مؤتمر الفقه الإسلامي يناقش الإجراءات الفكرية لمواجهة الإرهاب

  • 10/30/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

- أمين مجمع الفقه: لابد من تطوير مناهج إعداد الدعاة- وكيل الأزهر الشريف: الخروج على أنظمة الحكم جريمة تحل عقوبة فاعليها- أمين "الجامعات الإسلامية" :ضعف خطيب المسجد أفسح المجال للجماعات المتطرفةتتواصل جلسات المؤتمر العلمي لمجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي في دورته (٢٣) ليومه الثاني الذي انطلق برعاية خادم الحرمين الشريفين وتنظمه منظمة التعاون الإسلامي بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.وأكد المشاركون في الجلسة الخامسة بالمؤتمر والمخصصة لبحث الإجراءات الفكرية والعملية لمواجهة التطرف والإرهاب اليوم، أهمية دور المسجد في حياة المسلمين وأنه أول وسيلة لمواجهة الغلو والتطرف، مشيرين إلى أن العلماء هم القدوة ولهم أثر كبير في توجيه الشباب وحمايتهم من الأفكار المنحرفة.وفي بداية الجلسة, دعا أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور عبدالسلام داود العبادي، العاملين في مجالي الدعوة والإعلام إلى العمل على بيان سماحة الإسلام، وأنه جاء لخير الناس وسعادتهم في الدنيا والأخرة، مؤكداً ضرورة تطوير مناهج إعداد الدعاة بهدف التأكد من إدراكهم لروح الإسلام، ومنهجه في بناء الحياة الإنسانية، إضافةً إلى اطلاعهم على الثقافة المعاصرة، بحيث يكون تعاملهم مع المجتمعات المعاصرة، ومخاطبتهم لها عن وعي وبصيرة.وقال الدكتور العبادي: إن العمل على تنقية الشخصية الإسلامية المعاصرة من كل مظاهر الانغلاق والتزمت والتشديد على الناس بدون دليل شرعي من الأمور التي تحتاج إلى جرأة في النصح والمعالجة، وعدم الخوف من أي اتهامات قد يتقولها المتشددون في قضايا الحياة المتعددة، وبخاصة في مجال السلوك وفي قضايا الأسرة والمجتمع.وشدد على أهمية إعداد دراسات عميقة مشوقة لظاهرة الغلو والتطرف وما يسمى بالإرهاب في هذه الأيام من جميع الجوانب لتكشف الحقائق والمنطلقات والأسباب بموضوعية، لافتاً إلى الاهتمام بدراسة الأفكار الوافدة، والمبادئ المستوردة، والتعريف بمظاهر قصورها ونقصها، ومناقشتها بأمانة وموضوعية، بحيث تكون المعرفة بهذا الخصوص متاحة لجميع المثقفين، وبخاصة الذين لم تتح لهم فرصة الاطلاع على المعرفة الإسلامية الصحيحة, مشيراً إلى ضرورة رد الشبهات التي أثارها أعداء الإسلام بطريقة علمية سليمة دون ضعف أو انفعال، وعلى أساس من الثقة الكاملة بكمال دين الله سبحانه، وبما يتفق مع المستويات العلمية المتعددة للمخاطبين.من جانبه أوصى وزير الدولة للشؤون الدبلوماسيَّة برئاسة جمهورية غينيا الأستاذ الزائر لأصول الفقه والمقاصد والماليَّة الإسلاميَّة المعاصرة بالجامعة الإسلاميَّة العالميَّة بماليزيا الدكتور قطب مصطفى سانو، بالعمل على تعديل كثير من محتويات المناهج التعليميّة التي تغذي النظرة الأحادية في النص الإلهي، وتعلي من شأن الفكر الترجيحي المبالغ فيه بين المذاهب.وقال خلال مشاركته في المؤتمر بورقة بعنوان "في مواجهة فكريَّة لمنطلقات الفكر المتطرِّف.. مرتكزات وآفاق"، إنَّه ينبغي الحد من تنمية متزايدة لعقلية الاعتداد المفرط بامتلاك بعض المذاهب الاجتهاديّة ناصية الحقِّ المطلق والبرهان القاطع فيما اختلف فيه العالِمون من المسائل العقديّة، والمسائل الفقهيَّة، والمسائل التربويَّة، كما ينبغي الحد من تركيز المؤسسات التربوية والتعليمية على تنشئة عقلية التفرغ للحكم الصارم على سائر الاجتهادات المخالفة لاجتهادات مذهب من المذاهب بالبطلان والضلال والانحراف الذي يجب محاربته ومقاومته بشتى الوسائل.في حين أكد وكيل الأزهر الشريف الدكتور عباس عبد اللاه شومان, على أنه يثبت لأنظمة الحكم المعمول بها في الزمن الحاضر على اختلاف مسمياتها (رئاسية، ملكية، سلطانية، أميرية) ما يثبت للخليفة في نظام الحكم الإسلامي، مشدداً على أن الخروج على أنظمة الحكم المستقرة جريمة تحل عقوبة فاعليها.وأوضح خلال مشاركته في الجلسة ببحث بعنوان "الخروج على الحاكم في ميزان الشريعة الإسلامية"، أن الخارجين على الحكام هم بغاة ، مشيراً إلى أنه لا يجوز الخروج على الحاكم الظالم أو الفاسق ويختص الحكم بالخروج بما إذا ظهر من الحاكم ما يدل على الكفر.