الدوحة - الراية : دعت فخامة السيّدة بيديا ديفي بهانداري رئيسة جمهورية نيبال رجال الأعمال القطريين للاستثمار في بلادها. جاء ذلك خلال لقائها أمس الثلاثاء مع غرفة قطر ورجال الأعمال القطريين، وذلك في فندق شيراتون الدوحة. وتمّ خلال اللقاء بحث العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وقالت فخامة رئيسة جمهورية نيبال إن بلادها تربطها علاقات دبلوماسية مع دولة قطر منذ 40 عاماً، وخلال هذه الفترة تطوّرت العلاقات السياسية والاقتصادية للبلاد تطوراً كبيراً، وأعربت عن سعادتها بأن البلدين تبذلان جهوداً كبيرة لتطوير هذه العلاقات ليس فقط على مستوى العمالة، وإنما على كافة المُستويات. وقالت إن قطر لا تزال وجهة جاذبة للعمالة النيبالية، لا سيما أن الخطوط الجوية القطرية تسيّر من قطر إلى نيبال نحو أربع إلى خمس رحلات يومياً، ما يسهّل حركة النقل. ودعت رجال الأعمال القطريين إلى الاستثمار في بلادها، واصفة مناخ الاستثمار بالآمن، وأن الحكومة النيبالية تضمن هذه الاستثمارات، خاصة أن نيبال لديها الكثير من الشركات الدولية العاملة فيها. ودعت رئيسة النيبال رجال الأعمال القطريين إلى الاستثمار في بلادها، وقالت إن جميع القطاعات مفتوحة أمام رجال الأعمال، خاصة السياحة والصناعة والبنية التحتية والزراعة، لافتة إلى أن قطاع الزراعة والإنتاج الحيواني يزخر بفرص كثيرة للاستثمار. وقالت إن الجالية النيبالية في قطر تساهم في النهضة التي تشهدها قطر في قطاعات الإنتاج والإنشاءات والكثير من المهن الأخرى، ودعت أصحاب الأعمال من الجانبين لإقامة مشاريع مشتركة تخدم البلدين. نتائج مثمرة ومن جانبه، رحّب محمد بن طوار الكواري النائب الأول لرئيس غرفة قطر بفخامة السيّدة بيديا ديفي بهانداري رئيسة جمهورية النيبال والوفد المرافق لها، معرباً عن تقديره لحرصها على اللقاء بأصحاب الأعمال القطريين، وتمنّى أن تحقق الزيارة نتائج مثمرة، وأن تسهم في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، وأن يكون هذا اللقاء منصة لأصحاب الأعمال من البلدين لدفع علاقات التعاون والارتقاء بها في كافة القطاعات الاقتصادية. وأشار بن طوار إلى أن دولة قطر وجمهورية النيبال ترتبطان بعلاقات تعاون قوية وسريعة النموّ في مجالات كثيرة وذلك منذ تدشين علاقاتهما الدبلوماسية منذ أكثر من 40 عاماً. ولقد تميّزت هذه العلاقات بالثقة والاحترام المتبادل والتفاهم والتعاون المثمر، لافتاً إلى أنه بالرغم من هذه العلاقات المتميزة، إلا أن حجم التبادل التجاري بينهما لم يتطوّر بالشكل المطلوب، حيث بلغ العام الماضي ما قيمته 15 مليون ريال قطري فقط، مما لا يتناسب مع الإمكانات الهائلة المتاحة في كلا البلدين، لكنه في ذات الوقت، أعرب عن تفاؤله بأن تحقق التجارة بين البلدين نمواً كبيراً خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظلّ المحفزات الاستثمارية والتسهيلات التي يقدمها البلدان. الجالية النيبالية وأشار إلى أن دولة قطر تفخر بأن تكون الجالية النيبالية من كبرى الجاليات العاملة في دولة قطر، والتي تساهم في النهضة العمرانية والتنمية التي تشهدها الدولة. فالجالية النيبالية تحظى باحترام ورعاية واهتمام الحكومة القطرية وشعب قطر. وعلى مُستوى التعاون بين القطاع الخاص، قال بن طوار إن هناك عدداً من الشركات النيبالية التي تعمل في السوق القطري في مجالات متنوّعة، لافتاً إلى أن غرفة قطر كانت قد وقعت في أبريل الماضي مذكرة تفاهم مع غرفة تجارة وصناعة النيبال، بهدف تعزيز التعاون المُشترك، وتبادل المعلومات والزيارات. وأكّد بن طوار أن غرفة قطر تشجّع أصحاب الأعمال من البلدين على إنشاء شراكات فاعلة وتحالفات استثمارية والتي من شأنها أن تدفع علاقات التعاون الثنائية في القطاع التجاري في كلا البلدين الصديقين، كما تسعى غرفة قطر إلى تشجيع أصحاب الأعمال