دبي: عبير أبو شمالة قال جمال الجسمي مدير عام معهد الإمارات للدراسات المصرفية، إن القطاع المصرفي يشهد تغيرات جذرية مع التحول الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة التي يتوقع أن تؤثر على التوظيف، مع التوجه لإغلاق الفروع مع تواصل النمو في التطبيقات الرقمية عبر شبكة الإنترنت التي تغني عن الحاجة للفروع التقليدية، ولفت إلى أن أحدث الدراسات أظهرت أن البنوك في أوروبا أغلقت ما بين 30 إلى 40% من أفرعها مع التحول الرقمي. ولفت إلى أهمية تعديل برامج التدريب والتعليم.وتطرق إلى أبرز المشاكل التي تواجه التوطين في القطاع المصرفي، لافتاً إلى أنها ما زالت تتركز في ساعات العمل والإجازات والرواتب التي تعتبر أقل من الرواتب في القطاع الحكومي ما يستقطب العديد من المواطنين العاملين في القطاع إلى القطاع الحكومي، وقدر عدد المواطنين الذي يتركون القطاع المصرفي سنوياً بما يتراوح بين 1000 إلى 1500 مواطن. لكنه لفت إلى نسبة التوطين في القطاع المصرفي ما زالت تعتبر الأعلى على مستوى القطاع الخاص مع دخول عدد كبير من المواطنين إلى القطاع سنوياً، لكن التحدي الرئيسي هو الدوران الوظيفي.وقال إن لجنة الموارد البشرية للتوطين في القطاع المصرفي عينت مجموعة «بوسطن كونسلتنج جروب» لإجراء دراسة حول التوطين في القطاع المصرفي وحددت الدراسة 10 تحديات تواجه القطاع على هذا المستوى. نتائج نظام النقاط وقال الجسمي، إن الدراسة طرحت عدداً من الحلول التي جرى رفعها للجهات المعنية في محاولة لجعل القطاع المصرفي أكثر استقطاباً للمواطنين وأكثر قدرة على الحفاظ على المواطنين، ومن الأمور التي ستتم مناقشتها رفع الحد الأعلى للمعاشات وغير ذلك من التحديات التي تواجه التوطين في القطاع.ولفت إلى أن اللجنة المعنية بالتوطين في القطاع، سوف تعلن مع نهاية العام نتائج نظام النقاط الذي يعد هذا العام أول اختبار حقيقي لتطبيقه، وقال إن النظام يعتبر ناجحاً حيث يركز على دمج المواطنين في القطاعات المختلفة بالقطاع وليس فقط على نسب مشاركتهم في كل بنك. ولفت إلى إن البنوك التي لم تلتزم بالنقاط المحددة لها، سوف تطبق عليها الغرامات المحددة ضمن النظام، والبنوك الملتزمة ستحظى بالعديد من الميزات. الخطة التدريبية وأعلن الجسمي خلال المؤتمر تفاصيل الخطة التدريبية للعام 2019، والتي تركز بشكل أساسي على التكنولوجيا المالية والتقنيات الذكية، وتنامي الاعتماد على التكنولوجيا المالية «الفينتك».وسيرتفع عدد البرامج ضمن الخطة بنسبة 28% إلى 690 برنامجاً تدريبياً وسوف ينفذ 33 % منها بفرع المعهد بدبي و30% بالشارقة و27% بأبو ظبي و9% في كل من الفجيرة ورأس الخيمة والعين.وأضاف الجسمي أن المعهد يمضي قدماً في بناء كوادر مصرفية ومالية وطنية متخصصة تواكب الثورة التكنولوجية التي طرأت على القطاع المصرفي وتستطيع أن تساهم بكفاءة وفاعلية عالية في الخطط التنموية المالية والاقتصادية، مشيراً إلى أن خطة العام 2019 استندت إلى مجموعة من الأسس والمعايير العلمية والمهنية الحديثة التي تجسدت في إعداد خطة متكاملة تغير وجهة المعهد تماماً لمواكبة الاحتياجات التدريبية الفعلية للواقع المصرفي والمالي بالدولة حالياً مقترنة بالتحديث والتطوير في الموضوعات ذات العلاقة باستخدام «التكنولوجيا المالية» في قطاع المصارف والمال.