أعلن رئيس البرازيل اليميني المتطرف الجديد جاير بولسونارو حملة ضد الجريمة والفساد بعيد تنصيبه أول من أمس، رئيساً لأكبر دول أميركا اللاتينية، كما وعد بتحرير البلاد من الاشتراكية. وحصل بولسونارو (63 سنة) المظلي السابق، فوراً على تهنئة عبر «تويتر» من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يشترك معه في أسلوبه الفج ونظرته المستقبلية. وكتب ترامب: «اهنئ الرئيس جاير بولسونارو الذي ألقى خطاب تنصيب رائعاً - الولايات المتحدة معك». ورد بولسونارو بالقول: «أقدر كل التقدير كلمات التشجيع التي بعثتها إليّ. معاً، وبحماية الرب، سنجلب الازدهار والتقدم لشعبينا». في كلمة التنصيب التي ألقاها الرئيس الجديد أمام الكونغرس، دعا إلى ميثاق وطني حقيقي بين المجتمع والسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية» لإنعاش الاقتصاد من «دون تحيز ايديولوجي». وعلى رغم أنه فاز بالسلطة بعد حصوله على نسبة عالية في الانتخابات، إلا أن العديد في البرازيل يخشون من حنينه إلى عهد الديكتاتورية العسكرية التي حكمت البلاد من 1964 حتى 1985، ومن نهجه المتشدد في مكافحة الجريمة، وتصريحاته الكثيرة العنصرية والمعادية للنساء والمثليين والأقليات. وحتى قبل تنصيبه، كتب بولسونارو في تغريدة أنه سيصدر مرسوماً يخفف قوانين حمل الاسلحة للسماح للمواطنين «الجيدين» بامتلاك اسلحة لمواجهة المجرمين المسلحين - وهو اجراء يعارضه 61 في المئة من البرازيليين، طبقاً لاستطلاع أجراه معهد داتافولها. كما أثار وعده بمنع الحصانة لعناصر قوات الأمن الذين يستخدمون القوة القاتلة ضد المشتبه بهم، مشاعر استياء في البلاد التي تسجل مقتل نحو خمسة آلاف شخص سنوياً برصاص الشرطة. وانتقد بولسونارو في كلمته مراراً «ايدولوجية» اليسار التي قال أنها أدت إلى تدهور البرازيل. وأكد أن البرازيل «ستعود لتكون بلداً خالياً من الارتباطات الايديولوجية». وأضاف: «نحتاج إلى خلق دائرة جيدة لاقتصادنا تجلب لنا الثقة اللازمة لفتح أسواقنا على التجارة الدولية، لتحفيز المنافسة والإنتاجية والفعالية من دون توجهات ايديولوجية». وأوضح أنه سيبذل كل ما بوسعه لتحدي حكومات فنزويلا وكوبا اليسارية. وفي مؤشر على توجهاته، رحب بولسونارو بحرارة بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حفل تنصيبه، وتحدث الزعيمان عن «الأخوة» بينهما. وقال نتانياهو أن بولسونارو طمأنه إلى أن البرازيل ستنقل سفارتها إلى القدس. كما أعرب بولسونارو عن إعجابه بترامب الذي يتشارك معه في توجهاته القومية وكراهيته للمنظمات متعددة الجنسيات. كما وعد بسحب البرازيل من ميثاق الأمم المتحدة للهجرة، ويفكر في الخروج كذلك من اتفاق باريس للمناخ. وقال بولسونارو في خطابه أن الشعب في البرازيل «بدأ اليوم التحرر من الاشتراكية»، مضيفاً وهو يلوح بالعلم البرازيلي «هذا هو علمنا ولن يكون أبداً أحمر اللون (...) إلا في حال كان علينا أن نضحي بدمائنا». ووعد بولسونارو أن يكون رئيساً لجميع البرازيليين (210 ملايين)، على رغم أن إعلانه الأولي يشير إلى أن ذلك سيكون وفق شروطه وخططه لإعادة تشكيل البلاد وفق أجندته.
مشاركة :