ضياء الدين علي - «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك».. هذا الحديث الشريف لنبي الله ورسوله الكريم محمد «صلى الله عليه وسلم» كان يقتضي من كل الأطراف التي تفاعلت مع دموع النجم الخلوق «إسماعيل مطر» أن تستحضر معناه حتى تتعامل مع الحادثة بحكمة ومنطق بعيداً عن الانفعال الذي كنا جميعاً ضحيته بنسب ودرجات لحظة حدوثه خلال المباراة التي جمعت بين النصر والوحدة، لا سيما وأن مطر لم نعهد منه طوال تاريخه إلا كل ماهو صادق ونزيه ومحترم.بصراحة كنت أتصور أن لجنة الانضباط ستأخذ قرارها في ضوء النفي والإنكار اللذين وردا من جانب كل من:1- شرطة دبي التي كانت عناصرها موزعة «أمنياً» بين مشجعي الفريقين في المدرجات، 2- إدارة النصر التي تواصلت مع مشجعيها ومن يقودون رابطتهم، وكذلك مع الجهات الأمنية، بحكم أن المباراة على ملعبه والجمهور جمهوره والعقوبة ستطاله.. ولكن الملاحظ أن كل الأطراف المهمة والضالعة في الموضوع بمن فيها إسماعيل نفسه الذي هزنا جميعاً ببكائه، لم يتراجع عن اعتقاده بوجود مشجع نصراوي كان يستهدفه بهتافه وسبابه الذي نال فيه من أخيه المغفور له بإذن الله.- وإذا عدنا لمضمون الحديث الشريف، وتساءلنا عن كل ما يريب في تلك الحادثة سنجد معاني مرفوضة لم نعهدها مطلقاً في ثقافتنا الكروية، حتى مع التسليم بوجود بعض «الموتورين المنفلتين» في صفوف مشجعي كل فريق ممن لا يمكن توقع سلوكهم المرفوض أوهتافاتهم البذيئة، فما حدث غريب وشاذ ولم نألفه مطلقاً من جمهور الإمارات بوجه عام، ويؤخذ في الاعتبار عدة أشياء تم المرور عليها من دون اكتراث وهي 1- ظرف المباراة ونتيجتها لحظة هذا المشهد (ق77) حيث كان التعادل حاضراً والفرص والهجمات متبادلة مما لا يبرر سلوكاً متطرفاً كهذا، 2- الجمهور النصراوي «خاصة» ليس له سابقة من هذا النوع، بالعكس في المباراة السابقة مباشرة كان له موقف مثالي جداً مع الحادث الذي تعرض له أحمد العكبري لاعب الوحدة، 3- إسماعيل مطر كنجم بخصاله وسجاياه.. فهو «حبيب الكل» ويستحي أي مشجع أن يتطاول عليه فما بالك بسبه، بشقيقه المتوفى الذي لا يدري به إلا ذووه وأقرب المقربين.- هذه شهادة حق بنزاهة وموضوعية مطلقة، على أساس المعنى البليغ والرائع لحديث رسولنا الكريم، الذي دعانا فيه لتقديم النية الطيبة والظن الحسن في كل ما يحتمل التأويل.. والدرس المستفاد للمستقبل هو «دع مايريبك». deaudin@gmail.com
مشاركة :