بين نيويورك في أقصى الشرق الأميركي، وميامي في جنوب شرقي الولايات المتحدة، تحقق شرطة الولايتين في حادثي قتل ضحيتها ثلاثة طلبة سعوديين، فتاتان في الشرق وفتى في الغرب. وفي وقت كشفت فيه شرطة ميامي اليوم (الثلثاء) عن هوية المتهم في مقتل المبتعث السعودي ياسر أبو الفرج (23 سنة)، بعد أن تطابقت عينات الحمض النووي مع العينات الموجودة على ملابس القتيل داخل شقته، مازالت شرطة نيويورك تتابع أسباب وتفاصيل مقتل الفتاتين تالا وروتانا، وتابعت صحف أميركية أمس تغطية مقتل الفتاتين، وسط غموض يلف الحادثة، فيما قدمت الشرطة «تخمينات أولية» بأن الحادثة «انتحار من أعلى جسر نهر هدسون، لعدم وجود أية طعنات أو كدمات، في انتظار انتهاء التقارير الطبية الأولية». واستنكر مغردون عبر وسم (هاشتاغ) «تالا وروتانا» عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تصنيف الحادثة بأنها انتحار، بعدما تم العثور على الجثتين مربوطتين بشريط لاصق. واستقطب الوسم الذي دشنه مبتعثون سعوديون في أميركا، آلاف المشاركات التي استنكرت الحادثة، وانتقدت ما نشرته الصحف الأميركية أمس، خصوصاً تصنيف الحادثة «مبدئياً» بأنها «انتحار». وتضمنت التغريدات مطالبات بإصدار «عقوبات مشددة» في حالات الاعتداء على الطلبة، ودعون السفارة السعودية والملحقيات في أميركا إلى العمل على الحد من حالات الاعتداء على الطلبة الدارسين، مشيرين إلى تصنيف بعض حالات الاعتداء بأنها «انتحار»، واعتبار الجاني «مريض نفسياً»، أو يعاني من «اعتلالات نفسية». ولفتوا إلى أن تلك الادعاءات «غير صحيحة»، وطالبوا بتوفير «حماية وضمانات» للطلبة الدراسين في الولايات المتحدة الأميركية، بعدما شهد شهر تشرين الأول (أكتوبر) وفاة ثلاثة سعوديين نتيجة «اعتداءات» بحسب ما ذكره الطلبة. ورفضت صديقات الفتاتين اعتبار الحالة «انتحار»، ، وغردت إحداهن أنه «تم العثور على روتانا وتالا مربوطتين بشريط لاصق، فكيف يكون موتهن انتحاراً؟ ربما الحكاية هي اختطاف وإلقاء في النهر». فيما دونت أخرى أن «هناك روايات تقول إن الفتاتين طلبتا لجوء وحماية بعد أن غادرتا منزلهما بتاريخ 24 أب/ أغسطس الماضي». وكتبت مغردة أدعت أنه قريبة من الفتاتين أن «روتانا و تالا طلبتا اللجوء والحماية». ومازالت القضية قيد التحقيقات، بحسب ما قالته القنصلية العامة السعودية في نيويورك، التي ذكرت أنها عينت محامياً لمتابعة قضية مقتل الفتاتين السعوديتين، كاشفة أنهما تدرسان في العاصمة الأميركية واشنطن برفقة شقيقهما. وقالت القنصلية في بيان نشرته على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» مساء الإثنين: «إن القنصلية والجهات المعنية في كل السلطات المحلية ووزارة الخارجية الأميركية، إضافة إلى سفارة المملكة في واشنطن، تقوم بمتابعة مستمرة ومتواصلة للوقوف على الحقائق التي لم يصدر حتى حينه تقرير الطب الشرعي الموضح لسبب والوفاة». وأضافت أن «القضية لا تزال قيد التحقيق»، مؤكدة أنها قامت على الفور بتعيين محام من قبلها «لمتابعة المسار القانوني للقضية، كذلك سعت سفارة المملكة في وشنطن للتواصل مع عائلة الضحيتين للوقوف معهم ومساعدتهم في هذا الظرف». وأشارت القنصلية إلى أن المواطنتين كانت طالبتان برفقة أخيهما في مدينة واشنطن، وستقوم القنصلية بإيضاح أهم المستجدات فور ورودها. وعلى صعيد التحقيقات حول وفاة المبتعث ياسر أبو الفرج، الذي قتل بطريقة وحشية، بتسديد عدة طعنات له داخل شقته، قالت الشرطة إنه تم إلقاء القبض على الجاني روبرت واين جور، في إحدى محطات الوقود، واعترف بتسديد عشرات الطعنات للمبتعث أبو الفرج، وذلك للحصول على المال منه، فيما وشوهدت لقطات تظهر المتهم في إحدى كاميرات المراقبة وهو يرتدي ملابس تم اكتشافها فيما بعد في شقة الضحية، فيما يعتقد أنه غيرها قبل أن يغادر مسرح الجريمة. يُذكر أن الطالب ياسر لم يكن على علاقة بالجاني.
مشاركة :