تمرد هاري وين، أميركي الجنسية وهولندي الاصل، ولد في 1937، على الفقر باكرا، تماما كما تمرد على واقعه في المدرسة بافتعال المشاكل. وبعد طلاق والدته عاش هاري معها وبدأ العمل في سن الخامسة عشرة ليعينها على مصاريف الحياة اليومية، فساق السيارات وعمل في محطات الوقود، وفقا لموقع البيان، ومن ضمن الوظائف التي شغلها جلب عملاء جدد لشركة جمع قمامة، وقيادة سيارات الشركة لجمع القمامة إذا احتاج الأمر ذلك. وفي عام 1962 تمكن من إقناع صديق للعائلة يملك سيارة جمع قمامة بأن يبيعه سيارته المستعملة، وكذلك بعض العملاء الذين ينقل لهم قمامتهم، مقابل 5 آلاف دولار اقترضها من والد زوجته، كان يستيقظ في الثانية والنصف صباحا ليقود سيارة القمامة حتى الظهيرة، بعدها يغير ملابسه ويذهب ليدق على أبواب سكان الحي ليجعلهم يتعاملون معه، اشتهر هاري برؤيته للفرص واستغلالها، ولذا كان يعيد استثمار الأرباح في شراء شركات جمع القمامة المنافسة. وتصادف أن قريبه الذي يدير شركة جمع القمامة، كان يحقق نتائج جيدة في إدارته للشركة التي تتوسع في مدينة شيكاجو، وكان الخيار هو توحيد الجهود والاندماج وفي عام 1968 قرر الاثنان دمج الشركتين في شركة أسموها إدارة النفايات وكانت رؤية الشريكين هي الانتشار على مستوى الولايات المتحدة كلها، عن طريق تمويل التوسع عبر طرح أسهم الشركة الجديدة في البورصة، استمر هاري في سياسته القائمة على شراء المنافسين، حتى إنه بعد عام واحد من طرح أسهم الشركة الجديدة في البورصة في 1971، كان قد استولى على 133 شركة جمع قمامة صغيرة، وكانت العوائد الإجمالية للشركة 82 مليون دولار ويعمل لديها 60 الف عامل وتخدم 600 ألف عميل. كل هذا تحقق خلال 10 سنوات من بدء عمله على أول سيارة القمامة. وفي عام 1984، وبعدما أصبح هاري نائب رئيس الشركة، استقال منها ليجرب أشياء أخرى. في عام 1987، عرض صديق لهاري عليه أن يشاركه في إدارة سلسلة محلات يديرها هذا الصديق، اسمها بلوكباستر فيديو وتعمل في مجال تأجير أشرطة الفيديو والتي كانت رائجة جدا في هذا الوقت. ولذا جمع 18 مليون دولار من مستثمرين ومساهمين، واشترى نصيب صديقه، ليكون المالك الأوحد لسلسلة محلات بلوكباستر، والتي كانت تتكون من 8 محلات فقط موزعة في جنبات مدينة شيكاجو. بعد مرور عامين على هذا الاستحواذ، طرح هاري أسهم السلسلة في البورصة، واستثمر عوائد هذا الطرح في شراء المنافسين، محلات تأجير شرائط الفيديو الأخرى، وبعد بيع الشركة، وفي عام 1996 عاد هاري لتكرار ما يجيد فعله، أسس سلسلة وكالة بيع سيارات أسماها اوتو نيشن والتي تطورت بسرعة لتضم أكثر من 370 فرعا في الولايات المتحدة، ثم توسع خارجها أيضا. بعدها بقليل كرر الأمر ذاته مع سلسلة فنادق بدأها من الصفر، ثم باعها في عام 2004 وهي تضم 500 فندق بعدها عاد هاري لنشاطه الأول، جمع النفايات، وبدأ شركة جديدة تطورت ونمت لتكون ثالث أكبر شركة جمع نفايات في الولايات المتحدة، لتندمج مع الشركة الأم التي أنشأها وباعها أثناء هذا السجل الحافل، اشترى هاري بعض الأندية الرياضية، وحقق نتائج جيدة معها.
مشاركة :