لأنها رمز عالميّ في تطبيق شريعة الله وسُنة رسوله مُنذ توحيدها، تحفظ للناس حقوقهم، باذلةً في سبيل ترسيخ مبدأ العدالة إمكاناتها، فهي بلا مناص قوة دبلوماسية لا تنكشف لدى أي دولة أو رجُل دولة إلا عند المحن، ليظهر منها المعدن الطيب من الإرث، والجَلدِ الحليم على مكاره الحياة، لم لا؟!! وبيننا رجل يلتف حولة وطن بأكمله، إن لم يكن العالم كله، هو السعودي الذي حير العالم «محمد بن سلمان»، فمُنذ الانطلاقة الأولى التي سعى خلالها إلى وضع وطنه في مصاف الدول ذات القوة الاقتصادية والسيادة الإقليمية الكُبرى، فيما جسده عملياً من خلال رؤية 2030 التي تؤطر لوقف اعتماد السعودية في اقتصادها على الموارد النفطية، والتوجه نحو الاستثمارات بمختلف أشكاله، حتى أصبحت مؤثرة في استقرار المنطقة وعدد من دول الصراع العالمي ممن دارت حولها تجاذبات الأطماع الدولية المُتباينة من وقت لآخر، وصارت جُرحاً مُؤلماً في خاصرة المجتمع الدولي والعربي... من هنا أعادت المملكة ترتيب الأولويات الوطنية مع تلك الدول التي تقوم على المصالح المُشتركة، وبما ينسجم مع متطلبات واقع المنطقة والأطماع المُحيطة بها، لتُصبح للمملكة سياسة خارجية واضحة المعالم، تحظى بترحاب واسع على الصعيدين العربي والغربي، سياسة حيرت حتى أعدائها، التي لم تنل شيئاً من عداوتها لنا إلا الخزي والعار. أجل، أثّرت شخصيات وهيئات كبيرة بالمشهد العالمي، لكن زانها وهج لامع في سماء السياسة الدولية سعودي بشخصيته القيادية، وحنكة القائد وحكمة الساسة فكان بالمرتبة الثالثة في قائمة الـ50 شخصية عالمية تأثيراً في مجال الأعمال والاقتصاد والتكنولوجيا والفكر لعام 2017 وفق مجلة (بلومبيرغ)، وهو (السياسي الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط) في استطلاع راديو (سوا)، ولأنه رجل دولة رائدة بعلاقاتها الدولية ورؤيته المُستدامة التي قويت بها جبهتنا الداخلية وسط المتغيرات العالمية التي أفرزتها العولمة بمعيار من التنافسية والشفافية في إدارة هذا النوع من الاستثمار عبر مجلس الشؤون الاقتصادية، ودوره الرئيس في رسم ملامح المُستقبل المعرفي وتنويع مصادر الدخل باستثمارات نوعية جديدة تكون بمنأى عن المخاطر والتقلبات العالمية، وليست موازنتنا لعام 2019م إلا مُؤشراً جلياً لخطوات جريئة تُؤسس لعهد جديد من المسؤولية، وتكشف النقاب عن برنامج عمل متكامل وخطة شاملة لإصلاح اقتصادنا بخطوات تلقفّها العالم بترحاب بالغ وتفاؤل بمستقبل واعد، ظهرت عوالمها في نجاح فعاليات مُنتدى الاستثمار 2018 بالرياض نجاحاً غير مسبوقِ إذا قيس بمعيار الزمن، فنحن كما قال ولي العهد: «إن همة السعوديين مثل جبل طويق ولن تنكسر». فالخاسرون لا مكان لهم بيننا، فشموخنا عتيد لا يسلاه زمن أو تاريخ. لقد أفحم الأمير العالم بلغته الرقمية عن قفزات فلكية في اقتصاد المملكة في السنوات الثلاث الماضية بمعدل نمو 2.5% وأن الإيرادات غير النفطية تضاعفت 3 مرات، أصول صناديق الاستثمار العامة السعودية ستبلغ 400 مليار دولار بنهاية 2019. وقد يصل حجمه في 2020 إلى 600 مليار دولار ليُصبح الشرق الأوسط «أوروبا الجديدة». مُتحدياً داعمي الإرهاب بكلمات واثقة لم ينسَ خلالها فضل أشقائه العرب من مصر والشيخ محمد بن راشد كنموذج اقتدى به الجميع وغيرهم من بلداننا العربية. كيف نفشل أو نخسر؟! ونحن على قلب رجل واحد، تحت رعاية ولي أمرنا -حفظه الله-، وقيادة ولي عهده الفَتي، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، التي ستبلغ أصولها الـ400 مليار دولار بنهاية 2019؛ وليُصبح (المُنتدى) رغم الأمواج المتلاطمة بأحداثها المُتغيرة وهجماتها الشرسة على المملكة وشعبها، عيناً تستكشف الاتجاهات والفرص التي ستُسهم في تحقيق عائدات وآثار إيجابية مُستدامة، وبناء شبكة تضُم أهم الأطراف المُؤثرين في الساحة العالمية، وتُسلط الضوء على القطاعات الناشئة التي ستُشارك في رسم مستقبل الاقتصاد العالمي خلال العقود المُقبلة. لتيَبكِ (أوبر وهايبرلوب، فيرجن وغيرهم (ممن تَخلفَ عن الركبِ، وسُمع بُكاؤهم من خلال إقالة رئيسيهما التنفيذيين، اللذين وقعا في حرج وأزمة شديدتين لخسارتهم صفقات ضخمة معنا. وختاماً: إن وطننا واحة آمنة لجذب وتشجيع الاستثمارات الوطنية والأجنبية لإقامة المشروعات التنموية. ومن تنوع المشاركة الدولية في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الثاني، نلمس المكانة الدولية للمملكة قيادة وشعباً بدورها الحيوي والمهم الذي تقوم به على الصعيدين العربي والغربي. حفظ الله ديننا الذي هو عصمة أمرنا وطننا الغالي من كل مكروه وأدام عز ولاة أمرنا لما فيه الخير.
مشاركة :