في الثالثة فجرا تنطلق معلمات قرى الليث الجبلية من «محافظة جدة والعاصمة المقدسة» يقطعن أكثر من 580 كيلومترا يوميا ذهابا وعودة، في الطرق الرابطة بين محافظة الليث «قرى غميقة، وجدم، وبني يزيد».معاناة يومية شهدت العديد من الحوادث، كان آخرها حادثة معلمات «غميقة»، التي راحت ضحيتها المعلمة فرات البركاتي، وحادثة معلم طريق يلملم، وما زالت الحوادث تتكرر، بينما الكثير من المعلمين يواجهون نفس المصير والمعاناة.عندما تشير الساعة إلى الخامسة فجرا توجد المعلمات في إحدى المحطات التجارية على مدخل محافظة الليث، التي أطلق عليها الكثير من المعلمين والمعلمات «ملتقى الطيور المهاجرة»، بانتظار سيارات الدفع الرباعي التي تقلهن إلى القرى الجبلية، على أمل العودة إلى منازلهن في محافظة جدة والعاصمة المقدسة، بعد انتهاء الدوام الرسمي في الخامسة مساء.«عكاظ» قررت أن تقف على معاناة المعلمين والمعلمات قاصدي الجبال في«جذم، بني يزيد، غميقة، وربوع العين» وغيرها من المدارس المنتشرة على قمم الجبال وبين الأودية والشعاب، واتجهت إلى الطريق المؤدي إلى غميقة حيث كان الضباب يغطي الكثير من الطريق؛ ما تسبب في تأخير بعض سيارات نقل المعلمات والطالبات.وأكد عدد من المعلمين والمعلمات لـ«عكاظ»- طلبوا عدم ذكر أسمائهم- انطلاقهم من الليث في الخامسة صباحا باتجاه قرى غميقة، وبني يزيد لمسافة تتجاوز 45 كيلو مترا في الطرق التي تكثر بها الحوادث، إذ يقومون بإيقاف سياراتهم ويستقلون سيارات ذات دفع رباعي ليقطعوا مسافة 40 كيلو مع تعرجات جبلية حتى الوصول إلى مدارسهم.وبينوا أن عددا من زملائهم ينقطعون عن العمل أثناء هطول الأمطار؛ لعدم قدرة السيارات على الوصول إلى المدارس مع الطرق الترابية، بخلاف الاتصالات التي تتعثر في الكثير من الأوقات وما يتعرضون له من تأخير في الكثير من الأوقات عندما تتعطل سياراتهم على الطريق.من ناحية أخرى، ذكر عدد من أهالي مركز جدم شرق الليث لـ«عكاظ» أنهم قبل أكثر من خمس سنوات استبشروا خيرا باعتماد مبنى حكومي للطالبات في «سوق جدم»؛ ليكون بديلا للمدرسة الحالية «الابتدائية والمتوسطة» المستأجرة المتهالكة، التي تغطى بالزنك، وتفتقد أبسط الخدمات لتقدم دورها لطالبات المدرسة والمعلمات، إلا أنه مازال المشروع كما هو عليه، إذ وقف أحد المقاولين على الموقع وقام بحفر الأساسات للمبنى وغادر دون عودة.وأشار فواز الفهمي إلى أن التوجيهات صدرت باعتماد مشروع مجمع مدرسة جدم في العام 1430هــ ولكن وطوال سنوات مازال المشروع موقوفا.وذكر عدد من أهالي مركز جدم أن المركز الصحي يفتقد أيضا التخصصات التي تساهم في إنقاذ حياة المرضى؛ نظرا إلى غياب التخصصات في المركز والشؤون الصحية في محافظة الليث، في ظل عدم وجود طبيبة النساء والأسنان والأشعة والمختبر بالمركز؛ ما جعل السكان يتجهون للمحافظات البعيدة من أجل الحصول على العلاج.وأبدى السكان انزعاجهم من قرار الشؤون الصحية في محافظة جدة بسحب سيارات الإسعاف من مركز جدم، الذي يتبع له العديد من القرى مثل«الفروخية، اللصفة، الفراع البيض، مشبع» دون أن تدرس ما يترتب على هذا القرار من أضرار ومعاناة للسكان وطالبي الخدمة.وطالبوا صحة جدة بإعادة النظر في القرار، إذ إن الموقع الجديد لسيارات الإسعاف يبعد 30 كيلو مترا، ويفصله وادي الليث الذي يحول بين الأهالي والطرق عند جريانه لأكثر من أسبوع.وتساءلوا كيف ستنقل الحالات المصابة، وهذا مخالف للتعليمات التي تنص على أن يكون موقع الإسعافات في مركز يتوسط القرى.«أضم» تنتظر الخدماتجدد عدد من المواطنين في محافظة أضم مطالبهم للمجلس البلدي بالمزيد من الخدمات، وسرعة حل بعض الإشكاليات التي يعانون منها.وأكد صالح المتعاني أن المتابع عن قرب لسير التنمية في محافظة أضم يلحظ تطورا جيدا، إلا أن عجلة التنمية بطيئة.وقال:«كوني من مركز ربوع العين الذي يقع في غرب المحافظة فإننا نأمل أن نرى اهتماما بالمراكز يضاهي الاهتمام بالمحافظة، فالبلدية للأسف تركيزها ينصب على المحافظة والمراكز مازال ينقصها الكثير من سفلتة الطرقات والإضاءة، وتهيئة مداخل المراكز والقرى، وتوفير المزيد من الحدائق ومناطق الترفيه للشباب والعائلات».وأضاف عيسى المالكي: «كلنا أمل بالمزيد واكتمال الخدمات في جميع المراكز، وذلك من خلال متابعة المجلس والبلدية لمطالب السكان».وطالب شرف النعثلي من قرية «مرعة» بالنظر في معاناة القرية مع السيول والمزلقانات الصغيرة، التي أصبح عبئها أكبر من فائدتها وبعض الطرقات التي ينقصها الأسفلت والإضاءة.ودعا جمعان الهلالي إلى الاهتمام بالمقابر والاعتناء بها، إذ توجد مقابر عدة في حالة يرثى لها، مع ضرورة الاهتمام بالطرقات وأعمدة الإضاءة.
مشاركة :