الخرطوم - حذر صحافيون وإعلاميون سودانيون من توقيع رؤساء تحرير الصحف على مشروع ميثاق الشرف الصحافي الجديد الذي أعدته لجنة مكونة من الاتحاد العام للصحافيين وجهات أمنية والمجلس القومي للصحافة والمطبوعات. واعتبر صحافيون تداولوا مشروع الميثاق على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، أن الميثاق يمثل رصاصة الرحمة للصحافة السودانية التي ظلت تعاني تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة. وقال صحافيون يتبعون شبكة الصحافيين السودانيين “إن الميثاق أشبه بخلط السم بالعسل ويرسخ لسلطة الأمن في خنق الصحافة والتضييق على الصحافيين”. وأعلنوا رفضهم ميثاق الشرف الذي أشار رئيس اتحاد الصحافيين الصادق الرزيقي إلى أنه جاهز للتوقيع من رؤساء تحرير الصحف في الأول من نوفمبر المقبل، وأكدوا أن الميثاق مقيد لحرية الصحافة والصحافيين. وكان الرزيقي قد صرح في اجتماع بالبرلمان الخميس حول ميثاق الشرف الصحافي الجديد، أن التوقيع سيتم بحضور رئيس الهيئة التشريعية القومية ورئيس القضاء ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني ورؤساء تحرير الصحف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمتخصصة والصحافة الإلكترونية. وأكد أن التوقيع يعد مرحلة جديدة في تاريخ الصحافة وبموجبه تتوقف عمليات المصادرة والإجراءات الاستثنائية التي تتخذ ضد الصحف. وأوضح أن اجتماع البرلمان تطرق إلى مراجعة الميثاق الصحافي وكيفية متابعة الأداء الصحافي، إلى جانب الضوابط التي تحكم العمل الصحافي بالبلاد. لكن صحافيين سودانيين يعتبرون أن هذا الميثاق وبالنظرة يضع الصحافي في موضع المتهم الأول دون النظر إلى الوضع المتأزم الذي يعيشه الصحافي وهو يحاكم تحت خمسة قوانين منها القانون الجنائي 1991، قانون الصحافة والمطبوعات، قانون أمن الدولة، قانون الأمن والمخابرات وقانون المعلوماتية. ولم تترك هذه القوانين شاردة أو واردة في تجريم الصحافي إلا وضمتها، ليأتي الميثاق الجديد لإلغاء كل القوانين التي تحد من حرية الصحافي. وأوضح أحد الصحافيين الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن ميثاق الشرف الصحافي يتحدث عن حظر الصحافي من استغلال مهنته في الحصول على هبات أو إعانات أو مزايا خاصة من جهات أجنبية أو محلية بطريقه مباشرة أو غير مباشرة، لكنه يتغاضى عن لوائح الخدمة المدنية التي تبيح للوزراء وكبار الموظفين العموميين في الدولة رشوة الصحافيين وشرائهم عبر ما يسمونه (حوافز الإعلاميين) فمن خلال هذه الحوافز فسدت الصحافة. وأضاف الصحافي أن الاتحاد العام للصحافيين ورئيسه الرزيقي والموقعين على هذا الميثاق يعرفون هذه الحقيقة. يذكر أن بعثة الاتحاد الأوروبي وسفارة الولايات المتحدة الأميركية في السودان كانتا قد نظمتا لقاء مع مجموعة من الصحافيين بالخرطوم، وأعربتا عن قلقهما بشأن القيود المفروضة على الحريات في السودان، خاصة المضايقات التي تتعرض لها الصحف.
مشاركة :