وزارة الثقافة والإعلام ومواكبة العصر

  • 1/8/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

قبل عدة أسابيع تم تعيين معالي الدكتور عبدالعزيز الخضيري وزيرا للثقافة والإعلام. ويأتي هذا التعيين في وقت أصبح الإعلام سلاحا ليس بيد الدول فقط، بل في يد الأفراد مهما اختلفت ميولهم وتباعدت آراؤهم. وفي نفس الوقت، المملكة العربية السعودية من الدول القلائل التي يوجد بها وزارة للإعلام في وقت أصبح الفضاء الخارجي مفتوحا. ولكن في نهاية المطاف لدينا وزارة إعلام في دولة تعتبر من اكبر الأسواق في العالم من حيث كثرة استخدام وسائل الإعلام سواء أكانت رسمية أم خاصة، إضافة لذلك يعتبر سوق الدعاية والإعلان في المملكة الأكبر في الشرق الأوسط. ونظرا لما يتمتع به وزيرنا الجديد من خبرة وخلفية عملية في كثير من الأمور، فمن الواضح أن لديه القدرة على تغيير منهج الوزارة بحيث تتحول هذه الوزارة إلى رافد وظيفي للمواطن والمواطنة من اصحاب المواهب، وكذلك من الممكن تحويل هذه الوزارة إلى رافد اقتصادي يصب في مصلحة الوطن. ويوجد في المملكة الكثير من الشباب والشابات ممن لديهم القدرة على الإبداع في مجالات الإعلام، سواء عن طريق الدعاية والإعلان أو تقديم البرامج بصورة تتماشى مع متطلبات الحاضر. وحسب ما نعلم فسيقوم وزير الإعلام بتدشين مركز التدريب الإعلامي المتخصص بهيئة الإذاعة والتلفزيون، وذلك لرفع مستوى الأداء المهني لمنسوبيها. وبذلك سيتم تطوير أداء منسوبي وزارة الإعلام ليواكبوا ما يحدث في الأسواق الإعلامية الأخرى. ولا أعرف إن كانت مشاريع مثل هذه سيتم تطويرها لتكون أقرب لمعهد يقوم بتدريب وتخريج متخصصين في الإعلام عن طريق التطبيق، وليس بالأسلوب النظري سواء لمنسوبيهم أو من يريد الانضمام والدراسة والتدريب لديهم. وكذلك بالإمكان أن يتم إنشاء شركات مساهمة لتكون مساندة لوزارة الثقافة والإعلام لتكون رافدا وظيفيا للمواطنين، بحيث تقوم هذه الشركات بالعمل على استحواذ اقتصاد سوق الدعاية والإعلان والتي تلقى رواجا متزايدا خاصة لو تم ربطها بمواقع إلكترونية مكملة. ولعلم القارئ فدخل شركة جوجل من الدعاية يبلغ البلايين رغم أن من يقوم باستخدام رابط جوجل الإلكتروني لا يدفع قرشا واحدا. وفي وقتنا الحالي أصبح من الضروري أن تلعب الوزارة دورا أكبر في تطوير الأندية الأدبية وطرح توسيع مجالات عملها لتشمل المسرح، والذي سيكون أداة لتطوير مواهب الكثير من الشباب. فقد كان المسرح المدرسي في السابق أحد أهم الأنشطة المدرسية. وأمر مهم وهو تطوير أداء الوزارة فيما يخص مخاطبة العالم الخارجي لتوضيح الكثير من الأمور، وعرض وجهات نظر المملكة في شتى الأمور لكيلا تنفرد وسائل الإعلام الخارجية بالتحليل، ونشر الخبر عن المملكة بأسلوب قد لا يفهمه الكثير ممن لا يعرفون سياسيات المملكة في شتى النواحي. فالإعلام في الوقت الحالي أصبح مرآة عاكسة لتطور الدول وإبراز ما يجري بالداخل، في وقت أصبحت فيه المعلومة تخرج للملأ في وقت قصير ولا بد لوزارتنا من التأقلم مع هذه المستجدات.

مشاركة :