كتب - أحمد سيد: أشاد أكثر من 300 خبير ومهني وممثلون لوكالات دولية ومن الأمم المتحدة في مجال الاستدامة، بالخطوات الجادة والفعالة التي تتخذها دولة قطر نحو الالتزام بمعايير الاستدامة في مختلف القطاعات. مؤكدين أن قطر تأخذ مبادرات الاستدامة العالمية بمسؤولية والتزام تامين، مشيرين إلى أهمية مواصلة تنفيذ هذه الالتزامات وتحسينها للتغلب على أي مخاطر مناخية محتملة. كما ثمن المشاركون في قمة الاستدامة 2018، بالمنظمة الخليجية للبحث والتطوير لما تقوم به من عمل دؤوب وحثيث لتطوير الأبحاث في حلول الاستدامة، بما يتواكب مع الظروف المناخية لدولة قطر ومنطقة الخليج. جاء ذلك في ختام فعاليات النسخة الخامسة من قمة الاستدامة 2018، والتي عقدت تحت الرعاية الكريمة لمعالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، خلال الفترة من 23-24 أكتوبر 2018، والتي تنظمها سنوياً المنظمة الخليجية للبحث والتطوير «جورد - GORD» بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث وشركة الديار القطرية للاستثمار العقاري. وشارك في القمة أكثر من 300 خبير ومهني من خبراء الاستدامة المرموقين في قطر والمنطقة وعلى مستوى العالم، بالإضافة إلى ممثلي الهيئات والمنظمات والوكالات الدولية والمؤسسات البحثية المعنية بتغير المناخ والحفاظ على البيئة ومكافحة التصحر، حيث تشاركوا الأفكار والرؤى المختلفة والحلول المبتكرة التي تهدف إلى تعزيز وسائل الاستدامة في قطر والمنطقة. كما شارك أكثر من 35 من كبار الخبراء في مجال تغير المناخ واستدامة البيئة العمرانية كمتحدثين ورؤساء جلسات والتي تناولت مواضيع متنوعة، حيث ركزت جلسات القمة السبع على عدة محاور، من أبرزها: تصميم المباني المستدامة وتشييد مشاريع الإرث في قطر، الممارسات المستدامة للبيئة العمرانية، تحقيق المرونة اللازمة من أجل تنمية مستدامة، تنمية وتطوير القدرات، التقنيات الحديثة من أجل البيئة العمرانية المستدامة، والجهود الرائدة في مجال الطاقة والنفايات في قطر. كما تناولت القمة موضوع محايدة الكربون والسياسات اللازمة لاقتصاد منخفض الكربون، للإجراءات المناخية الدولية والإقليمية. ودعا المشاركون في الجلسة الختامية للقمة، إلى ضمان الإدارة المستدامة لجميع الموارد الطبيعية، وتعزيز التعاون وتبادل الدروس بين البلدان المتقدمة والنامية والشركات فيما يتعلق بطرق تلبية احتياجاتها باستخدام الطاقة المتجددة. وأكدوا على ضرورة اعتماد تدابير وقائية مستدامة، وتوجيه المساعي لاتخاذ موقف استباقي تجاه القضاء على المخاطر البيئية، وهو ما يستلزم تحديد إجراءات الاستجابة بوضوح في حالة حدوث خطر من البيئات المتقلبة وغير المؤكدة والمعقدة التي تحتضن المشاريع المتعددة، مطالبين بضرورة إضافة متطلبات المباني الخضراء إلى اللوائح الوطنية لضمان تنفيذ الممارسات الخضراء بشكل كامل في أي مشروع. وقالوا إنه يمكن للمعنيين في مجال البيئة والاستدامة أن يؤثروا بشكل كبير على نجاح تنفيذ برامج الاستدامة، لذلك ينبغي إيلاء الاهتمام الكافي بتسخير الجهود نحو التوعية العامة، والتعليم، والمشاركة النشطة في مختلف