القطريين على الاستثمار في النيبال والتي تزخر بالكثير من الفرص الاستثمارية الهائلة في كافة القطاعات مثل الهيدروكربونات والسياحة والزراعة والبنية التحتية وغيرها. وأعرب بن طوار عن أمله في أن يحقق هذا اللقاء أهدافه في تعميق وتمتين علاقات التعاون بين البلدين، وأن يُسهم في تشجيع أصحاب الأعمال نحو إنشاء شراكات ومشاريع تعود بالفائدة على اقتصاد البلدين الصديقين. وتمّ خلال اللقاء تقديم عروض من الجانب النيبالي حول مناخ الاستثمار في نيبال والإمكانات التي تتمتع بها نيبال كدولة جاذبة للاستثمار، حيث قدم السيد ماها بارساد ادهيكاري المسؤول التنفيذي لمجلس الاستثمار النيبالي نبذة عن مناخ الاستثمار في بلاده منوهاً بأن هناك الكثير من الفرص المتاحة للاستثمار في قطاعات كبيرة، كما أن هناك مشاريع كُبرى تقام في بلاده يمكن للمستثمرين القطريين المشاركة فيها في قطاعات البنية التحتية والطرق والجسور، وفي السياحة والصناعة والزراعة. وقال السيد بهواني رانا رئيس اتحاد غرف تجارة وصناعة نيبال إن هناك تعاوناً بين غرفة قطر والاتحاد، وقد تمّ توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين أصحاب الأعمال من الجانبين وتبادل الزيارات. ودعا أصحاب الأعمال القطريين إلى زيارة بلاده للاطّلاع على الفرص المُتاحة. رئيس اتحاد الصناعة النيبالي: فرص واعدة.. وتسهيلات في الاستثمار قال السيّد هاري بهاكتا شارما رئيس اتحاد الصناعة النيبالي إنّ قطاع الصناعة في نيبال يزخر بكثير من الفرص، خاصة أنها تتمتع بكثير من المواد الخام، وهناك حوافز وتسهيلات تقدّمها الحكومة دعماً للاستثمار. وقدّم السيد بهاسكار راج نائب رئيس غرفة نيبال عرضاً عن كيفية إقامة الإعمال في نيبال والإجراءات المُتبعة، واصفاً إياها بأنها سهلة وغير مُعقّدة. وأعرب عن أمله في رؤية شراكات واستثمارات قطرية في بلاده. وتتمثّل صادرات نيبال الأساسية إلى قطر في الملابس الجاهزة والمنسوجات والأسطوانات المُمغنطة، والخضراوات وغيرها فيما تستورد نيبال من قطر البولي إيثلين، والبولي بروبلين، وبعض المُنتجات الغذائية. ويقدّر حجم العمالة النيبالية في دولة قطر بنحو 400 ألف عامل يُشاركون في بناء النهضة القطرية وفي مشاريع البنية التحتية والمشاريع الكبرى التي ترعاها دولة قطر في مُختلف المجالات، وتربط الدوحة وكاتماندو رحلات جوية مباشرة نتيجة تواجد الأعداد الضخمة من الأيدي النيبالية العاملة في البلاد. وتقع جمهورية نيبال بين الهند والصين، وهي دولة داخلية لا سواحل لها ولا تطل على بحار خارجية، تقدّر مساحتها بأكثر من مئة وسبعة وأربعين ألف كيلو متر مربع، ويقدر عدد سكانها بأكثر من تسعة وعشرين مليون نسمة، وتعتبر أرض نيبال جبلية وعرة، وتتألف من سلاسل عالية تضمّ أعلى قمة جبلية في العالم وهي قمة إفرست التي يبلغ ارتفاعها 8848 متراً فوق مستوى سطح البحر. وتعتبر الزراعة هي الحرفة الرئيسية لثلاثة أرباع السكان، حيث تسهم بنحو 34.9% من إجمالي الناتج المحلي، بينما يتركّز النشاط الصناعي في تصنيع المنتجات الزراعية، وتشكّل الزراعة والسياحة والتحويلات المالية للعمالة النيبالية في الخارج الركائز الأساسية للاقتصاد والدخل القومي في نيبال، وتزخر تلك البلاد بإمكانات هائلة للاستثمار في المجالات المختلفة كالمياه والبنية التحتية وصناعة السياحة والتعدين ومجالات توليد الطاقة الكهرومائية. وتشكّل السياحة حوالي 24% من الدخل القومي النيبالي، وتتميّز المناطق الجبلية والوديان المُحيطة بها بالمناظر الطبيعية الخلابة، ويأتي السياح إليها، وخاصة الأوروبيين والآسيويين لممارسة رياضة تسلّق الجبال. وتفتح جمهورية النيبال، أبوابها أمام المستثمرين، وتؤكّد أنها ممتلئة بالفرص الاستثمارية الواعدة، خاصة في مجال الطاقة الكهرومائية، والبنية التحتية، والزراعة، فضلاً عن القطاع السياحيّ.
مشاركة :