كعادة سمو ولي العهد في خطاباته ولقاءاته، متميزة في طرحها المباشر وفي العرض، إذ ليس لديه ما يخفيه حتى في المسائل التي لاكها الإعلام واستغلها مثل قضية خاشقجي، فقال كلمته أن مصيرها إلى العدالة، وهو أمر غير مبرر وبشع ومؤلم للسعوديين وللعالم، وأن الفصل فيه للقضاء، ويتعهد سموه بمحاسبة كل المسؤولين في قضية كعادة سمو ولي العهد في خطاباته ولقاءاته، متميزة في طرحها المباشر وفي العرض، إذ ليس لديه ما يخفيه حتى في المسائل التي لاكها الإعلام واستغلها مثل قضية خاشقجي، فقال كلمته أن مصيرها إلى العدالة، وهو أمر غير مبرر وبشع ومؤلم للسعوديين وللعالم، وأن الفصل فيه للقضاء، ويتعهد سموه بمحاسبة كل المسؤولين في قضية خاشقجي. وقال سمو الأمير محمد بن سلمان «اليوم المملكة العربية السعودية تقوم بكل الإجراءات القانونية والتحقيق، واتخاذ كافة الإجراءات مع الحكومة التركية لاكتمال التحقيقات، والوصول إلى النتائج، وتقديم المذنبين إلى المحاكمة، وأخذ العقاب الرادع». وجال سمو ولي العهد في قضايا كانت حائرة في ذهن مدير الحوار، حول مستقبل الشرق الأوسط الذي عانى على مدى سنوات طويلة من الحيرة، كان آخرها ما يُسمى الربيع العربي، وهو خراب كله شاهدناه في تلك الدول التي تأثرت به، ولكن تفاؤل سمو الأمير محمد بن سلمان، اختصرها في كلمات فقال فيها: حربي القادمة أن تكون المملكة في مصاف الدول المتقدمة، ولا أُريد أن أفارق الحياة إلا وأرى الشرق الأوسط في مقدمة مصاف العالم، وأعتقد أن هذا الهدف سيتحقق 100%، إذ كان حديثه شاملا عن التنمية في الوطن العربي، في إشارة إلى وقوف المملكة مع الأشقاء في بناء التنمية عبر مجالاتها المتعددة، وركز على امتداح التنمية في الدول العربية والخليجية، وأثنى على تجربة الإمارات ومصر والأردن ودول الخليج، وأعطى أملا كبيرا في نمو هذه الدول خلال السنوات الـ5 المقبلة، حتى وصل إلى ما وصفها سموه بأنه يقود حربا، وهذا تحدّ خاص بي شخصيا، مما جعل قاعة الفندق تضجّ بالتصفيق حتى وقف الجميع لهذه الرؤية التي لا تحدها حدود، ولعل المتابع لهذا الحوار الشامل -رغم قصر المدة المتاحة للمتحدثين في منصة الاستثمار- يلمح مدى حرص المشاركين على قطف ثمرة وجود الأمير محمد بن سلمان بين هؤلاء في البلد المضياف السعودية، الذين يعلمون جميعا ما هي السعودية، ومن هم السعوديون الذين أبرزوا للعالم كله أننا خلف قيادتنا في أزمات كثيرة، منها أزمة الحرم، وأزمة الخليج، والأحداث من حولنا في العالم، وآخرها حنين وسبتمبر، كّلها -ولله الحمد- برهنت على وعي المواطن السعودي ووقوفه خلف قيادته. وهذا ما قاله سمو ولي العهد: أعيش بين شعب جبار وعظيم، عنوان كبير يختصر مسافة المبايعة بين الملك وولي عهده، والتي تدلل على حب القيادة لشعبها والشعب لقيادته، وآخرها الموقف والحادث المؤُلم والمؤسف وفاة الأستاذ جمال خاشقجي -رحمه الله- وجدنا أن الموقف زادنا لحمة وتكاتفا أمام الفضائيات الحاقدة على هذه البلاد، وبرهن الشعب السعودي على وقوفه مع دولته وقيادته، ولن يشرخ الحب فيما بيننا كائن من كان. واستوقفني -خلال حوار سمو ولي العهد في المنتدى- التشبيه الرائع لهمة السعوديين، وأنها مثل جبل طويق لن تنكسر، همةٌ عالية يتحدى بها الأمير محمد بن سلمان العالم أن السعوديين أصحاب همّة، وهو يشاركهم تلك الهمة ولن يرضى بأن تنكسر مهما كانت الرياح عاتية، وعندما تُرسل مثل هذه الكلمات في منصات عالمية، فهو يدرك -حفظه الله- أن العالم يتابع مخرجات المنتدى الاقتصادية، ولكنها جاءت بثمرة أن صناعة الاقتصاد هي بهمة رجال سعوديين، لديهم القوة والصلابة. لقد كانت أمسية اقتصادية بحق، دارت خلالها مكاشفة ومصارحة من ولي العهد -حفظه الله- إلى العالم كله ليعلموا جميعا أن السعودية لا تهزها المواقف التي يحاول الأعداء استغلالها لضرب اللحمة الوطنية، والتقليل من شأن الوطن السعودي ومواطنيه، وأنهم على أعلى مستوى من المسؤولية.
مشاركة :