الفعاليات، داعين إلى تسريع البحوث التي تركز على فهم الممارسات التشغيلية للمباني، وتعزيز المبادرات البحثية التي تدمج الخبرات الوطنية والدولية. وطالب المشاركون في القمة بأهمية إنشاء آليات وحوافز وسياسات مستقلة لنتائج الأبحاث الأساسية لزيادة قابلية تطبيقها على أرض الواقع، ودعم قوي لدمج شهادات منظومة جي ساس لتقييم الاستدامة في قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، ومواصلة الجهود لتنفيذ الإدارة المستدامة للنفايات، والاستثمار في تطوير إدارة المرافق التشغيلية المستدامة، وتطوير ونشر أفضل ممارسات الاستدامة من خلال البحوث التطبيقية، وضمان تبنيها بشكل فعال في المجتمع. المنظمة الخليجية تتعاون مع شركة فرنسية تقنية جديدة لتخزين الطاقة الشمسية د. الحر: تبني أحدث الابتكارات لبيئة معمارية مستدامة أعلنت المنظمة الخليجية للبحث والتطوير- خلال جلسات اليوم الثاني من قمة الاستدامة - عن توقيع مذكرة تفاهم لاختبار واعتماد التقنية المبتكرة «BlueStorage» لتخزين الطاقة الشمسية في قطر، حيث سيتم اختبار هذه التقنية في مركز أبحاث المنظمة الخليجية الذي تم تشييده في النموذج المصغر لاستاد كرة القدم في المنطقة المحيطة باستاد الثمامة. وقام الدكتور يوسف الحر، رئيس المنظمة الخليجية للبحث والتطوير بتوقيع الاتفاقية مع السيد أوليفييه كولاس، مدير تطوير الأعمال في شركة «بلو سوليوشنز» بالمقر الرئيسي للمنظمة الخليجية في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، وبحضور السيد تشارلز دوناديو دي لافيت، مهندس المشروع في «بلو سوليوشنز» وفريق العمل في منظمة جورد. وبموجب الاتفاقية، ستقوم شركة «بلو سوليوشنز» باختبار أحدث ابتكارات منتجاتها من وحدات تخزين الطاقة، وهي تقنية «BlueStorage»، وذلك في مركز أبحاث المنظمة الخليجية بالنموذج المصغر لاستاد كرة القدم في المنطقة المحيطة باستاد الثمامة، وهو أحد الملاعب الرياضية لاستضافة كأس العالم 2022، حيث ستعمل تقنية «BlueStorage» كمورد للطاقة إلى ابتكار المنظمة الخليجية «QCooling» خلال ساعات الليل، والتي بدورها تعمل كأنظمة تبريد مستدامة تستخدم الطاقة الشمسية كمصدر طاقة صديق للبيئة ومتجدد. وتعتمد تقنية «BlueStorage» في المقام الأول على بطاريات ليثيوم LMP المبتكرة (Lithium Metal Polymer)، وهي مصممة للتعامل مع المناخ القاسي لبيئة الاستضافة مثل درجة الحرارة العالية والغبار، مع الحفاظ على بيئة تشغيل داخلية مناسبة، بالإضافة إلى ذلك، فإن البطاريات مصنوعة من مواد خام قابلة لإعادة التدوير، وهي مصممة لتخفيض مخاطر تسرب الغاز والإخفاقات الناجمة عن الارتفاع الشديد في درجة الحرارة المحيطة. وتعليقاً على هذه الاتفاقية، قال الدكتور يوسف الحر، رئيس المنظمة الخليجية للبحث والتطوير: «إن شراكتنا مع (BlueSolutions) هي انعكاس لالتزام «جورد» بتبني أحدث الابتكارات والممارسات الحديثة في مجال الاستدامة من أجل خلق بيئة معمارية مستدامة مع مراعاة الاحتياجات الخاصة والمتطلبات البيئية الفريدة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا». جدير بالذكر أن تقنية