العهدة الخامسة: صحف عربية تبحث دلالات التظاهرات في الجزائر ضد ترشح بوتفليقة

  • 2/25/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةGetty Images أشادت عدة صحف عربية بالتظاهرات التي عمّت مدناً جزائرية، رفضاً لترشح الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المُزمع عقدها في أبريل/نيسان المقبل. وأبرز جانبين ركز عليهما الكتاب كانا: كسر الجمود في المشهد السياسي في الجزائر، وكذلك كسر صورة نمطية بشأن مدى سلمية المتظاهرين الجزائريين. "إفلاس الأحزاب" تقول زاهية رافع في جريدة "البلاد" الجزائرية إن مسيرات الجمعة الماضية "رسمت مساراً سياسياً جديداً وأظهرت إفلاس الأحزاب الجزائرية، وعرّت وجودها، بل أفقدتها بوصلتها بعد أن تأرجحت خطابات الموالين أمس بين من حاول تبني هذا الحراك وبين من تاه في التحليل فحاول استفزاز المحتجين". وتضيف أن "الأكيد هو تفوق دعوات مواقع التواصل الاجتماعي على الأحزاب السياسية"، وأن تلك الدعوات "أثبتت أنها أول قوة سياسية في الجزائر". وتحت عنوان "جمعة التنفيس"، قال عمار يزلي في جريدة "الشروق" الجزائرية "منذ أكثر من 18 سنة، لم يخرج الجزائريون إلى الشارع للتعبير عن رغبتهم في التغيير والإصلاح، لكن يوم الجمعة 22، كان يوماً آخر.. حراكٌ سلمي، بتعاون أمني وكأنَّنا في انتخابات مساندة منظمة بحس مدني عالي المستوى". ويضيف "كنا نخشى أن تخرج عن السيطرة، لكن التأطير السلمي للمتظاهرين وقوات الأمن غلب في الغالب وأفشل احتمال الخروج عن السلمية. غير أن الكل يتساءل اليوم: ماذا بعد؟ ماذا يخبِّئه لنا القدر؟ تخوُّفٌ وتوجُّس شعبي وطني من الغلاء وأيام صعبة تنتظره قد تُخرجه عن أطواره إن لم نكمل الإصلاحات".مصدر الصورةGetty Images وتحت عنوان "الشعب يريد ديمقراطية حقيقية"، كتب حسين لقرع في الجريدة نفسها "كسرت مظاهرات الجمعة بمختلف ولايات الوطن الجمود السياسي الخانق الذي جثم على البلد منذ أزيد من ربع قرن، ودفع أغلبَ المواطنين إلى الزهد في الحياة السياسية من خلال العزوف المتصاعد عن ممارسة حقهم في الانتخاب خلال شتى الاستحقاقات الانتخابية التي عرفتها البلاد". ويضيف "في هذه المسيرات كانت مطالبُ المواطنين واضحة لا لبس فيها وهي مطالبة رئيس الجمهورية بالعُدول عن قرار الترشُّح لولايةٍ رئاسية خامسة، والذهابِ إلى تغييرٍ سياسي عميق يكون في مستوى آمالهم وتطلّعاتهم إلى جزائر ديمقراطية ومزدهرة". ويؤكد الكاتب أن "إقرار الديمقراطية الحقيقية في الجزائر هو السبيل الوحيد لمعالجة الاحتقان الشعبي الحالي، وتجاوز الأزمة السياسية المستفحلة، ووضع قطار البلاد على السكّة الصحيحة، ونأمل أن يكون يوم 18 أفريل القادم موعداً تاريخياً لولادة الجمهورية الثانية في الجزائر".كسر الصورة النمطيةمصدر الصورةGetty Images ووصف ناصر جابي في جريدة "القدس العربي" اللندنية تظاهرات الجمعة الماضية بأنها "زلزال سياسي"، قائلاً "تمكن الجزائريون أخيراً من تكسير الصورة النمطية التي لصقت بهم وبحراكهم السياسي لعقود، وهم يعبرون عن همومهم العامة وهم يحتجون، من دون خوف". وعن هذه الصوة النمطية، يقول "ترسخ مع الوقت أن الجزائري عنيف عندما يخرج للشارع ولا يعرف كيف يعبر عن موقفه ... صورة نمطية زادها سوءاً ما حصل في التسعينيات، عندما تمكنت حركات سياسية إسلامية جذرية من ركوب هذا الحراك الاجتماعي، الذي بادر إليه شباب الأحياء الشعبية في المدن الكبرى". ويؤكد الكاتب أن "الشارع لن يقبل بأقل من سحب ترشح بوتفليقة للعهدة الخامسة التي ورطت الجميع بمن فيهم الأطراف الرسمية التي أيدته حتى الآن ودافعت عنه لسنوات. أطراف ظهرت وهي تعلن عن تأييده لهذا الترشيح وكأنها في مأتم حقيقي، ترفض منذ أيام الظهور على قنوات التلفزيون للدفاع عن مرشحها، ولا تملك الشجاعة السياسية لمواجهة المواطنين الغاضبين". ويقول عبدالله راقدي في صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية "لقد نجح المتظاهرون في امتحان كسر هاجس الخوف الذي جثم على صدور الجزائريين طيلة عشرين سنة. لا سيما وأنه شمل مختلف مدن الجزائر واتسم بالطابع السلمي". إلا أن الكاتب يرى أن "التغيير الواعي الممنهج غير ممكن حالياً، كون كل السياسات جعلت المجتمع الجزائري غارقاً ومدمناً في الاستهلاك. مجتمع تنعدم فيه شروط التفكير الحر المبدع المساعد على إنتاج الأفكار والقيم الخلاقة الكفيلة بخلق مناخ يساعد على التطور العلمي التكنولوجي".

مشاركة :