اقترح الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني في مؤتمر اقتصادي كبير في طهران أمس، تنظيم استفتاء عام على الملف النووي الإيراني، بدلا من إحالته على (البرلمان) ووجه ضربة لخصومه الأصوليين بقوله: لا ينبغي رهن مصير البلد بأقلية محدودة موجودة في البرلمان تتحرك في هامش واسع، وأضاف: أن تجربتنا السياسية أظهرت أن البلاد لا يمكنها تحقيق نموّ مستدام، وهي في عزلة، وتابع وهو يبرر تراجع حكومته عن قضية التخصيب وغيرها التي يعتبرها المتشددون خطوط حمراء قائلا: إن مبادئنا ليست مرتبطة بأجهزة الطرد المركزي (المُستخدمة لتخصيب اليورانيوم)، بل تتعلّق بقلوبنا وإرادتنا، وأضاف: أننا إذا أوقفنا التخصيب بنسبة معيّنة فلا يعني ذلك التفريط بمبادئنا، ومضى إلى القول: إن «الدستور الإيراني يتيح لنا طرح القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الهامة والكبيرة على الشعب الإيراني من خلال استفتاء. ويتم حسم الخلاف بشكل ديمقراطي عن طريق الشعب بشكل مباشر. ونحن في إيران منذ 36 عاما لم نطرح أي قضية على الشعب»، وأضاف: «نريد الاحتكام ولو مرة واحدة في قضية مصيرية تهم الشعب الإيراني»، واستطرد: «إنني أعلم جيدا حجم الاختلاف بين وجهتي النظر اللتين تطرحان بخصوص الاستفتاء الشعبي في إيران، ولكن هناك قضايا أصبحت تمس صميم حياة المواطن الإيراني وتؤثر عليها، وعلينا أن نرجع لهذا المواطن ونأخذ رأيه بعين الاعتبار من خلال هذا الاستفتاء»، على حد قوله. وكان المرشد خامنئي قدر أعلن رفضه لأية شروط لرفع الحظر عن إيران تمس بكرامة الشعب ودعا المسؤولين والشعب إلى العمل من أجل تحصين البلاد وجعلها منيعة في وجه الحظر الغربي. وفى سياق متصل هاجمت عدة صحف إيرانية رسمية، منها ما هو تابع للمرشد الإيراني علي خامنئي، تهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني، واعتبرت موضوع طرح الاستفتاء الشعبي على الملف النووي الإيراني هو هجوم غير مباشر على الحرس الثوري والمرشد خامنئي، من جهته يرى الحرس الثوري أن فتح باب الاستفتاء أمام الشعب الإيراني حول الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات الاقتصادية، سوف يشجع الإيرانيين على المطالبة باستفتاءات أخرى، من الممكن أن تطال مكانتهم وسطوتهم الاقتصادية على المؤسسات الإيرانية. وقالت صحيفة «وطن أمروز» الإيرانية، إن حسن روحاني يريد تسليم الصواريخ البالستية الإيرانية والملف النووي الإيراني إلى القوى الغربية والولايات المتحدة الأمريكية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، ولكن الشعب الإيراني يرفض هذا الطرح الذي يعتبر مهينا ومذلا للأمة الإيرانية ومكانتها في المنطقة والعالم، بحسب ما نشرت. ويرى المراقبون للشأن الإيراني الداخلي أن روحاني حاول من خلال تهديده باستخدام الاستفتاء الشعبي، أن يركل الكرة في ملعب خامنئي والحرس الثوري الإيراني بخصوص الملف النووي الإيراني، ويجعلهم في مواجهة الشعب الإيراني الذي أنهكته العقوبات الاقتصادية. ويقول الإصلاحيون في إيران، إنه ينبغي على الشعب الإيراني أن يعرف الذين لا يريدون أي حلول وتوافقات تنهي خلاف إيران مع دول الـ»5 1» في قضية البرنامج النووي الإيراني، مؤكدين أن التيار الذي يرفض هذا الاتفاق الشامل أصبح منتفعا اقتصاديا وسياسيا على حساب أكثرية الشعب الإيراني.
مشاركة :