QCooling المبتكرة هي نظام تكييف الهواء الحاصل على براءة اختراع والذي تم تطويره من قبل المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، وسيتم استخدامه كنظام تبريد الهواء في جميع ملاعب كأس العالم 2022 في قطر، وباعتبارها نظام تبريد ذكي، فإن تقنية QCooling تعتبر تقنية تهوية وتكييف مدمجة تمامًا ويتم التحكم فيه وتوفر هواءً مبردًا فائقًا وفعالًا من حيث التكلفة ومستدامًا للمساحات المفتوحة أو المغلقة، ويتأقلم مع الأجواء الحارة والرطبة. في جلسة عن تصميم المباني المستدامة.. ريتانا: قطر ملتزمة بتقديم بطولة مستدامة لمونديال 2022 زراعة 5000 شجرة و850 ألف متر مربع من المساحات الخضراء والحدائق شهدت جلسات اليوم الثاني والأخير لقمة الاستدامة 2018 مناقشات ثرية ومتنوعة سلطت الضوء على دور التكنولوجيا في مجال استدامة البيئة العمرانية وتغير المناخ، كما أبرزت الجهود الإقليمية والمحلية لتعزيز الإجراءات المتعلقة بتغير المناخ والممارسات المستدامة للبيئة المبنية وإدارة النفايات. وأكد السيد خوسيه ريتانا، المدير الأول للاستدامة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، خلال جلسة «تصميم المباني المستدامة وبناء المشاريع التراثية في قطر»، على التزام قطر بتقديم بطولة مستدامة وشاملة لكرة القدم، كما هو واضح في العديد من مشاريع ملاعب مونديال كأس العالم 2022، لافتا إلى استاد الثمامة الذي حصل على شهادة منظومة «جي ساس» فئة 4 نجوم في التصميم والبناء، وشهادة إدارة البناء فئة 4 نجوم، وشهادة الاستدامة. وقال إنه بشكل عام، سوف تساعد بطولة كأس العالم 2022 على زراعة أكثر من 5000 شجرة، وتنفيذ أكثر من 850 ألف متر مربع من المساحات الخضراء والحدائق الجديدة. وأضاف ريتانا: «إن اللجنة العليا للمشاريع والإرث صممت بكفاءة عالية ملاعب مونديال كأس العالم 2022، مع وضع معايير الاستدامة في الاعتبار، حيث ستستخدم أضواء LED الرياضية الموفرة للطاقة، وإعادة استخدام 90٪ من المواد من استاد الريان القديم، بالإضافة إلى التبرع بأكثر من 170 ألف مقعد. هذا، وتلتزم هيئة الأشغال العامة «أشغال» بالاستدامة في تنفيذ مشاريعها المتعلقة بالمباني والبنية التحتية، من خلال تأكيدها على شهادة «جي ساس» لتقييم الاستدامة، وحالياً حصل نحو 128 مشروعاً على شهادة جي ساس، منها 64 مدرسة، و16 مركزاً للرعاية الصحية، و38 مسجداً، و10 مشاريع في القطاع العام. وفي جلسة «التقدم في التقنيات من أجل البيئة العمرانية المستدامة» ، قام خبراء الصناعة من فرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة وقطر بفحص تطبيق تقنيات جديدة مبتكرة في المدن الذكية وفي مجال تخزين الطاقة. وتعليقًا على الدور الحيوي للتكنولوجيا وتعزيز الاستدامة ومكافحة تغير المناخ، قال الدكتور ستيفان جونستراند، الرئيس التنفيذي المؤسس لشركة «Grupo Tecma Red»: «لا ينبغي أن يتركز النقاش حول ما يمكن أن تقوم به التكنولوجيا، ولكن ما ينبغي أن تقوم به، مشيراً إلى أن الابتكار في تقنيات الاستدامة ساهم في خفض تكلفة مشاريع البنية التحتية مع ترشيد استخدام الطاقة».
مشاركة :