صحفي تركي: أردوغان استهدفني حتى في ألمانيا

  • 10/30/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

احتج الصحفي عادل يغيت مرتدياً قميصا أحمرا كتب عليه "الحرية للصحفيين في تركيا" خلال زيارة اردوغان الأخيرة لبرلين. هل يواجه حقا خطر الابعاد بعد قضائه 36 عاما في ألمانيا؟ دائرة شؤون الأجانب في هامبورغ نفت ذلك. اشتهر اسم عادل يغيت عندما تظاهر خلال المؤتمر الصحفي للرئيس التركي رجب طيب اردوغان والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في نهاية (أيلول/ سبتمبر 2018) وقد ارتدى قميصا كُتب عليه "الحرية للصحفيين في تركيا". وأخرج رجال الأمن يغيت آنذاك من القاعة المخصصة للمؤتمرات الصحفية.بعد هذه الواقعة، عبّر عادل يغيت عن مخاوفه من الترحيل أو الابعاد عن ألمانيا بعد أن انتهت اقامته المؤقتة، واصفاً الوضع بأنه" فخ"، فيما ردت دائرة شؤون الأجانب في هامبورغ على هذه المخاوف. المتحدث باسم الدائرة فلوريان كيكنميستر أعلن لوكالة الأنباء الألمانية (الاثنين 29 تشرين الثاني/ اكتوبر 2018) "شكليا يتعين اجباره على ترك البلاد خلال فترة قصيرة، لأنّ هذا منصوص عليه في القرار، لكنّ الوضع لن يُفرض عليه، فقد مُنح أقامة من نوع مختلف الآن". DW حاورت عادل يغيت الذي عرض مخاوفه من تداعيات اخراجه من قاعة المؤتمر الصحفي في برلين. DW السيد يغيت بعد عملية الاحتجاج يتهددكم الآن الترحيل. كيف حصل هذا؟ أعيش منذ 26 عاما في هامبورغ، وحتى 2014 كنت أحمل بطاقة لاجئ. وعندما بدأت الاحتجاجات في 2013 في غيزي باسطنبول كنت مثل الكثيرين من الناس متحمسا. وذهبت إلى إدارة الأجانب وقدمت هناك بطاقتي وفي المقابل حصلت على جواز سفري التركي كي أتمكن من السفر إلى تركيا. ورخصة إقامتي لمدة ثلاث سنوات تم تحويلها إلى جوازي الجديد. وفي هذه الفترة تقريبا التي انتهت فيها تلك المدة طلبت اعتمادا لحضور قمة مجموعة العشرين في هامبورغ. إلا أنه تم إلغاء هذا الاعتماد بالإضافة إلى اعتماد 38 صحفيا آخرين. وبعد هذا الحدث تم منحي ابتداء من أبريل 2017 رخصة إقامة لثلاثة أشهر. وبما أنني كنت ناشطا سياسيا في الماضي فإن الحذر كبير. وهذه هي خلفية كل هذه التطورات. هل تعتقد أن هذا يعود لعملية احتجاجك؟ هذا الاحتجاج شكل شوكة في أعين الكثيرين. وعندما عاد اردوغان بعد المؤتمر الصحفي إلى تركيا، وجد هذا الاحتجاج في وسائل الإعلام التركية صدى كبيرا. وورد هناك أنّ "تركيا عديم الأخلاق والشرف حاول استفزاز الحاضرين في اللقاء، إلا أن الشرطة الألمانية سيطرت عليه وطردته". أردوغان يستهدفني حتى في ألمانيا، وقد زارت ميركل في السنوات الثلاث الأخيرة تركيا ست مرات. ومهما كان كلام اردوغان، فإنه مرحب به في ألمانيا ويمد له البساط الأحمر. ويريدون ربما تسليمي له كمقبلات. أجريت مقابلة مع الصحيفة الأسبوعية "دي تسايت" وقلت بأنك لم تتلق أي تضامن من زملائك. أي نوع من التضامن كنت تتمنى منهم؟ طلبت مرتين أو ثلاث الإذن  لطرح سؤال، إلا أن ذلك لم يلق انتباها. ثم خلعت كنزتي وصار قميصي ظاهرا للعيان بالطبعة الموجودة عليه وحاولت التقاط بعض الصور. وهذا كان رد فعلي. ولم تكن لدي توقعات من عملية الاحتجاج، لكن كنت أتمنى لو وضع بعض الزملاء كاميراتهم ومعدات تصويرهم على الأرض وقالوا "زميلنا لم يصرخ أو يتسبب في انزعاج. لماذا تطردونه؟ لو فعلوا ذلك، لمر كل شيء بشكل مختلف". كيف ولماذا قمت بالتخطيط لهذه العملية الاحتجاجية؟ يوما قبل وصول اردوغان إلى ألمانيا، راجت في وسائل التواصل الاجتماعي كثير من الأنباء عن تشان دوندار. وذُكر أن اردوغان سيلغي المؤتمر الصحفي في حال مشاركة تشان دوندار فيه. إذن اردوغان الذي يلعب من حين لآخر بورقة اللاجئين يبتز لأول مرة ألمانيا بتشان دوندار. ولم أقبل ببساطة هذا الأمر. وسط ألمانيا يحصل هذا الابتزاز. إذن قمت بطباعة مقولة "الحرية للصحفيين في تركيا" على قميص. وهذا لم يطلب أكثر من ساعة. أنت تنتقد زملاءك بأنهم تخلوا عنك خلال المؤتمر الصحفي. ماذا حصل بعد ذلك؟ هل تخلى عنك زملاؤك فيما بعد؟ تمنيت لو تلقيت دعما فعليا من زملائي. لكن حصلت على تضامن كبير لاحقا، إذ تم تأليف تقارير حقيقية ومحايدة. وسائل الإعلام سلطت الضوء بصفة محايدة على هذه القضية، فيما كتبت وسائل الإعلام المقربة من الحكومة التركية بصفة مخزية أن "تشان دوندار لم يحضر، لكنه أرسل القاتل المكلف". هل تلقيت بعدها تهديدات؟ ماذا عايشت؟ الكثير والكثير. بشكل من الأشكال تعرفوا على رقم هاتفي، وعلى فيسبوك توالت العديد من الشتائم. يمكن لكم النظر إليها، الغالبية منها لم أمسحها، فقط تلك السيئة جدا. وتلقيت رسائل كراهية عبر الهاتف. لكنني بشكل من الأشكال تعودت على ذلك. كيف تحمي نفسك؟ هل تتلقى الحماية؟ لا، ولكن لحسن الحظ يعتني بي أصدقائي. في كل يوم يأتي بعضهم إلي. لقد استوعبوا جدية الموقف، لأنهم عرفوا كيف يدور الحديث عني في بعض الدوائر. أنت تعيش منذ 36 عاما مع زوجتك وأطفالك والأحفاد في ألمانيا. هل لديهم مشاكل مع رخصة الإقامة في ألمانيا؟ لا، جميعهم مواطنون ألمان، وكان بإمكاني الحصول على الجنسية الألمانية. ولكن كمواطن ألماني لا يمكن النضال من أجل القضية التي نكافح من أجلها في تركيا. ظننت أنه كمواطن تركي يمكن لي تحريك بعض الأمور في تركيا. وإلا كان بإمكاني منذ مدة الحصول على الجنسية الألمانية لو أردت ذلك. ماذا ستفعل؟ الآن يُطلب منك أن تغادر ألمانيا حتى الـ 21 من كانون الثاني/ يناير المقبل. ما الذي سيحصل؟ سيقدم محامٍ استئنافا للقرار . رئيس إدارة الأجانب قال لي "تعال مع المحامي وسنجد حلا". واقترحوا عليَ تقديم طلب لجوء جديد. فمن جهة هم يعطوني رخصة إقامة لثلاثة أشهر، ومن جهة أخرى يقترحون علي تقديم طلب لجوء جديد. لا أعرف في حال فشل كل هذه الجهود هل سأتوجه إلى بلاد أخرى تتحدث بالألمانية. بالتأكيد لن أغادر إلى تركيا وأقول "من فضلكم ها أنا ذا افتحوا السجن أمامي". أنا لست بهذه الدرجة من الغباء. لكنه عار على ألمانيا. ربما يجب تقبل هذا الأمر والمغادرة ببساطة. أجرت المقابلة هوليا شينك

مشاركة :