقرادونيان، الان عون، والامين العام للمجلس عدنان ضاهر. وقال الفرزلي: الاجتماع مقرر لدرس جدول الاعمال المقترح لانعقاد جلسة تشريعية عامة، وجرت مناقشة كل بنود الجدول المزمع طرحها على الهيئة العامة. وارتبط تعيين موعد الجلسة بتطور الواقع الحكومي في اليومين المقبلين على أمل ان يكون هناك خير، واذا لا سيتم تعيين الموعد في اقرب وقت ممكن بعد ان يكون قد وزع جدول الأعمال على النواب جميعاً. كما تمت مناقشة كل بنود جدول الاعمال المقترحة للجلسة التشريعية المقبلة، وهي عديدة». أما ألان عون، فأكد أن «كل الحكومة «واقفة» على حقيبة واحدة يجري التفتيش عنها عملياً، وهي بين مطرقة مطالب «القوات» من أجل فك العقدة المطروحة، وبين سندان الى أي حد يمكن أن يكون الرئيس المكلف سعد الحريري على استعداد لتأمين هذا الأمر عملياً، أو أن يشكل الحكومة بما هو متوافر من دون استثناء أحد» . وقال: «لا أحد يذهب في اتجاه عدم مشاركة القوات ولكن اذا اختارت طوعا عدم المشاركة فهذا مؤسف وعندها يجب التفكير بشريك بديل». والتقى بري حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي اكتفى رداً على سؤال عن وضع الليرة اللبنانية بالقول: «كلّو خير إن شاء الله». وفي المواقف رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر أن «تأليف حكومة ائتلافية يستغرق وقتاً، وليست المرة الأولى في لبنان التي يحصل فيها تأخير في ولادة الحكومة»، مشيراً إلى أن النظام في لبنان ليس حزبيا بل أقلية وأكثرية، وأن البرلمان فيه العديد من الكتل ولكي يكون هناك ائتلاف يلزمه وقت، وهذا نشهده في العديد من الدول، ولا سيما في موضوع التفاهمات ونسب المشاركة». وقال لإذاعة «الشرق»: «في الأشهر الماضية، تم تذليل الكثير من العقبات، وهناك شبه صورة للحكومة المقبلة وتبقى بعض التفاصيل، نتمنى أن يتمكن الرئيس الحريري من تذليلها في الأيام المقبلة»، مشيراً إلى أن استمرار التفاؤل الذي عبر عنه الرئيس الحريري في كلامه أمس في المملكة العربية السعودية، لا بد من أن تكون لديه معطيات تساعده على هذا التفاؤل». وذكر جابر بأن الطائف أعطى صلاحية للحكومة مجتمعة، وقال: «لنبدأ العمل في المكان الصحيح من أجل اتخاذ القرارات ولنبدأ بتطبيق القوانين. يجب أن تشكل الحكومة صدمة إيجابية للرأي العام ونقوم بخطوات جدية إصلاحية توحي بوجود تغيير في المشهد الداخلي اللبناني. الوصفات كلها موجودة، فهل ستطبق، وهنا السؤال». وعن العقوبات الأميركية وتأثيرها على لبنان، قال: «لبنان قام بما يلزم ولا يمكن عمل شيء سوى تشكيل حكومة جديدة».
مشاركة :