جدل واسع خلفه إعلان الحزب الحاكم في الجزائر نيته ترشيح بوتفليقة لعهدة خامسة. أوضاعه الصحية الصعبة، تركت انطباعات سلبية في صفوف الشباب الجزائري الذي لجأ إلى "السوشيال ميديا" للإفصاح عن غضبه وسخريته من الوضع. "بوتليقة مرشحا للرئاسة لعهدة خامسة"، هذا ما أعلنه الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم في الجزائر، جمال ولد عباس. ولد أكد أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيكون مرشح حزبه في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نيسان/أبريل 2019. الرجل المنهك صحيا استلم مفاتيح الحكم منذ 1999، ليكون أول رئيس يستمر في هذا المنصب لأربع ولايات في تاريخ البلاد. بوتفليقة، لا يظهر إلا نادرا للعموم على كرسي متحرك ولم يعد يلقي خطبا منذ تعرضه لجلطة دماغية عام 2013، وهو ما خلق جدلا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي. الشباب الجزائري اختار "السوشيال ميديا" ليعبر عن غضبه من ترشح رجل يتجاوز عمره 81 عاما ولا "يحرك ساكنا". ووسط منشورات الغضب هذه، عكست أخرى خوفهم من المستقبل بشكل ساخر. فيما لجأ آخرون إلى انتقاد الأوضاع السياسية والاقتصادية فضلا عن الاجتماعية التي آل إليها البلد خلال فترة حكم بوتفليقة. يُشار إلى أن رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، قد أكد قبل أيام أن الشباب في الجزائر بلغ مرحلة من اليأس ويمر بمشكلات بالغة الخطورة. "رصاصة في رأس الأمل" "الشباب يعلم جيدا أن بوتفليقة صورة لنظام سياسي لم يتغير منذ 50 عاما" هذا ما قاله المحامي والناشط الحقوقي الجزائري، عبد الغني بادي، واصفا وضع الشباب بالبلد، حسب تصريح خص به DW عربية. على مواقع التواصل الاجتماعي، أبدى شباب جزائريون كثر قلقهم من الأوضاع في البلد، كما أشار بعضهم إلى اليأس الذي خيم عليهم بعد معرفتهم خبر ترشيح بوتفليقة. وقد أطلق رواد "تويتر" وسم "لا للعهدة الخامسة"، فضلا عن وسم "ضد العهدة الخامسة" لتعبير عن رفضهم لترشيح بوتفليقة. إلى ذلك، أكد الناشط الحقوقي، عبد الغني بادي، أن استياء الجزائريين وخاصة الشباب منهم ليس وليد الترشيح لولاية خامسة وإنما هو استمرار لاستياء صاحب الترشح الرابع لهذا "الرجل المريض". وأشار الناشط الحقوقي إلى أن الرئيس الحالي للبلد لا يستطيع القيام بمهامه السياسية والدبلوماسية، سواء داخل الجزائر أو خارجها. حمزة بركاني، مدون شاب من الجزائر، تحدث لـDW عربية في هذا السياق، معتبرا أن موجة الغضب والسخرية التي تطغى على وسائل التواصل ما هي "إلا تحصيل حاصل لرصاصة الرحمة التي أطلقها رباعي أحزاب الموالاة في رأس الأمل بغد أفضل"، وأضاف " هذا ما لا يتقبله لا العقل ولا المنطق". نتائج قد لا تُحمد عقباها! ويرى بعض المحللين أن الأوضاع في الجزائر لا تتسم بالاستقرار وإنما هي "على كف عفريت"، أي أنها قابلة للاشتعال في أية لحظة، بالرغم من أن النظام السياسي الجزائري قد سيطر على مقاليد الحكم حين كان جيرانه يعيشون على وقع ثورات "الربيع العربي". الاعتماد على المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن السياسية التي يطغى عليها سيادة نظام واحد منذ زمن طويل، قد تؤكد أن فعلا الشباب الجزائري يعاني من ويلات البطالة التي تنتشر على نطاق واسع يتجاوز11.1%، بينما ترتفع هذه النسبة في صفوف الشباب دون الثلاثين عاما إلى 26.4%. في هذا السياق يرى المدون الجزائري، بركاني أن الأوضاع ستزداد سوءا إذا ما تم ترشيح بوتفليقة لهذا المنصب. فعلاوة على البطالة، أشار المتحدث إلى رغبة الشباب في الهجرة من البلد سواء بالطرق القانونية أو غيرها، ناهيك عن ارتفاع الاحتجاجات والإضرابات العمالية والطلابية بسبب تدني جودة التعليم والصحة ووجود أزمة سكن بالبلد. في هذا الصدد، كان رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، قد صرح في مخيم الشباب التقدمي الخاص بالكوادر الشبابية للحزب أن هروب الطلبة والكفاءات الجزائرية للدراسة في الخارج يزداد. كما أكد أن "حصيلة السنوات العشرين الأخيرة كافية لتوضح لنا الحقيقة والمآلات، وتدل على فشل وعجز نظام بوتفليقة طوال تلك السنوات من الحكم على تحويل منظومة التكوين الجزائرية لجعله جذابًا للشباب، وإعداد الإطارات لتولي زمام الأمور في المستقبل"، وفق ما نقلته مواقع إعلام عربية. مقاطعون؟ متابعة ردود فعل الجزائريين على الشبكات الاجتماعية بعد ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، تشي بأن ترشيح الرئيس الجزائري ما يزال مؤيدا من طرف فئة، بالرغم من قلتها. كما أن هناك فئة أخرى لم تنسَ التذكير والوقوف عند انجازاته التي خصت محاربة الارهاب والاهتمام بالمشاريع الاجتماعية. بالمقابل، ذكرت تغريدات كثيرة في وسائل التواصل الاجتماعي بالإخفاقات التي رافقت وجود بوتفليقة في أعلى هرم السلطة، وهو ما جعل شبانا كثيرين يكشفون عن نيتهم في العزوف عن المشاركة الانتخابات ومقاطعتها. وهو ما يؤكده الناشط الجزائري بركاني، فعلى حد تصريحه قد يتجاوز الأمر الشباب إلى الفئات الأخرى، وبالخصوص ضحايا فشل الحكومات المتعاقبة من النظام الحالي. وعن السبب وراء رغبة الشباب الجزائري في العزوف عن الانتخابات يقول الناشط الحقوقي، بادي، إن: "أصواتهم قد تُزوَّر كما حصل في الانتخابات التشريعية عام 2017 ". المتحدث نفسه، قال إن الشباب بالبلد "يريدون مخرجا ديمقراطيا حقيقيا". مريم مرغيش
مشاركة :