الصانع: الكويت قد تتعرض لمخاطر جيولوجية منها «هبوطات أرضية»

  • 10/27/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أوضحت المهندسة دلال الصانع عبر رسالة ماجستير في مجال الهندسة الجيوتقنية والمخاطر الجيولوجية، أن الكويت قد تتعرض لخطر الهبوطات الأرضية وأن هذه الظاهرة ليست جديدة على المنطقة، ففي الثلاثين سنة السابقة تم رصد ثمانية مواقع في منطقة الظهر تعرضت لهذا الخطر، وقد تكون حدثت في السابق ولكن لم يتم رصدها بشكل علمي و مدروس نتيجه وقوعها في مناطق غير مأهولة بالسكان، ومن خلال الدراسة أثبتت علمياً أن الظاهرة تتزايد نسبة ظهورها في المنطقة كلما اتجهنا إلى الجنوب و الجنوب الغربي للبلاد. وأشارت الصانع إلى أن «الهبوطات الأرضية» منتشرة في بعض الطبقات الأرضية بدولة الكويت، حيث تجدها في الجنوب أكثر من الشمال والغرب أكثر من الشرق، وذلك يرجع إلى وجود فوهات أو كهوف في طبقة الدمام وهي إحدى الطبقات الجيولوجية في الكويت، كونها طبقة صخرية متآكلة من قديم الزمان، وتأثرت بعوامل هيدرولوجية تتعلق بحركة المياه مثل الأمطار والسيول وتغيرات المياه في مجرى المياه تحت الأرض. وأكدت أن الخطر يكمن في أن هذه الظاهرة تحدث فجأة، وفي دول العالم هناك خطط طوارئ توضع حال حدوث الظاهرة للحفاظ على سلامة المواطن. وبينت الصانع أنها قامت بدراسات مستفيضة لتحديد أسباب المشكلة وطرق معالجتها، لافتة إلى أن تلك الهبوطات يرجع تكوينها إلى عمليات جيولوجية تراكمية، ونتيجة تآكل الطبقة الصخرية بفعل التحرك البطيء للمياه الجوفية، وبمضي الزمن يتكون تجويف تندفع إليه السيول مضيفة مزيداً من العمق، وأضافت أن تغير ارتفاع منسوب المياه الجوفية و كميتها في باطن الأرض وجود صدوع قديمة بالإضافة لحركة الأرض نتيجة الهزات الأرضية المتكررة في مناطق تواجد الكهوف و ان كانت صغيرة في الحجم و سمك الطبقة الجيولوجية التي تعلوها قد تسارع من هذه الظاهرة. و تابعت بالقول إنه بعد حصر جميع العوامل المؤثرة على الظاهرة في الكويت من خلال الأبحاث المنشورة في السابق فإنه تم تطبيق وإتمام الدراسة باستخدام أحدث برامج نظم المعلومات الجغرافية للاستفاده من المعلومات المنشورة في السابق بالإضافة الى إمكانية ربط المعلومات ببعضها و التعامل معها مكانيا للحصول على نتائج قابلة للتحديث على شكل خريطة، كما أن استخدام هذا البرنامج سهل عملية بناء قاعدة البيانات الخاصة في محور البحث ودراسة تأثير العوامل بعضها ببعض باستخدام الطرق العلمية لتحليل المعلومات و تصنيف كل عامل على حده، و سهل عملية تحويل المعلومات والحقائق العلمية إلى أرقام واقعية ملموسة يسهل التعامل معها ومعرفة مدى تأثيرها على منطقة الكويت. ولفتت إلى أن الخريطة المعده من خلال الدراسة العلمية تعد ارشادية و مهمة لكثير من أصحاب القرار و الجهات التنفيذية في البلد فهي تعد مفتاح مهما لاتخاذ القرارات التنموية للبلد و أهميتها في الدرجة الأولى تعود لوزارة الاسكان في تحديد المدن السكنية والاشغال العاملة لعقود المشاريع التنموية في الدولة و الأهم لهيئة الطرق لأعمال الطرق و شركات النفط في الدولة ، و من جهة أخرى فان التعامل مع الخريطة مهم جدا لشركات المقاولات و مكاتب التصميم و الاستشارات الهندسية لاتخاذ التصاميم المناسبة و أساليب التنفيذ الآمنه و تفادي وقوع أي خسائر مادية مستقبلا، مشيرة إلى أن الدراسة في اتخاذ القرار توضح ما اذا كانت المنطقة خطرة او معتدلة أو عالية الخطورة، و من ثم تقود الجهة المسؤولة بعمل التحريات و الفحوصات المناسبة للتربة و الأعماق للتأكد من نسبة الخطر الفعلية الحاجة الفعلية لأخذ التدابير الازمه ان كانت في تصميم منشأه و أو تحديد نوع استخدام الأرض ، ونوهت إلى أن الخريطة التوضيحية المعده هي تصنيف عام لخطورة المنطقة ولا تحدد نسبة الخطر الفعلية لمناطق الهبوطات الأرضية. في الختام ذكرت المهندسة دلال الصانع أن مثل هذه الدراسة استغرقت سنه لإتمامها و كانت هناك الكثير من المعوقات أهمها عدم توافر قواعد البيانات المكانية للباحثين و عدم وجود مركز بحثي يحتضن هذا النوع من الأبحاث المهمة للبلد و التي تمكنهم من عمل الدراسة بأقل وقت و جهد وعلية حثت على أهمية وجود مركز خاص بدراسة المخاطر الطبيعية في المنطقة ليست فقط الجيولوجية المتعلقة الهبوطات الأرضية فهناك الكثير من الظواهر الطبيعية التي تحتاج الدولة ان تكون على دراية بها و تعمل على رصدها بشكل مستمر و تبني عليها القرارات المستدامة مع ضرورة ربط المركز بمثائله بالخليج و العالم للاستفادة من الخبرات و التعرف أكثر على ما يحدث في أعماق أرض الكويت لتوفير بيئة صحية تلبي حاجة الدولة.

مشاركة :