وأعلن الجسمي تأسيس أول لجنة لإعادة صياغة المهارات الأساسية في قطاع «التكنولوجيا المالية» بمشاركة قادة قطاعات التكنولوجيا ومتخصصين من أبرز المصارف والبنوك العاملة بالدولة أول ثمار خطة التدريب.وأعلن أن المعهد بصدد إطلاق تقنية إصدار الشهادات العلمية عبر «البلوك تشين»، بدءاً من العام القادم، وذلك تماشياً مع استراتيجية دبي للتعاملات الرقمية «البلوك تشين»، مشيراً إلى أن هذه الطريقة ستسهل عمليتي تصديق وتدقيق الشهادات العلمية بحيث لن يكون هناك مجال لتزويرها، كما أنها ستوفر الكثير من الوقت والجهد المهدورين من قبل الخريجين في اتباع الطرق التقليدية في تصديق شهاداتهم العلمية. أكثر من 15 ألف متدرب سجل المعهد أرقاماً قياسية بأعداد المشاركين في برامجه منذ بداية العام الجاري، حيث نفّذ المعهد 674 برنامجاً تعليمياً وتدريبياً، وبلغ عدد المشاركين 15682 متدرباً من ضمنهم 3839 من مواطني الدولة بنسبة بلغت 24 % من إجمالي المشاركين، توافقاً مع رؤية القيادة الرشيدة الرامية إلى تعزيز القدرات والمؤهلات المهنية لدى المواطنين.ونظم المعهد خلال العام الجاري نحو 484 برنامجاً ضمن الخ طة السنوية و91 برنامجاً تدريبياً في برنامج في قطاع التأمين، إضافة إلى 53 برنامجاً بمجال التعليم الإلكتروني، كما نظم 9 ورش عمل متخصصة بمشاركة 907 مشاركين و26 برنامجاً خاصاً و11 برنامجاً للشهادات المتخصصة. التعلم الإلكتروني صيعتزم المعهد تقديم برامجه التعليمية الإلكترونية عبر منصة Moodle التي تعد منصة تعلم إلكتروني مفتوحة المصدر، سيتم دمجها مع موقع المعهد الإلكتروني الخاص بالتدريب. كما سيقوم المعهد بتطوير محفظته الحالية من برامج التعلم الإلكتروني من خلال نظام Intuition لإدارة التعلم الذي يجمع بين التكنولوجيا وحلول التعلم المدمج. وسيضم النظام ما يصل إلى 120 مساق تعلم إلكتروني لأكثر من 3500 مهني في القطاع المصرفي، أي نحو 10% من إجمالي الموظفين العاملين في القطاع. وستشمل مجالات التركيز كلاً من العلوم والعمليات المصرفية، وإدارة الائتمان، وإدارة الموارد البشرية، والصيرفة الإسلامية، والخزانة والاستثمار، وغيرها. كما سيستفيد الطلاب من تعاون المعهد مع شركة «موديز» الخاصة بالتصنيف الائتماني، وأبرز الجامعات المرموقة عالمياً.وسيقوم المعهد بافتتاح أول فرع محاكاة البنك، كتجربة مصرفية افتراضية تفاعلية للطلاب. وتحتوي الغرفة على جلسات لفرق وورش العمل تتناول مواضيع مثل توسيع نطاق المنتجات والخدمات، وفئات السوق والمنافسة، والعوائد وإعادة توزيع المصروفات وإدارة الموارد البشرية في الفروع.وسيقوم بإنشاء أول غرفة محاكاة لتداول الأوراق المالية، وتوفر الغرفة للطلاب تجربة بيئة السوق الحقيقية لتداول الأسهم والسندات. وتتميز غرفة التداول بوجود 22 جهازاً مزوداً بأدوات السوق اللازمة للتداول.
مشاركة :