مؤتمر الفقه الإسلامي الدولي يبحث الإجراءات الفكرية والعملية لمواجهة التطرف والإرهاب

  • 10/31/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تتواصل جلسات المؤتمر العلمي لمجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي في دورته الـ 23 ليومه الثاني الذي انطلق برعاية خادم الحرمين الشريفين وتنظمه منظمة التعاون الإسلامي بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. وأكد المشاركون في الجلسة الخامسة بالمؤتمر والمخصصة لبحث الإجراءات الفكرية والعملية لمواجهة التطرف والإرهاب اليوم، أهمية دور المسجد في حياة المسلمين وأنه أول وسيلة لمواجهة الغلو والتطرف، مشيرين إلى أن العلماء هم القدوة ولهم أثر كبير في توجيه الشباب وحمايتهم من الأفكار المنحرفة. وفي بداية الجلسة، دعا أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور عبدالسلام العبادي، العاملين في مجالي الدعوة والإعلام إلى العمل على بيان سماحة الإسلام، وأنه جاء لخير الناس وسعادتهم في الدنيا والأخرة، مؤكدا ضرورة تطوير مناهج إعداد الدعاة بهدف التأكد من إدراكهم لروح الإسلام، ومنهجه في بناء الحياة الإنسانية، إضافة إلى إطلاعهم على الثقافة المعاصرة، بحيث يكون تعاملهم مع المجتمعات المعاصرة، ومخاطبتهم لها عن وعي وبصيرة. من جانبه أوصى وزير الدولة للشؤون الدبلوماسية برئاسة جمهورية غينيا الأستاذ الزائر لأصول الفقه والمقاصد والمالية الإسلامية المعاصرة بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا الدكتور قطب مصطفى سانو، بالعمل على تعديل كثير من محتويات المناهج التعليمية التي تغذي النظرة الأحادية في النص الإلهي، وتعلي من شأن الفكر الترجيحي المبالغ فيه بين المذاهب. في حين أكد وكيل الأزهر الشريف الدكتور عباس عبدالإله شومان، على أنه يثبت لأنظمة الحكم المعمول بها في الزمن الحاضر على اختلاف مسمياتها (رئاسية، ملكية، سلطانية، أميرية) ما يثبت للخليفة في نظام الحكم الإسلامي، مشددا على أن الخروج على أنظمة الحكم المستقرة جريمة تحل عقوبة فاعليها. فيما أبان وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية في المعهد العالي للقضاء الدكتور إبراهيم قاسم الميمن، أن أقرب تكييف لأعمال الإرهابيين بأنها من أعمال الخوارج، الذين يرتكبون هذه العظائم بناء على فكر الخوارج واعتقاد التكفير. من جانب آخر دعا عميد كلية الشريعة السابق بالجامعة الأردنية الدكتور محمد خازر المجالي، إلى التعاون مع الجماعات الإسلامية المعتدلة التي لها انتشار في الدول بدلا من استعدائها، وذلك من أجل لم شمل الأمة بدلا من أن تخسر الدول جهود هذه الجماعات. مشيرا إلى أن لكل جماعة إيجابيات وسلبيات فيجب التركيز على الإيجابيات لأن ذلك سيوجد جوا من الحرية الذي يحفظ أمن الدول من النزعات الفردية الناتجة عن الإقصاء والتضييق. ويرى الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور جعفر عبدالسلام، أن ضعف خطيب المسجد أفسح المجال لجماعات متطرفة تسللت إلى كثير من المساجد وأخذت تمارس ضغوطها على الشباب والأطفال، وتملأ عقولهم بما ليس من الدين في شيء، مضيفا أن هذا الفكر هو في الوقت نفسه يكفر الحكام والمجتمع ورموزه، بل ومنهم من يوجب قتالهم، إلى جانب ابتعادهم عن التعليم في المدارس والجامعات لأنها تقوم بتعليم العلوم الغربية. من جانبه قال الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء الدكتور محمد النجيمي، إن الظلم الدولي الذي يتعرض له المسلمون وعدم الإنصاف في معالجة قضاياهم وتركها عالقة من قبل الدول الغربية من أبرز الأسباب الدولية لظاهرة التطرف. مضيفا بأن التطرف والتعصب المذهبي موجود لدى طوائف كثيرة في الأمة ولا بد من المواجهة والمصارحة، وهذا من أسباب القضاء على التطرف الفكري. وشدد عضو هيئة التدريس في جامعة العلوم الإسلامية العالمية الأردنية الدكتور هاني الطعيمات، على أهمية النهوض بالخطاب الديني في المساجد مضمونا وأسلوبا، وذلك بربطه بأحداث المجتمع وبالواقع المعاش، وباقتراح موضوعات لخطبة الجمعة ووضع محاور لها، مؤكدا على النهوض بوظيفة الإمام والمؤذن في المسجد من خلال رفع المستوى المعيشي والوظيفي لهما. وفي ختام الجلسة أكدت عميدة البحث العلمي بجامعة العلوم الإسلامية العالمية بالأردن الدكتورة هناء الحنيطي، أن مفهوم التطرف يختلف عن مفهوم الإرهاب، موضحة أن التطرف هو مجموعة من المعتقدات والأفكار التي تتجاوز المتفق عليها سياسيا واجتماعيا ودينيا فهو دائما يكون مرتبطا بما هو فكري بالأساس، فيما يرتبط الإرهاب بالفعل.

مشاركة :