"المدن المضيفة" تاريخ وتراث ونهضة الإمارات الحضارية أمام عيون العالم

  • 3/10/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

فتحت الإمارات ذراعيها لاستضافة الوفود المشاركة في دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019»، ضمن برنامج المدن المضيفة، حيث رحب الجميع بالوفود وسط كرم إماراتي أصيل. ويعتبر البرنامج المحطة الأولى والأهم في عملية التنظيم لأكبر حدث إنساني رياضي يشهده العالم، عند النظر إلى العدد الكبير من المشاركين الذي يفوق سبعة آلاف مشارك من شتى أنحاء العالم، وهو أكبر برنامج للتبادل الثقافي على الصعيد العالمي والذي يسبق انطلاق دورة الألعاب العالمية التي تستضيفها الدولة، وذلك من خلال زيارات ميدانية قامت بها هذه الوفود إلى مختلف المعالم التاريخية والحضارية في كل الإمارات. الإماراتيون سيكونون كما عودوا العالم أجمع على الموعد، فمن خلالهم سيتم شحذ همم الرياضيين عبر توفير سبل الراحة والإقامة الفريدة من نوعها، إلى جانب بث الروح الإماراتية الأصيلة في قلوبهم، إذ ستتاح للمشاركين فرصة التعرف إلى الدولة العصرية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، ومن هنا ستكون الانطلاقة. ويستهدف البرنامج التعريف بالثقافة الإماراتية، وإرث الدولة الممتد منذ فجر التاريخ، إذ يعتبر هذا البرنامج أحد أكبر البرامج الثقافية على الصعيد العالمي، وتشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمرة الأولى في التاريخ، إذ لم يسبق للمنطقة وحتى للعالم استضافة هذه الأعداد الكبيرة من المشاركين سواء من الرياضيين وعائلاتهم المرافقة لهم أو الإداريين والمدربين، والذين سيقومون بأكبر عصف ذهني ثقافي إنساني على سطح الكرة الأرضية. وتعكس أدوار ومشاركة الإمارات السبع، في برنامج المدن المضيفة، تكاتف الجهود بين الحكومة الاتحادية والمحلية على مستوى وطني عالٍ، لاستضافة الحدث، حيث تنشد المجالس التنفيذية في إمارات الدولة، ومن خلال تجاوبها السريع مع الحدث الرياضي العالمي المهم، تنفيذ ووضع برنامج متكامل للوفود، ينقل لهم صورة إيجابية وجميلة حول إرث الإمارات الأصيل من عادات وتقاليد عربية، إلى وطنهم بكل فخر واعتزاز. وبدأت الوفود المشاركة تنفيذ البرنامج من خلال حفلات العشاء أمس الأول، حيث تنظم الإمارات السبع فعاليات متنوعة، تمثل العادات والتقاليد. وتنظم البرنامج اللجنة المنظمة، بالتعاون مع وزارة تنمية المجتمع، واللجان المنظمة لبرنامج المدن المضيفة في كل إمارة، لاستضافة العالم، حيث يستمر البرنامج حتى الاثنين المقبل. ويمثل البرنامج أكبر برنامج تبادل ثقافي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن خلال برنامج المدن المضيفة، سيحل ما يقارب 11 ألف ضيف من الرياضيين والمدربين وأفراد العائلات من أكثر من 190 دولة في ضيافة الإمارات السبع. وتزور الوفود المشاركة في الألعاب المعالم التاريخية والتراثية والحضارية في الدولة خلال البرنامج ليتعرف العالم على إرث وتاريخ الإمارات وتقدمها الحضاري المرتبط بالماضي التليد. واحتفت أبوظبي أمس بوفود الأولمبياد الخاص في برنامج المدن المضيفة، وزارت وفود الدول المشاركة أمس جامع الشيخ زايد الكبير، متحف اللوفر، قصر الحصن، مجلس المشرف، قرية التراث وحديقة الحيوان، حيث استمرت الزيارات على مدار اليوم وفق برنامج زمني دقيق أتاح لكافة الوفود المشاركة فرصة الاطلاع على كافة هذه المعالم وبشكل سلس، ووثق الجميع تلك اللحظات الرائعة، وبدت مظاهر الإبهار لدى الجميع حيث قضوا لحظات مميزة. وكان جامع الشيخ زايد الكبير إحدى المحطات المهمة التي وقفت عندها الوفود المشاركة خلال هذا البرنامج، والذي تفاعلت معه بشكل كبير من خلال الاطلاع على مرافقه، وهو الذي يعتبر ضمن قائمة المساجد الأكبر على الصعيد العالمي، كما اطلعوا خلال الزيارة على العمارة الإسلامية والقباب والأعمدة والثريات والأرضية التي تتربع عليها أكبر سجادة يدوية الصنع في العالم، حيث أحدثت هذه الزيارة الأثر الكبير والبالغ في نفوس الزوار. وتضمنت الزيارات محطة متحف اللوفر، الذي نال نصيباً وافراً من اهتمام الوفود بوصفه أول المتاحف التي تقام في الوطن العربي، ويشهد انفتاحاً على شتى الحضارات، من خلال أعمال فنية غارقة في الأصالة، حيث شهدت جنبات المتحف العديد من الفعاليات الترفيهية الخاصة بالوفود، أما في مجلس المشرف فكانت الوفود تستقبل بالقهوة العربية الأصيلة والتمور، حيث تم تعريفهم بهذا المجلس العريق الذي يحتضن على مدار العام العديد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية، والندوات التي يشارك بها كبار الشخصيات في الدولة، في حين أتيحت للرياضيين ومن خلال الصالة الرياضية الملحقة بالمجلس فرصة الاطلاع على العديد من الصور الخاصة بالحياة الإماراتية منذ فجر التاريخ ولغاية الآن، كما توافرت في الصالة العديد من المنصات واللوحات الخاصة حيث تمت دعوة الرياضيين للمشاركة في عملية رسم الانطباعات التي شكلوها عن زيارتهم إلى الإمارات، سواء تلك المتعلقة بالزي الشعبي أو الطبيعة وغيرها من التفاصيل العميقة. وإلى جانب هذه المرافق، كانت الوفود تتقاطر طوال يوم أمس على زيارة قصر الحصن وقرية التراث، حيث تم تعريفهم بالعادات والتقاليد الإماراتية، إلى جانب تعريف الوفود ببعض المرادفات العربية للغاتهم، أما في العين فكانت الزيارات تتم إلى جامعة الإمارات وحديقة ألعاب الهيلي وحديقة الحيوان، على أن تتواصل الزيارات اعتباراً من صباح اليوم حتى ساعات المساء لتسدل الستارة بعدها على برنامج المدن المضيفة في أبوظبي تمهيداً لدخول أجواء دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص.

مشاركة :