مشاهدات عبر يوتيوب تتجاوز الـ45 مليون مشاهدة لحسابات اجتماعية تهدف لإظهار يوميات الأطفال مع والديهم في المنزل، وعمدت هذه الحسابات على تسليط الضوء على جانب الترفيه، حيث إن الترفيه في هذه المقاطع يشكل نسبة كبيرة، مما كان له أثر كبير في جذب الأطفال دون سن العاشرة لهذه المقاطع، وتأثرهم بها بشكل سلبي، في ما يرونه في هذه المقاطع من ترفيه الأب لابنه، ومقارنة ذلك بعلاقتهم بوالديهم، مما جعل لديهم شعور بالحسرة ورغبة في الحصول على أب مثالي يتطابق مع ما يشاهدونه باليوتيوب. مفاهيم إدراكية أوضح الأخصائي النفسي عبد المحسن الزهراني أن سبب شعور الأبناء بالحسرة هو الأسرة «الأب والأم»، حيث يجب عليهم تمرين الأبناء على حقائق اليوتيوب، وما يظهر فيه، وتوضيح أن هناك فروقات فردية وفروقات أسرية اقتصادية واجتماعية، وتوضيح الأمور المعيبة في هذه المقاطع، فمثلا هل من المعقول بصورة منطقية أن يتكرر زيارة الملاهي كل يوم؟ حتما ستصبح الملاهي مملة وغير مثيرة للأطفال، وبإمكان الوالدين تطبيق الأمر بصورة فعلية، وإحضار لعبة محددة وتكرار شرائها كل يوم حتى يتم إبطال مفعول فكرة مقطع اليوتيوب، الذي يعطي انطباعا للمتلقين من الأطفال أن الأسرة الفلانية تذهب للملاهي بصورة يومية، أو أن لديهم ألعابا كثيرة تفوق المعقول، والأمر ينطبق على جميع مقاطع اليوتيوب، ويتم استثمار ما فيها من خلل لتنمية المفاهيم الإدراكية للأبناء، حيث إن الأطفال يملكون جهازا نفسيا يمكن تطويعه وتنميته بالطريقة التي نريدها نحن، فالبيئية التي ينشأ فيها الطفل تملك القدرة، على أن تقوي هذا الطفل، ويمكنها أن تتركه ليكون فريسة فيما بعد، وعلى الوالدين أن يأخذوا على محمل الجد جهازا نفسيا مربحا للطفل يحميه من الندم، الحسرة التي هي من العمليات النفسية، التي تحتاج لمدركات الكبيرة على سن الطفولة. تحديات قوية قال الزهراني «من المؤسف حقا أن هناك دراسات تقول إن الأشخاص الذين يقصدون، ويعمدون إلى تصوير وضع معين في حياتهم، وإظهاره على أنه كل حياتهم يعانون من خلل نفسي في مكان، ما حيث أن لكل عائلة خصوصياتها التي تعيشها ولها ظروفها ووضعها الخاص بها»، وبين أن أطفالنا اليوم يواجهون تحديات قوية تفوق قدرتهم على التعامل معها والتعاطي مع إرهاصاتها. وأضاف «بكل صراحة ووضوح من الواجب على الآباء والأمهات اليوم مضاعفة الجهود في سبيل حماية أطفالهم وتنشئتهم التنشئة السليمة»، وتابع « على الآباء اليوم أعباء أثقل من تلك التي كان يحملها الجيل السابق، ويمكننا أن نشبهه الإنترنت والألعاب الإلكترونية والقنوات التلفزيونية، بما تحتويه جميعها بتلك الأسهم القاتلة، وكما أن فيها الجيد فإن فيها الغث والهزيل والمهلك لطفلك، إذا ما ترك بمفرده فإنها ستتحكم فيها، وستفلت زمام الأمور من بين يديك كأب أو كأم».
مشاركة :