طالب الرئيس ترامب بتشديد أحكام الإعدام بعد هجوم بيتسبرغ الذي قتل فيه 11 أميركياً داخل كنيس، في أكثر هجوم دموي ضد اليهود بأميركا، الأمر الذي أثار موجة تنديد عالمية بظاهرة معاداة السامية. دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تشديد القوانين الخاصة بأحكام الإعدام، وذلك على خلفية العمل الإرهابي الذي استهدف أمس الأول كنيساً يهودياً في حي سكني بمدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية، وأسفر عن مقتل 11 شخصا، في وقت كان يجرى فيه حفل ديني لمناسبة ولادة طفل. كما أصدر الرئيس أوامر بتنكيس الأعلام فوق البيت الأبيض وعلى المباني العامة والمراكز العسكرية والحكومية الفدرالية والقواعد البحرية والسفن الحربية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة وحتى مساء 31 أكتوبر الجاري، حدادا على الضحايا. وكان ترامب قد أكد للصحافيين على مدرج مطار مورفيسبورو بولاية إيلينوي، في إطار جولة يقوم بها دعما لمرشحين جمهوريين لانتخابات منتصف الولاية التشريعية: «سأذهب إلى بيتسبرغ»، من دون أن يحدّد متى سيفعل ذلك. ولاحقاً قال ترامب في تجمّع انتخابي أمام أنصاره: «علينا أن نقف إلى جانب إخواننا وإخواتنا اليهود لهزيمة معاداة السامية وقوى الكراهية»، مؤكداً أنه يصلي للضحايا وممتنّ لقوات الأمن التي اعتقلت مطلق النار. وأضاف على وقع تصفيق الجمهور: «في مواجهة جرائم عنصرية، سواء استهدفت هذه الجماعة أو تلك، يجب ألا يكون هناك أي تسامح مع معاداة السامية أو مع أي شكل من أشكال الكراهية الدينية، وعندما يقوم أشخاص بعمل من هذا النوع لا بد أن يُحكم عليهم بالإعدام». وأعلن الرئيس الجمهوري أنه عندما بلغه نبأ الهجوم فكّر في إلغاء التجمع الانتخابي، لكنّه عاد وغيّر رأيه عندما تذكّر أن بورصة «وول ستريت» فتحت أبوابها اعتبارا من اليوم التالي لاعتداءات 11 سبتمبر. وقبيل ذلك قال في معرض تنديده بـ «الهجوم الشرير المعادي للسامية» إن «معاداة السامية واضطهاد اليهود كانا إحدى السمات الأكثر قتامة والأكثر شناعة في تاريخ البشرية». وفي تغريدة على «تويتر» كتب ترامب: «أميركا بأسرها في حداد على القتل الجماعي ليهود أميركيين»، مضيفا في الوقت نفسه، إنه إذا كان هناك مزيد من الحراس المسلحين في الموقع لكانت النتيجة «أفضل كثيرا». توجيه اتهامات وأعلن وزير العدل جيف سيشنز أن منفّذ الهجوم روبرت باورز (46 عاما) سيلاحق بتهم عدة من بينها ارتكاب جريمة معادية للسامية، وهو يواجه عقوبة الإعدام. وبعد قليل أعلن مكتب وزارة العدل الفدرالية في مقاطعة غرب بنسلفانيا، في بيان، توجيه 29 تهمة بارتكاب جرائم فدرالية إلى باورز. ومن بين هذه التهم 11 تهمة تتعلق بعرقلة ممارسة معتقدات دينية أدت إلى الموت و11 تهمة تتعلّق باستخدام سلاح ناري لارتكاب جريمة قتل. حفل ولادة طفل واقتحم باورز كنيس «شجرة الحياة»، في وقت كان يجري فيه حفل ديني لمناسبة ولادة طفل، في يوم السبت المقدس لدى اليهود، ففتح النار على المصلين وهو يصيح «يجب أن يموت كل اليهود». وأدى الهجوم إلى سقوط 11 قتيلا وستة جرحى أربعة منهم من عناصر قوات الأمن، ولم يصب أي طفل في إطلاق النار. وفتحت الشرطة النار للقبض على باورز الذي كان يحمل بندقية هجومية وثلاثة مسدسات، وأصيب المهاجم بجروح في تبادل إطلاق النار، وألقي القبض عليه ونقل إلى المستشفى. أكثر هجوم دموي وأعلنت «رابطة مكافحة التشهير»، وهي منظمة غير حكومية يهودية تدافع عن الحقوق المدنية، أنه «أكثر هجوم دموية ضد اليهود في تاريخ الولايات المتحدة». وفي براغ، قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، أمس، لصحافيين يرافقونه «هذا الشخص (منفّذ الهجوم)، لن أسميه رجلا حتى، لقد استخدم سلاحا في دار للعبادة ضد أبرياء عزل. هذا جبان وليس رجلا بالمعنى الذي نستخدمه في وزارة الدفاع». نتنياهو وفي ردود الفعل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن «قلبه انفطر، وإنه فجع وشعر بالفزع» من حادثة بيتسبرغ. وقال في بيان «شعب إسرائيل بأكمله يشعر بالحزن مع أسر القتلى. نقف مع المجتمع اليهودي في بيتسبرغ، ونقف مع الشعب الأميركي في مواجهة الوحشية المروعة المعادية للسامية، ونصلي جميعا من أجل الشفاء العاجل للمصابين». ووقف أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي أمس، دقيقة حدادا على أرواح ضحايا الهجوم. الفلسطينيون وفي رام الله، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية «استهداف أماكن العبادة من هؤلاء الإرهابيين الذين يحملون عقيدة فاشية بنيوية متعفنة، مبنية على تفوق العرق الأبيض وهيمنته». وفي نيويورك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إنه «يشعر بصدمة شديدة، والطلقات التي أطلقت في بيتسبرغ، تمثل ذكرى أليمة للعداء المستمر للسامية». وفي بروكسل، دانت ماغا كوسيغانسيك، الناطقة باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الحادث «الذي يظهر حجم موجة من اللاسامية والعنصرية المنتشرة في العديد من البلدان». وفي باريس، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه يدين بشدّة الهجوم «الشنيع المعادي للسامية». من جهته، قال وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانيه إنّه طلب من المحافظين تشديد الإجراءات حول المعابد اليهودية في سائر أنحاء البلاد بعد هجوم بيتسبرغ. وفي برلين، نددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بـ «الكراهية العمياء المعادية للسامية». وفي المنامة أكدت وزارة الخارجية موقف المملكة الرافض لكل أشكال العنف والتطرف.
مشاركة :