تولي القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، الاهتمام الكبير بضرورة الحفاظ على تراث الدولة وثقافتها وهويتها الحضارية، لما لذلك من أهمية في إبراز المعالم التراثية للأجيال، وخاصة المتاحف، بوصفها تمثل قيم الأصالة والعراقة كبؤرة للسياحة، من خلال تسليط الضوء على الآثار القديمة التي تصب في مصلحة الموروث الإماراتي، والاحتفاء به، كعنوان رئيسي للسياحة المحلية الذي وثقته رحلة الزمان والمكان، ونقل عبق الماضي للأجيال بصورة عصرية ومضيئة، تعرض الأعمال الفنية بدلالة ثقافية تمتد من حقبة ما قبل التاريخ إلى الوقت الحاضر. وانطلاقاً من متابعة القيادة الرشيدة لكل ما من شأنه المضي في مسيرة النهضة والتطوير، والتمسك بالهوية والأصالة والموروث والذاكرة التاريخية، اطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، خلال استقبال سموه، أمس الأول، وفد دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي في مجلس قصر البحر-أبوظبي، على مشروع ترميم وتطوير متحف العين وقلعة سلطان التاريخية، والتصميم الجديد لمبنى متحف العين، بعد إنجاز عمليات التوسعة والتطوير والترميم والتحديث التقني، بوصفه أقدم معلم بُني خصيصاً ليكون متحفاً في الدولة. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، إن المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، اهتم بتأسيس متحف في وقت مبكر من قيام الدولة، برؤية سديدة في التوجه إلى توثيق التراث والتاريخ والاهتمام بالآثار، منوهاً سموه بأن «مشروع الترميم والتطوير لمتحف العين وقلعة سلطان يتكامل مع مشاريع التطوير الحديثة المحافظة على طابع الإمارة المتميز، الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة»، وهذا إنما يعكس حرص القيادة الرشيدة على الاهتمام بشؤون التراث والتاريخ، باعتبارهما أهم مكونات الهوية الوطنية لدولة الإمارات، ويرمزان إلى خصوصيتها الثقافية والحضارية. إن متحف العين الذي تأسس في عام 1969، وبدأ استقبال الجمهور في عام 1971، إنما جاء لحفظ الآثار المكتشفة في أبوظبي وعرضها، حيث يسرد المتحف تاريخ المدينة بدءاً من العصر الحجري وحتى تأسيس اتحاد الدولة، عارضاً قطعاً أثرية في غاية القِدم والأصالة، ومجموعة مقتنيات اثنوجرافية تسرد أهمية التراث المعنوي لدولة الإمارات، وهو ما جعل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، تحرص على حفظ العناصر التاريخية، وصون الملامح الأثرية الأصلية للمبنى، وتطوير تجربة الزوار لتلبية تنامي إقبالهم على المتحف، والتعرف إلى تاريخ الدولة القديم والحديث في الوقت نفسه. إن مشروع ترميم وتطوير متحف العين وقلعة سلطان التاريخية جاء بهدف إعادة تصميم قاعات العرض الداخلية، وتحديث تقنيات العرض البصري لمحتوى المتحف، بما يواكب التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها، ويرفع القدرة الاستيعابية للمتحف، من خلال توفير مساحات إضافية لمزيد من المعارض ومخازن المقتنيات، بجانب مختبر لأعمال الحفظ وورش عمل تعليمية ومساحات إدارية ومقهى ومتجر هدايا. بينما جاء ترميم وتأهيل قلعة سلطان التاريخية، نظراً لأهميتها المتميزة، بوصفها جزءاً من المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو». لقد أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة أن المتاحف تلعب دوراً بارزاً ومؤثراً في تمازج الثقافات والأمم، نظراً لاحتوائها على مخطوطات ولوحات ومنحوتات تاريخية تخلب لب الزائرين، وتثري وجدانهم وتمنحهم الفرصة الذهبية للتجول بين الأزمنة والأمكنة، مؤدية رسالة إنسانية وحضارية عالية، لما تتضمنه من تراث الآباء، ولما تمتلكه من دور إيجابي في إبراز هوية الدولة وحضارتها وتقاليدها العريقة عبر العصور، وهو ما حفّز الدولة، قيادة وحكومة ومؤسسات، نحو الاهتمام بنشر الوعي بالمتاحف التي تعدّ الحاضنة الأولى للحفاظ على الآثار والتراث، والنظر إليها كقيمة تاريخية وثقافية، تصون التاريخ العريق، وتبقي أجيال الحاضر والمستقبل في حالة من التشبث والإيمان بأصالة تاريخهم، الذي سيبقى منارة ثقافية وطنية في النفوس. عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
مشاركة :