تعهد الرئيس البرازيلي المنتخب جايير بولسونارو بحكم البلاد بـ «الكتاب المقدس والدستور»، مؤكداً العمل على «تغيير مصيرها». وتلقى التهنئة بانتخابه من الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون، وامتنع خصمه مرشح حزب العمال اليساري فرناندو حدّاد عن تهنئته، فيما أشاد رئيس الكنيست الإسرائيلي يولي إدلشتاين بـ «صديق حقيقي لإسرائيل». وأعلنت المحكمة البرازيلية الانتخابية العليا أنه، استناداً إلى نتائج فرز 99.6 في المئة من أصوات المقترعين، حصل بولسونارو على 55.2 في المئة من الأصوات، في مقابل 44,8 في المئة لحدّاد. وأكد بولسونارو بعد إعلان فوزه، أنه يريد «بناء برازيل عظيمة لنا جميعاً»، متعهداً الدفاع عن «الدستور والديموقراطية والحرية في البرازيل»، وواعداً بـ «تغيير مصيرها». وقال الرئيس المنتهية ولايته ميشال تامر: «هنّأت الرئيس المنتخب. ولمست حماسته المؤيدة لوحدة البلاد وإحلال الوئام والانسجام فيها. ضروري أن نعمل جميعنا لضمان استمرارية ما قمنا به، في السياسة الاقتصادية الجاري تنفيذها في البلاد، وغيرها من سياسات بيئية وتعليمية وصحية». وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، أن ترامب اتصل ببولسونارو مهنّئاً، مضيفة أن «الرئيسين اتفقا على العمل سوياً على تحسين معيشة شعبَي الولايات المتحدة والبرازيل». كما هنأ ماكرون بولسونارو، مشيراً إلى أن فرنسا ستواصل التعاون مع البرازيل في مجالات تشمل القضايا البيئية. وأصدر مكتب الرئيس الفرنسي بياناً وَرد فيه أن «لدى البلدين شراكة استراتيجية تقوم على قيم مشتركة من الاحترام وتعزيز المبادئ الديموقراطية. وترغب فرنسا في مواصلة تعاونها مع البرازيل في معالجة القضايا الرئيسية، فضلاً عن مجالات مثل قضايا السلام والأمن الدولي والبيئة، في سياق اتفاقية باريس للمناخ». كما هنأ يولي إدلشتاين بولسونارو، ونقلت عنه «قناة 20» العبرية قوله: «بولسونارو صديق حقيقي لإسرائيل. إننا ننتظر زيارتك لإسرائيل. وأتمنى لك نجاحاً كبيراً». وذكر مصدر مقرّب من الرئيس البرازيلي المنتخب أن الأخير يفكر في نقل سفارة بلاده إلى القدس، تنفيذاً لأحد وعوده الانتخابية، إلى جانب وعده بإغلاق التمثيل الفلسطيني في البرازيل. كما بعثت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان برسالة تأييد لبولسونارو، تمنّت له فيها «حظاً سعيداً»، مشيرة إلى أنه سيتعين عليه «تصحيح وضع اقتصادي وأمني وديموقراطي هش في البرازيل». واعتبرت أن نتائج الانتخابات عكست غضب البرازيليين من «فساد متفشٍ وجرائم مستشرية ازدهرت في ظل حكومات اليسار المتطرف». ورأى زعيم اليمين الإيطالي المتطرف ماتيو سالفيني، أن «البرازيليين أيضاً طردوا اليسار. أداء جيد للرئيس بولسونارو، وستكون الصداقة بين شعبينا وحكومتينا أقوى». في المقابل، أقرّ حدّاد بهزيمته، لكنه امتنع عن تهنئة بولسونارو في خطاب إقراره بالهزيمة، مشيراً إلى أنه حصل على «أكثر من 45 مليون صوت»، ومطالباً بأن «يتم احترام هذه الشريحة الواسعة من الشعب البرازيلي». وأضاف: «الحقوق المدنية والسياسية والعمالية والاجتماعية هي الآن على المحك»، مشدداً على أن فوز مرشح اليمين المتطرف بالرئاسة «يحمّلنا مسؤولية تمثيل معارضة تضع مصالح الأمة فوق كل اعتبار». ولم يذكر حدّاد الرئيس السباق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا المسجون بعد إدانته بفساد، والذي اختاره مرشحاً بدلاً منه. وازداد قلق برازيليين من المستقبل، بعد تصريحات عدائية أدلى بها لوسونارو خلال حملته الانتخابية، وقال فيها إنه يريد أن يحكم «من أجل الغالبية، لا الأقلية»، ويشير بذلك إلى السود والنساء والصحافيين وناشطي اليسار والهنود وأعضاء حركة الفلاحين بلا أرض، ومنظمات غير حكومية ومدافعين عن البيئة. ويعتقد متفائلون أن الرئيس المعجب بالحكم الديكتاتوري العسكري (1964-1985) سيتخلى عن خطابه الحاد بعد توليه مهماته، فيما يتوقع آخرون أن يحكم على أسس عقائدية أكثر منها براغماتية، ما يضع البرازيل أمام تحول هائل.
مشاركة :