اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل سورية معارضة ومجموعات متشددة في المنطقة المنزوعة السلاح حول إدلب، التي أُنشئت بموجب اتفاق (روسي-تركي)، وفق ما أورده المرصد السوري، ليل الثلاثاء، مشيراً إلى أن الاشتباكات خلّفت 13 قتيلاً في 24 ساعة، بينهم سبعة من «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً)، فيما قُتِلَ أربعة مسلحين أكراد في قصف مدفعي للجيش التركي على منطقة عين العرب شمالي سوريا، وفق وسائل إعلام تركية، ما دفع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) إلى وقف عملياتها العسكرية ضد تنظيم «داعش» مؤقتاً بحسب ما أعلنت.وذكر المرصد أن الاشتباكات الأخيرة بين تحالف المسلحين، الذين تدعمهم تركيا، والإرهابيين المتشددين جرت في جزء من المنطقة العازلة داخل محافظة حلب. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: إن الإرهابيين يحققون «تقدماً». وسبق أن شهدت المنطقة اشتباكات متكررة بين إرهابيين وفصائل سورية معارضة وقوات النظام منذ توقيع تركيا وروسيا الاتفاق حول إدلب.وذكرت صحيفة «الوطن» المقربة من النظام في دمشق، أن اشتباكات تدور بين «الجبهة الوطنية للتحرير» المدعومة من تركيا و«النصرة»؛ بعد سيطرة الأخيرة على بلدة كفر حمرة شمالي حلب ضمن «المنطقة منزوعة السلاح». وقالت الصحيفة نقلاً عن مصدر معارض مقرب من «الوطنية للتحرير»، إن «هيئة تحرير الشام» سيطرت على بلدة كفر حمرة في «المنطقة منزوعة السلاح» شمالي حلب، وبذلك تصبح تركيا في مواجهة مباشرة مع «التنظيمات الإرهابية»، التي رفضت الامتثال للبنود التركية، وتسليم السلاح. وأوضح المصدر أن «هيئة تحرير الشام» افتعلت خلافاً مع «الوطنية للتحرير» بإقامة مقر لها في كفر حمرة في انتهاك للاتفاق بينھما، الأمر الذي أدى إلى اشتباكات سقط خلالها أكثر من 25 قتيلاً وجريحاً في صفوف الطرفين. وأشار إلى أن التعزيزات التي استقدمتها «هيئة تحرير الشام» و«الوطنية للتحرير» تدل على أن الصراع في طريقه للاشتعال مجدداً.من جهة أخرى، نقلت وكالة «الأناضول» للأنباء عن مصادر أمنية تركية قولها، أمس، إن «بطارية المدفعية التابعة للجيش التركي المنتشرة على الخط الحدودي مع سوريا بولاية شانلي أروفة، قصفت مواقع تابعة ل«حزب الاتحاد الوطني الكردي»، الذي تصفه أنقرة بالإرهابي، في منطقة عين العرب غربي نهر الفرات شمالي سوريا». وأضافت قناة «تي.آر.تي» التركية، أن الضربات أسفرت أيضاً عن إصابة ستة مسلحين آخرين في المنطقة المعروفة أيضاً باسم «كوباني». وقالت «قوات سوريا الديمقراطية»، إنها ردت على استهداف القوات التركية، وقصف آلية عسكرية تركية، مؤكدة أنها متمسكة «بحق الرد والدفاع عن النفس ضد كافة أشكال الهجمات». وقال مصدر في «وحدات الحماية الكردية» إن «الجيش التركي قصف بقذائف الهاون، أمس، ثلاث قرى؛ وهي: سيلم وكور علي واشمه غربي مدينة عين العرب»، مشيراً إلى أن الأضرار اقتصرت على المادية فقط. وفي تطور لاحق، قالت القيادة العامة ل«قوات سوريا الديموقراطية» في بيان، إن التنسيق المباشر بين هجمات الجيش التركي في الشمال وهجمات تنظيم «داعش» في الجنوب ضد قواتنا قد أدى إلى إيقاف معركة دحر الإرهاب مؤقتاً، التي كانت تخوضها قواتنا في آخر معاقل التنظيم الإرهابي. وأضافت في بيان، أن استمرار هذه الهجمات سيتسبب في إيقاف طويل الأمد للحملة العسكرية ضد تنظيم «داعش» وهو ما تبتغيه تركيا. (وكالات)
مشاركة :