سجل المواطن علي بن حسن العمري من أهالي قرية «وادي ممنا» بمحافظة المخواة بتهامة الباحة، تنازله الشرعي لدى قاضي المحكمة الجزئية بمنطقة الباحة، وذلك لوجه الله تعالى عن قاتل ابنه مساعد، قبل ما يقارب 8 سنوات تقريبا إثر خلافات عائلية. وقال والد القتيل لــ «عكاظ»: كان التنازل مني طوعا واختياريا ولم يتدخل أحد في ذلك الأمر، وقد تمت مشاورات مع إخواني وأبنائي، وأتخذت القرار في العفو عن قاتل ابني (رحمه الله)، بدون أي مقابل مادي، وسجلت تنازلي لوجه الله تعالى ابتغاء بالمغفرة والرحمة والعمل على عتق رقبة. وفي حديث خاص، التقت «عكاظ» بالقاتل في شعبة السجن العام بمدينة الباحة علي العمري (42 عاما)، وقال: أولا أشكر الله سبحانه وتعالى، ثم أشكر علي بن حسن العمري على ما قام به وأفراد أسرته على التنازل عن دم ابنهم (رحمه الله). مضيفا.. لن أنسى ذلك الجميل والمكرمة من والد القتيل في العفو وتنازله شرعا عني لوجه الله وهذا ليس بمستغرب عليه، فله مني الدعاء الخالص وأن يجزيه خير الجزاء. وبين العمري.. لأول مرة أشعر بالحياة منذ أن وقعت الحادثة في عام 1426هـ، إثر خلاف عائلي وقع بيننا، ومنذ ذلك اليوم وحتى ليلة الاثنين الماضي لم أذق طعم النوم بعد أن تم الحكم علي بالقصاص، وانتظار بلوغ القصر حتى يبلغوا سن الرشد، حيث أنني تلقيت خبر العفو من أحد إخواني خلال زيارته لي وأبلغني بكرم وتنازل والد القتيل. وقدم العمري شكره لصاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود، أمير منطقة الباحة، على سعيه الدائم في مثل تلك القضايا الإنسانية والحرص على تنازل أهل الدم، كما شكر كل من سعى في ذلك الأمر. من جهته، أكد مدير سجون منطقة الباحة العميد عشق مهل الشيباني أن ما أقدم عليه والد القتيل وتنازله عن قاتل ابنه هو عمل إنساني وليس بمستغرب على الأسرة في حبهم للعفو والتسامح وهذا يدل دلالة على الوفاء والإخلاص في مثل هذه الحالات. أما العقيد مساعد سفير الخثعمي مساعد مدير سجون الباحة، والعقيد عبدالرحمن علي الشهري مدير شعبة السجن العام بالباحة فقالا: نسأل الله أن يكتب لوالد القتيل ولكافة الأسرة الأجر والمثوبة لقاء عملهم الإنساني الوفي في التنازل الشرعي لوجه الله تعالى عن قاتل ابنهم.
مشاركة :