قمة اسطنبول تضع مصير الأسد بيد الشعب السوري

  • 10/28/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دعت قمة اسطنبول إلى بدء عمل لجنة صياغة الدستور السوري، وترك مصير الأسد للشعب. واتفقت القمة التي اختتمت مساء السبت، تأسيس لجنة في جنيف لصياغة دستور سوريا بهدف تحقيق الإصلاح الدستوري وتهيئة الأرضية لانتخابات نزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة على أن تلتئم اللجنة خلال وقت قريب قبل نهاية العام. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه يعود إلى الشعب السوري "في الداخل والخارج" تقرير مصير الرئيس بشار الأسد. وقال أردوغان في تصريح أدلى به في ختام القمة الرباعية في اسطنبول التي ضمته إلى جانب قادة فرنسا وروسيا وألمانيا "إن الإرادة التي ستحدد مصير الأسد هي إرادة الشعب السوري. وإن مجمل الشعب السوري في الداخل والخارج هو الذي سيتخذ القرار". وانعقدت القمة بمشاركة رؤساء كل من تركيا، رجب طيب أردوغان، وروسيا، فلاديمير بوتين، وفرنسا، إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في قصر "وحد الدين" بالشطر الآسيوي من إسطنبول. واستمرت ساعتين و45 دقيقة. وصرح أردوغان في مؤتمر صحافي عقب اللقاء، أن القمة الرباعية شددت على أهمية وحدة الأراضي السورية، وعلى أهمية الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن إدلب خلال قمة سوتشي الأخيرة. وقال إن القادة المشاركين دعوا لعودة اختيارية للاجئين السوريين برعاية الأمم المتحدة. وشدد القادة أيضا على أهمية محاربة الإرهاب في سوريا. وعبر البيان الختامي للقمة عن دعم عملية سياسية شاملة تقودها سوريا وتقوم الأمم المتحدة بتسهيلها، ودعا لمشاركة نشطة من الأحزاب السورية. بدوره، شدد الرئيس الروسي على أهمية انتهاء تركيا من المنطقة منزوعة السلاح في إدلب. أما الرئيس الفرنسي فشدد على رفض أي عمل عسكري لقوات النظام والميليشيات الموالية له على إدلب التي تؤوي أعدادا كبيرة من النازحين. وحضر القمة من الجانب التركي، وزراء الخارجية مولود تشاووش أوغلو، والدفاع خلوصي أكار، والمالية براءت ألبيراق. فيما شارك من الجانب الروسي، وزيرا الخارجية سيرغي لافروف، والدفاع سيرغي شويغو. ورافق ماكرون وميركل خلال جلسة القمة، عدد من المستشارين. وإلى جانب القادة ووفودهم، شارك في القمة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. وقال أردوغان، في الجزء المفتوح للإعلام من افتتاح القمة الرباعية: "أنظار العالم كله وفي مقدمته أشقاؤنا السوريون متوجهة الآن إلى هذا الاجتماع، وواثق بأننا لن نخيب الآمال بهذا الخصوص من خلال التحرك عبر مفهوم بناء، لأن سوريا تأتي في أولوية مواضيعنا خلال استشاراتنا مع بوتين". وتابع أردوغان: "لقد أبدينا اهتمامنا دوما بالتواصل الوثيق مع السيد ماكرون والسيدة ميركل، وإعلامهما بتفاصيل العملية (التطورات في سوريا والقمة الرباعية بشأنها)". بوتين اردوغان وقبل وصوله لاسطنبول، أجرى بوتين مكالمة هاتفية مع ماكرون، حسب ما نقلته وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين. وقبيل القمة المرتقبة، عقد لقاء ثنائي بين بوتين وأردوغان، ولقاء آخر بين ميركل والرئيس التركي، كما اجتمع بماكرون في قصر "وحد الدين" التاريخي بالشطر الآسيوي من اسطنبول. ويحضر القمة ممثلون عن "المجموعة المصغرة" و"مسار أستانا". و"المجموعة المصغرة" شكلها المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في أغسطس/آب الماضي، وتضم السعودية والأردن ومصر والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. موضوع يهمك ? أكد كبير مفاوضي المعارضة السورية، نصر الحريري، خلال زيارة إلى موسكو، الجمعة، أن المعارضة "تسعى للتفاهم" مع روسيا للوصول...المعارضة السورية تؤكد "سعيها للتفاهم" مع روسيا سوريا وتأتي القمة وسط تهديدات تركية بشن عملية عسكرية جديدة عبر الحدود إلى شمال سوريا، في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الكردية، المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تصنفها تركيا منظمة إرهابية. يشار إلى أن اتفاق سوتشي حول إدلب والوضع في شرق الفرات عنوان أول في الأجندة التركية بهذه القمة. أما الأوروبيون فجهودُهم تنصب نحو كسب تنازلات روسية لإطلاق اللجنة الدستورية. بدورها، تضغط موسكو باتجاه دعم أوروبي لملف إعادة الإعمار وعودة المهجرين إلى قراهم وبلداتهم. عودة تراها باريس وبرلين مرتبطة بحل سياسي شامل وانسحاب إيران من سوريا. من جانبه، ذكر الكاتب والصحافي التركي، طه عودة أوغلو، أن "هناك إجماعا على أن الدول المشاركة في القمة بالإضافة إلى الولايات المتحدة ترفض وجود الميليشيات الإيرانية في سوريا. سنرى بعد هذه القمة أن هناك تحركات ضغط على إيران لسحب ميليشياتها من سوريا في المرحلة القادمة". بدورها، تدعم الولايات المتحدة، الغائبة عن هذه القمة، توجهاً فرنسياً لتعميقِ المفاوضات السياسية الهادفة لإنهاء الاشتباكات في عموم سوريا، وفق بيانِ الإليزيه. ويرى متابعون أن قمة اسطنبول تختصر التوجهات الدولية تجاه سوريا، فأنقرة تطمح لحضور في شرقِ الفرات، ودعم أوروبي في ملف إعادة الإعمار تسعى إليه موسكو، أما باريس وبرلين فتباين في الرؤى مع الحليفين الروسي والتركي حول قضايا عدة، أهمها قوات سوريا الديمقراطية، ودعم فيدرالية في مناطق سورية.

مشاركة :