وُصفت القراءة بميزان العقل للنشاط العقلي والإدراك البصري الذي يمارسه القارئ من خلال اكتشافه ومحاكاته لتجارب الآخرين عبر كتبهم. فهي رحلة تحرير من قيود الزمان والمكان لإثراء عوالم الإنسان الداخلية والخارجية. هي مَلَكة والبعض يصنفها مَهارة. نشاط عقلي وإدراك بصري ومحاكاة لتجارب الآخرين ومعاركهم، حتى تصبح مساحة الفهم والتفكير بلا حدود. فالقراءة تؤثر على الصدغ الأيسر من الدماغ، المنطقة المرتبطة باللغة والإحساس لدى الإنسان، ترتبط بالخلايا العصبية وتحفز عملها في ظاهرة تعرف بالإدراك المتجسد. هذا الاكتشاف، الذي يبدأ من الصغر ويستمر لباقي العمر، قد يكون مكتشفوها من الصغار أكثر ذكاء من غيرهم بنسبة 50% عندما يكبرون، بحسب الدراسات الحديثة، وعند الكبر تقيهم من الإصابة بمرض الزهايمر. القراءة تتسلل إلى الروح وتغني النفس بالعلم، وتثير الخيال والصورة، وتجيب عن الأسئلة وتطرح المئات منها في الوقت نفسه، فهي قوة أرعبت السلطات، وجمهورها لطالما حظوا بنظرة إعجاب ولو خاطفة. هي سياحة فكرية مختلفة، تتبع لوجهات النظر وتحليل للأفكار وما وراءها، هي كما قالوا عنها "أكثر من حياة".
مشاركة :