فيما أبان وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية في المعهد العالي للقضاء الدكتور إبراهيم محمد قاسم الميمن، أن أقرب تكييف لأعمال الإرهابيين بأنها من أعمال الخوارج، الذين يرتكبون هذه العظائم بناء على فكر الخوارج واعتقاد التكفير.وأشار خلال مشاركته في الدورة الثالثة والعشرون لمؤتمر مجمع الفقه الإسلامي الدولي بعنوان :( أثر البغي والحرابة على إسلام الباغي والمحارب)، إلى أن المطلع على المبررات من وجهة نظر الإرهابي يجد أنها تأويلات وشبهات باطلة مزيفة، ترى بتكفير المجتمعات والولاة، ومن ثَم الخروج عليهم ومقاتلتهم، والفساد والإفساد في أعقابهم، وهذا يشبه الخوارج, وأنهم يفترقون عنهم في أن تبريراتهم جاوزت حدود العقل والشرع، حتى وصلت الجرأة بهم إلى قتل الآباء والأمهات، وينتهكون الأعراض، ويرومون الفساد لا الإصلاح، ويجاوزون فيها الحرمات، ويتعدون الحدود، ويتجرؤون على الأشهر المباركة، والحرمات الآمنة، والمقدسات الشريفة.وزاد الدكتور الميمن تكفير الفعل الواقع من المحاربين والخوارج ويقاس عليهم الإرهابيين، بناء على أدلة ونصوص تدل على ذلك من جهة استحلال الدماء، أو اجتهادًا في فهم قوله صلى الله عليه وسلم «يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ»، ولكن يتوقف في تكفير أعيانهم، ومرد ذلك إلى الولاة والقضاة بعد ثبوت الحكم عليهم، وبناء على ما يرونه من مبررات.من جانب آخر دعا عميد كلية الشريعة السابق بالجامعة الأردنية الدكتور محمد خازر المجالي، إلى التعاون مع الجماعات الإسلامية المعتدلة التي لها انتشار في الدول بدلاً من استعدائها وذلك من أجل لمّ شمل الأمّة بدلاً من أن تخسر الدول جهود هذه الجماعات. مشيرًا إلى أن لكلّ جماعة إيجابيّات وسلبيّات، فيجب التركيز على الإيجابيّات لأنّ ذلك سيوجد جوًا من الحرية الذي يحفظ أمن الدول من النزعات الفرديّة الناتجة عن الإقصاء والتضييق.وأوصى الدكتور المجالي في بحثه الذي قدمه في المؤتمر بعنوان:(مكافحة التطرف من جانب ديني) بدعم المؤسسات الدينية المتمثّلة بوزارات الأوقاف والكليات الشرعية وغيرها، من أجل أن تصل رتبتها إلى رتبة تستحق الاحترام والتقدير لكي يتم تصدير علماء ودعاة على مستوى عالٍ من العلم الشرعي والثقافة العامة، وهذا كله سيؤدي إلى نشر خطاب معتدل بين الناس خاصة في المساجد.ويرى الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكـتور جعفر عبدالسلام، أن ضعف خطيب المسجد أفسح المجال لجماعات متطرفة تسللت إلى كثير من المساجد وأخذت تمارس ضغوطها على الشباب والأطفال، وتملأ عقولهم بما ليس من الدين في شيء، مضيفًا أن هذا الفكر هو في نفس الوقت يكفر الحكام والمجتمع ورموزه، بل ومنهم من يوجب قتاله، إلى جانب ابتعادهم عن التعليم في المدارس والجامعات لأنها تقوم بتعليم العلوم الغربية.ودعا الدكتور عبدالسلام في بحث بعنوان : (دور المسجد وقيمة العدالة في تحقيق الأمن المجتمعي في الإسلام وترسيخ السلام العالمي في مواجهة الفكر المتطرف)، إلى الاهتمام بالمسجد لكونه يُكون الإنسانَ المتدين الملتزم الذي يعرف الله ويتقه ويراقبه في كل أقواله وأحواله، وتؤدي العبادة كذلك إلى الأمن المجتمعي؛ لأن المجتمع يتكون من مجموعة من الأفراد، فبقدر صلاحهم يكون صلاحه، وبقدر تقدمهم وحرصهم على سلامة دينهم وأطفالهم، يكون سلامة وأمن المجتمع، مؤكدًا على أن قوى الخير في المجتمع المدني إذا اتخذت من المساجد ملاذًا لها، فإنها ستحقق السلامة والأمن للمجتمع، فضلاً عن أنها سوف تؤدي إلى وجود العدالة بكل أنواعها في المجتمع.من جانبه قال الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء الدكتور محمد بن يحيى النجيمي، إن الظلم الدولي الذي يتعرض له المسلمون وعدم الإنصاف في معالجة قضاياهم وتركها عالقة من قبل الدول الغربية من أبرز الأسباب الدولية لظاهرة التطرف. مضيفًا بأن التطرف والتعصب المذهبي موجود لدى طوائف كثيرة في الأمة ولابد من المواجهة والمصارحة، وهذا من أسباب القضاء على التطرف الفكري.وأفاد الدكتور النجيمي خلال مشاركته في المؤتمر ببحث بعنوان:(الإجراءات الفكرية والعملية لمواجهة التطرف وما يسمى بالإرهاب في هذه الأيام في شتى الميادين والمجالات)، أن للمسجد دورًا مهمًا في حياة المسلمين، وهو أول وسيلة لمواجهة الغلو والتطرف مشيرًا إلى أن العلماء هم القدوة ولهم أثر كبير في توجيه الشباب وحمايتهم من الغلو والتطرف.

مشاركة :