حوار: أحمد السيد لم ينتظر الإسباني بيدرو كوندي مهاجم بني ياس كثيراً للانسجام والتناغم ضمن المنظومة العامة ل«السماوي»، وخطف الأنظار في تجربته الأولى في المنطقة العربية ودوري الخليج العربي بمستواه المميز وحاسته التهديفية الكبيرة ونجح في إحراز 9 أهداف خلال 9 مباريات شارك فيها بمعدل 6 أهداف في دوري الخليج العربي و3 في كأس الخليج العربي، ليبرهن أنه من مواليد منطقة الجزاء ويعلم طريق الشباك جيداً وفرض نفسه كأحد أفضل صفقات دورينا في الموسم الحالي.لم يكن المعدل الجيد من الأهداف الذي سجله مع «السماوي» محض المصادفة بل إنه سبق له وتميز بحصد لقب هداف الأندية التي مثلها سابقاً في أوروبا.أحدث كوندي نقلة نوعية في خط هجوم «السماوي» ومنح زملاءه الثقة، وحرص «الخليج الرياضي» على الالتقاء بالقناص الإسباني في أول حديث إعلامي له للتعرف إلى انطباعه عن دورينا، فضلاً عن التفاصيل التي تخص مسيرته السابقة، وسر انسجامه السريع ضمن المنظومة العامة للفريق وطموحه على المستوى الشخصي بعدما نجح في التسجيل منذ المباراة الأولى له أمام الفجيرة ومواصلته التسجيل حتى الجولة السابقة أمام الشارقة ليصل إلى 6 أهداف ويعلن عن نفسه بقوة باقتحام دائرة سباق المنافسة على صدارة هدافي الدوري، حيث يفصله فارق هدفين عن البرازيلي ويلتون سواريز لاعب الشارقة الذي يعتلي القمة وله 8 أهداف، وهنا نص الحوار: * كيف كانت مسيرتك الكروية وصولاً إلى بني ياس؟ - بدأت في فريق الرديف بنادي قرطبة الإسباني ولعبت برفقته في دوري الدرجة الثانية، وعند بلوغي ال20 ربيعاً، انتقلت إلى رديف غرناطة موسم 2011-2012 وسجلت بقميصه 30 هدفاً وسنحت الفرصة لي المشاركة خلال مباراتين في دوري الدرجة الأولى «الليجا»إحداها أمام فالنسيا، ثم انتقلت بين عدة أندية إسبانية أبرزها رديف أتليتكو مدريد، وقبل موسمين انتقلت إلى جيانينا اليوناني وشاركت في الدوري الممتاز وسجلت 20 هدفاً محتلاً الترتيب الثالث لهدافي الدوري، وانتقلت بعدها إلى بني ياس بعقد يمتد لموسمين. * ما رأيك بمستويات المهاجمين في مختلف الأندية المحلية؟ - الملاحظ أن أكثر الأندية تركز على استقطاب اللاعبين الأجانب في خط الهجوم، وهذه دلالة دامغة على القوة الهجومية لمعظم الفرق، ولكن ذلك لم يقف حائلاً أمام بروز العديد من اللاعبين المواطنين مثل الموهوب خلفان مبارك صانع ألعاب الجزيرة، وإسماعيل مطر قائد الوحدة، واستحق الثنائي انضمامهما للمنتخب مؤخراً. * ما هو انطباعك عن مستويات الأندية في الدوري الإماراتي؟ - لا حضور لفريق ضعيف وآخر قوي، وخير دليل الفوز الذي حققه بني ياس على الوحدة 4-2، حيث إن الوحدة يعد من أهم الفرق المنافسة على لقب الدوري، وفي مباراة أخرى تعرضنا لهزيمة أمام عجمان، فكل المباريات قوية ومن الصعب اقتناص النقاط الثلاث، أما بخصوص الفرق التي أرشحها للفوز بالدوري فتنحصر في 4 أندية هي الوحدة والعين والشارقة والجزيرة عطفاً على ما قدموه حتى الآن. * ما هو سر انسجامك السريع وزيارة الشباك منذ المباراة الأولى أمام الفجيرة؟ - بشكل شخصي أجتهد لتحقيق الانسجام ضمن المنظومة العامة لأي فريق أنتقل إليه، وكنت أسعى جاهداً منذ اليوم الأول لبناء علاقات صداقة مع جميع اللاعبين تعزز الانسجام والتفاهم، لأن هذا هو سر النجاح في الميدان وأثمر عن التسجيل من المباراة الأولى. * هل سقف طموحك يرتقي مع بني ياس بعد الإحصاءات المميزة مع فريقك السابق؟ - منذ القدوم للإمارات لم أفكر في الألقاب الشخصية وخاصة لقب الهداف، ذلك لأنه يضع اللاعب تحت الضغوطات التي أسعى للتحرر منها لأنها تؤثر في المردود داخل المستطيل الأخضر، وتركيزي مُنصب على تحقيق الفوز في كل مباراة بغض النظر عن الأهداف التي أسجلها، والأيام المقبلة ستكشف عن الإمكانيات الحقيقية التي أتمتع بها، أما الفريق بشكل عام فيتعين عليه أن يبذل مجهوداً مضاعفاً في كل مباراة والاستمتاع بتقديم كرة قدم جميلة ودون شك فإن النتائج ستأتي مع مرور الوقت. * ما هو هدف بني ياس في الموسم الحالي؟ - الاستقرار في منتصف جدول الترتيب، أو بمعنى أوضح البقاء بين مصاف أندية المحترفين خاصة أن الفريق صاعد حديثاً إلى دوري الخليج العربي بعد غياب لمدة موسم، ويتعين عليه أن يخوض كل مباراة بتركيز وهدف حصد العلامة الكاملة، حتى الوصول إلى شهر مارس وقبل نهاية الدوري بشهرين لنقوم بتقييم موقعنا ونحاول تحسينه حينها، ولا يمكن رسم هدف محدد للفريق من الآن وترك الطموح يعانق السماء. * ماذا عن العروض التي تلقيتها من أندية سعودية؟ - بالفعل تلقيت عروضاً من عدة أندية سعودية من بينها النصر والشباب، وكذلك تلقيت عرضاً من ريد ستار الصربي، الذي سبق له المشاركة في دوري أبطال أوروبا في أكثر من مناسبة، وترددت في الاختيار بين الانتقال إلى المنطقة العربية أو البقاء في أوروبا ما أدى لاختفاء كل العروض دفعة واحدة، وظهر عرض بني ياس في اللحظات الأخيرة،ولم أتردد في قبوله. * ما هي أوجه الاستفادة من تمثيلك لأندية في الدرجتين الثانية والأولى في أوروبا على تجربتك مع بني ياس؟ - فريقي السابق جيانينا اليوناني كان يشارك ضمن مصاف الدرجة الثانية، وبعد انضمامي إليه صعد للمحترفين ولعب في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، وهو ما ينطبق على بني ياس الصاعد حديثاً ويضم مجموعة من اللاعبين المميزين الذين يتعاملون بروح الأسرة الواحدة، ومن وجهة نظري إن أي ناد صاعد من الدرجة الثانية بقدرته المنافسة على المراكز المتقدمة في الدوري ومجاراة الأندية المنافسة، وأنا لن أدخر جهداً لوضع مخزون الخبرات التي أتمتع بها لخدمة الفريق وتحقيق طموحاته. * ما انطباعك عن العاصمة أبوظبي؟ - ترافقني زوجتي في أبوظبي ونستمتع سوياً بالأجواء الخلابة، كما أشعر بالارتياح التام في التجربة الجديدة بالمنطقة العربية وأرى أنها ناجحة بكل المقاييس وتحفل بالعديد من التحديات. * ما هو رأيك بمردود منتخب إسبانيا؟ -دون شك فإن تولي لويس إنريكي مهمة قيادة المنتخب تبدو مبشرة بتعزيز انسجامه مع اللاعبين وتحسن النتائج في القريب العاجل وتعويض الخروج المدوي من دور ال16 في مونديال 2018. وردة نجم فوق العادة كشف نجم «السماوي» ولاعب جيانينا اليوناني السابق، عن علاقة صداقة تجمعه مع الدولي المصري عمرو وردة المحترف في باوك اليوناني، وأنه كان على تواصل دائم معه.وأضاف: «وردة يتمتع بإمكانات جيدة تؤهله للاحتراف في أفضل الدوريات الأوروبية، وأتمنى مرافقته في فريق واحد مستقبلاً، فهو شخص خلوق وموهوب ونجم فوق العادة». وأشاد كوندي بمردود المصري محمد صلاح نجم ليفربول، مؤكداً أن ما قدمه مع النادي الإنجليزي الموسم الماضي هو إعجاز في عالم كرة القدم ويستحق كل الجوائز التي حصدها وترشحه على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم مؤخراً. الاحتراف الخارجي أكد كوندي في رسالته للاعبين الإماراتيين، أنهم يمتلكون المقومات التي تساعدهم على الاحتراف خارجياً، وينقصهم الثقة بالنفس لتحقيق أحلامهم، مشيراً إلى أن العامل الأهم يتمثل في مدى الانسجام مع الأجواء العامة والتقاليد التي تسود البلد. زيادة عدد الأندية رأى بيدرو كوندي، أن خوض المنافسات في دوري الخليج العربي الموسم الحالي بمشاركة 14 ناديا أفضل من 12 ناديا التي كانت سارية الموسم الماضي، وقال: «لا بأس من زيادة العدد إلى 15 أو 16 ناديا، لتكون المنافسة أكثر شراسة وتتسع لتضم أكبر عدد من الفرق ما ينعكس على ارتفاع المستوى الفني للمسابقة بشكل عام وزيادة عدد المباريات، ما ينعكس إيجاباً على المستوى البدني للفرق، وكذلك المتعة التي تنشدها الجماهير بمتابعة أكبر عدد من المباريات».
مشاركة :