أثار حديث ولي العهد التلقائي الأمير محمد بن سلمان، في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار أمس، موجة من التصفيق، وخصوصاً مع واقعية الطرح الذي تبناه، واستدعت كلماته حماستهم ليقفوا على أقدامهم تكريماً لأمنيته، عندما قال: «لا أريد أن أفارق الحياة إلا والشرق الأوسط في مصاف دول العالم». وامتدح ولي العهد المواطنين السعوديين، فقال: «همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض»، ولم يكن جزافاً ذكر هذا الجبل مثالاً على الصمود والقوة، فهو جبل يعد أعجوبة زمانه، إذ لا يختفي أثناء مشاهدته حتى مسافة 800 كلم، وتكوّن من الصخر الجيري الصلب، مشكلاً هلالاً جبلياً يبدأ من الزلفي شمال الرياض لينتهي في الربع الخالي بالقرب من وادي الدواسر. ووثقت كاميرات القنوات الفضائية الناقلة للحدث شخصية ولي العهد الواثقة، التي تتكئ على استراتيجية ملهمة، إذ لم يتردد في أن يعلن وبكل صراحة: «تطوير الشرق الأوسط حربي أنا شخصياً، وحرب كل السعوديين»، كلمة صادقة تجردت من البروتوكول الرسمي، ولم تصاحبها بيانات مكتوبة ومعدة مسبقاً، بل ارتجلها ولي العهد معلناً خلالها حزمة من التطلعات والاستراتيجيات، والمفاجآت الاقتصادية التي أصبحت حديث الاقتصاديين والمستثمرين. وقال ولي العهد: «السعودية في السنوات الخمس المقبلة ستكون مختلفة، وستكون النهضة في السنوات الـ30 المقبلة في الشرق الأوسط، هذه حرب السعوديين وحربي التي أخوضها شخصياً، ولا أريد أن أفارق الحياة إلا وأن أجد الشرق الأوسط في مصاف الدول، وأعتقد أن هذا الهدف سيتحقق 100 في المئة، وستكون أوروبا الجديدة». وفي خضم الكلمة، التي نالت اهتماماً إعلامياً كبيراً محلياً ودولياً، انفجر المشاركون ضحكاً، بعد أن مازح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، حين قال ضاحكاً: «رئيس وزراء لبنان سعد الحريري سيوجد مدة يومين في المملكة، أتمنى عدم خروج إشاعات بخطفه»، ليبادره الرئيس الحريري بقوله «جئت بإرادتي».
مشاركة :