شبهات حول أسباب تمسك قطر بـ5 إرهابيين في مكتب «طالبان»

  • 11/1/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لقي قرار استضافة قطر 5 من قيادات حركة طالبان الأفغانية، الذين كانوا يقبعون في معتقل جوانتانامو، المخصص لمن أدينوا بالإرهاب ويمثلون خطراً على الولايات المتحدة، انتقادات أميركية واسعة، لاسيما أن هؤلاء الخمسة لم يكونوا ضمن الممثلين الذين يتفاوضون بشأن الوصول لاتفاق سلام في أفغانستان، ما يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية لضمهم إلى المكتب السياسي للحركة في الدوحة. ونسبت صحيفتا «واشنطن بوست» و«ميليتاري تايمز» إلى عدد من المحللين إعرابهم عن خشيتهم من أن انضمام هؤلاء الخمسة الذين أطلق سراحهم عام 2014 مقابل إفراج «طالبان» عن جندي أميركي يدعى بو بيرجدال اختطف في 2009، وجميعهم مقربون من مؤسس «طالبان» محمد عمر، سيؤدي إلى نقل الأفكار المتطرفة التي اعتنقتها الحركة. ونقلت عن المحلل هارون مير في كابول قوله «طالبان تعيد جيلها القديم، ما يعني أن الحركة لم تغير تفكيرها أو قيادتها». وأضاف «ما يقلقنا أكثر من ذلك هو إذا قالت طالبان غداً نحن مستعدون للتفاوض، من سيمثل كابول؟.. هذا هو التحدي الكبير لأن الحكومة منقسمة إلى حد كبير، ليس فقط أيديولوجياً، ولكن على أسس عرقية». وتسارعت الجهود الرامية إلى إيجاد نهاية سلمية لحرب أفغانستان الممتدة منذ أن عينت واشنطن زلماي خليل زاد الأميركي الأفغاني كمبعوث لإيجاد نهاية سلمية لأطول حرب خاضتها الولايات المتحدة، وكلفت ميزانيتها أكثر من 900 مليار دولار. وحذر عضو مجلس السلام التابع للحكومة محمد إسماعيل قاسميار، واشنطن من التفاوض على شروط السلام مع «طالبان»، قائلاً إن مهمة خليل زاد الوحيدة هي تمهيد الطريق لإجراء محادثات مباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان، وهو أمر رفضه أعضاء الحركة حتى الآن. وكان مسؤولو طالبان أكدوا اجتماعهم مع خليل زاد في قطر في وقت سابق من أكتوبر، ووصفوا اللقاء بأنه مبدئي لكنه محوري. ولم تؤكد واشنطن أو تنفِ الاجتماع، لكن خليل زاد كان في قطر في ذلك الوقت. وقال مسؤول من طالبان إن المحادثات انتهت باتفاق على الاجتماع مرة أخرى. وأوضح أن من بين المطالب التي قدمتها طالبان الاعتراف بمكتبها في قطر. وكان افتتح مكتب سياسي لـ«طالبان» في قطر عام 2013 بناء على دعوة الرئيس الأميركي في ذلك الوقت باراك أوباما، لكنه أغلق بسرعة بعد أن رفعت طالبان علمها فوق المجمع الذي يضم المكتب، مما أثار شكاوى من الحكومة الأفغانية. وقد عملت الحركة منذ ذلك الحين، ولكن على أساس غير رسمي. وأشارت «واشنطن بوست» إلى التطور غير المتوقع، بموافقة باكستان على مطالب «طالبان» بالإفراج عن زعيمها البارز عبد الغني بارادار، الذي كان في السجن منذ عام 2010. وقال حكيم مجاهد، العضو السابق في «طالبان»، وحالياً عضو مجلس السلام التابع للحكومة الأفغانية، إن وجود الأسرى الخمسة السابقين في جوانتانامو بمكتب طالبان في قطر قد يسهل من عملية التفاوض بالنظر إلى المكانة التي يتمتع بها هؤلاء بين قيادات الحركة. وأضاف «هؤلاء الناس يحظون بالاحترام بين جميع عناصر طالبان.. كلمتهم لها وزنها مع القيادة والمقاتلين». من جهتها، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» محمد فضل، قائد جيش طالبان السابق الذي أُلقي القبض عليه عام 2002، وهو أحد الخمسة الذين توجهوا إلى قطر، بالإشراف على مقتل الآلاف عام 2000. ومن بين الخمسة أيضاً خير الله خيرقوة، الحاكم السابق لمقاطعة هيرات، الذي كان مقرباً من الملا عمر وزعيم القاعدة أسامة بن لادن. وهناك المدعو عبدالحق وثيق نائي، نائب وزير الاستخبارات، ونور الله نوري الذي وصف ذات مرة بأنه أهم زعيم لطالبان في جوانتانامو بسبب علاقته الوثيقة بشكل خاص مع الملا عمر. وأخيراً هناك محمد النبي عمري، مسؤول الاتصالات في حركة طالبان.

مشاركة :