مبدعون من الشرق والغرب ينشدون السلام في بروكسل

  • 10/29/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بروكسل- أقام المعهد الأفريقي الدولي للسلام، ومقره بروكسل، مساء السبت، فعالية ثقافية متعددة اللغات من أجل السلام والتضامن بين الشعوب وتحقيق التعايش. وأقيمت التظاهرة بالتعاون مع نادي القلم العربي ببروكسل والفيدرالية العالمية للديمقراطية ومفوضية المجتمع الفلاماني ومنظمة كيو أو دو الفنية، في تعاضد فني وثقافي من أجل الخروج بمفهوم التعايش والسلم من دائرة الفكرة إلى الفعل. قدمت الأمسية الثقافية للجمهور لوحة تنوعت فيها الفنون والثقافات في بروكسل باعتبارها مدينة متفردة بجمالها وتنوعها. وقد شارك في هذه الفعالية كتاب وشعراء ومسرحيون أوروبيون وآسياويون وأفارقة وعرب، وتحديدا كانت المشاركات من بلجيكيا وهولندا وفرنسا والسويد وصربيا والبوسنة وكرواتيا وألمانيا والبرتغال وإيطاليا إضافة إلى مشاركات من المغرب والسودان والجزائر والكاميرون والسينغال والكنغو وتشاد وتونس وفيتنام والعراق وغيرها. وقدم الافتتاحية باللغات الإنكليزية والعربية والفرنسية الشاعر السوداني الدكتور الهادي عجب الدور، رئيس المعهد الأفريقي الدولي للسلام، ورحب بالحضور شارحا فكرة الفعالية وفلسفتها القائمة على بث روح التعايش والتنوع والاعتراف بالآخر، مشددا في كلمته على إبراز الجوانب الإيجابية في الثقافات المختلفة، وبضرورة وجود احترام وتلاقح ثقافي إنساني بين كل الشعوب والأديان والمجتمعات. وركز عجب الدور في كلمته على دور الفن والثقافة في الحفاظ على القيم الإنسانية التي تعتبر إرثا مشتركا، ويمكن ترسيخه عبر الآليات الفنية من مسرح وموسيقى وشعر ورسم ونحت وسينما وأدب وأشكال فنية أخرى. التظاهرة الثقافية ضمت الشعر والمسرح والموسيقى والرسم كرسالة من مختلف الثقافات لتحقيق التعايشالتظاهرة الثقافية ضمت الشعر والمسرح والموسيقى والرسم كرسالة من مختلف الثقافات لتحقيق التعايش ولفت الشاعر إلى أن التظاهرة الثقافية تسعى إلى لفت انتباه العالم بجدوى التنوع الثقافي والعرقي والديني، وهي رسالة إيجابية للعالم كله من بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي. وقد تم تدشين الفعالية بحماس كبير من المشاركين، وبترحاب حار من قبل الفنانة البلجيكية ذات الأصول الإيطالية كارولين برافند، حيث بدأت التظاهرة بعرض موسيقي تلته قراءات شعرية وأدبية باللغة الفرنسية، وقدم الفنان والشاعر البجليكى جامياكا مجموعة من قصائده إضافة إلى عدد من معزوفاته، ومن ثم قدمت الفنانة والممثلة المسرحية التونسية سعيدة المناعي فقرة مسرحية، قدمت خلالها عرضا مسرحيا قصيرا عن الأم، في مزاوجة بين اللغتين الفرنسية والعربية، ونالت استحسان وإعجاب الجمهور الذي تفاعل معها بالتصفيق الحار. ومن المغرب شارك في التظاهرة عدد من الكتاب والشعراء، نذكر منهم الشعراء مصطفى الزباري وفريد مهاويش ونجاة ياسين وعائشة بنيس وقدموا قصائد ونصوصا باللغة العربية والفرنسية والأمازيغية. بينما شاركت الشاعرة السورية إيمان زاليطو بنص باللغة العربية، ومن الجزائر شارك الشاعر مهدي بلعز، ومن العراق شارك الشاعر ضياء الجنابي. وتواصلت القراءات الشعرية حيث قدمت الشاعرة السويدية كاتينكا قصائدها باللغة السويدية والفرنسية وترجمات للإنكليزية، كما قدمت الكاتبة والشاعرة والصحافية البلجيكية سندار ماس نصوصا لها باللغة الهولندية والفرنسية، ومن تركيا شاركت الشاعرة نركيس ساهين التي قرأت باللغة التركية والهولندية. وتواصلت القراءات الشعرية مع الشاعرة الصربية سفتلانا اسبايي، التي قرأت نصوصا باللغة الفرنسية والصربية والبوسنية، ومن فيتنام شاركت الشاعرة نيوه كاين ديبرال بقراءات باللغة الفيتنامية والفرنسية والإنكليزية، مقدمة مناخات شعرية مختلفة كلمحة عن الشعر الفيتنامي المعاصر بما له من إيقاع وتصورات مختلفة. وقدم الشاعر الكاميروني بليز كابتو قصائده باللغة الفرنسية والأفريقية بحرارة خط الاستواء ورهافة السافانا، مفعمة بجماليات البيئة الأفريقية ومكرسة لمسألة التسامح وضد التمييز. و من بين الارتجالات المسرحية والقراءات الشعرية والأدبية والفقرات الموسيقية، كانت هذه الفعالية بمثابة تجمع ثقافي وأدبي وفني متعدد الثقافات، حيث قدم الكتاب والمثقفون والفنانون الحاضرون فقرات متنوعة وكل ذلك بجهدهم الذاتي دون تمويل من أي جهة أو دولة، وإضافة إلى تنوع المبدعين كان الجمهور بدوره متنوعا، بين عرب وأوروبيين وأفارقة وآسياويين كما كان هنالك حضور إعلامي من الصحافة والتلفزة وبعض الرسامين. وكانت التظاهرة حميمة في اتصال مباشر بين الجمهور والفنانين والكتاب، لتختتم الفعالية بجو من التفاؤل ببناء الثقة بين الشعوب والمجتمعات وهزيمة للفكر الظلامي للحركات الشعبوية الأوروبية المناهضة للهجرة والثقافات الوافدة.

مشاركة :