إنها الطبيعة، تلك الخاطفة للألباب التي لا تنفكّ عن إدهاشنا في كل لحظة، والتي هي الصورة الكاملة لعظمة الخالق بكل ما صنع في هذه الدنيا، ومن أكثر مشاهد هذه الطبيعة جمالاً وعَظَمة، هي الأنهار، بكل ما فيها من حياة وهيبة تقطع دولاً وقارات، وتعدّ القلب النابض للعديد من الحضارات القديمة والحديثة، والتي تعد صورة لا تزال على قيد الحياة من تاريخ هذه الأرض. وفي كوكبنا الأزرق – كوكب الأرض – هناك عدد من الأنهار العظيمة والعملاقة، التي تبدو وكأنها شرايين في كوكبنا تسير الحياة من خلالها، أنهار تستلقي بكل ما فيها على عدة دول، وتعتبر من أكبر وأهم أسباب الحياة التي خلقها الله في تلك المناطق، ليس فقط لنا نحن بني البشر، بل لجميع الكائنات الحية التي تشاركنا العيش على هذا الكوكب، وفي هذا التحقيق، سنعرض عليكم أطول أنهار العالم.. تعرفوا عليها. يقطع 9 دول كاملة في القارة الإفريقية السمراء، هي كل من: «مصر، السودان، إثيوبيا، أوغندا، كينيا، تنزانيا، رواند، بوروندي، والكونغو الديمقراطية»، والتي تمت تسميتها بـ«دول حوض النيل»، وعلى مسافة تمتد حتى 6 آلاف و670 كيلومترًا، تجعله يتصدر قائمة أطول الأنهار في العالم، ويتكون نهر النيل العظيم من رافدين رئيسيين هما: «النيل الأبيض»، الذي ينبع في منطقة البحيرات العظمى في وسط إفريقيا، و«النيل الأزرق» الذي يبدأ في بحيرة «تانا» في إثيوبيا. وينهي نهر النيل رحلته بعد أن يُكمل قطع الأراضي المصرية والسودانية، في البحر الأبيض المتوسط شمال مصر، ويكون على شكل «دلتا»، كما يُعرف عنه بأنه من أكثر أنهار العالم غزارة. على الرغم من أن نهر الأمازون، الذي يقطع كلاً من دول: «البرازيل، بوليفيا، بيرو، كولومبيا، فنزويلا، الإكوادور وغويانا»، في قارة أميركا الجنوبية، ويعد ثاني أطول أنهار العالم، بطول يقدّر بـ6 آلاف و599 كيلومترًا، إلا أنه يعتبر أكبر نهر في العالم من حيث الحجم، حيث يُطلق عليه أحيانًا اسم «بحر النهر»، وذلك بسبب أبعاده الواسعة، كما أنه يعتبر أعرض الأنهار على الكوكب. ومن الجدير بالذكر أن نهر الأمازون يعيش فيه أكثر من 3 آلاف نوع مختلف ومعروف من الأسماك، ويُعد موطنًا لسمك الـ«بيرانا» المفترس، ومياهه الضحلة تعتبر من أهم مواطن عيش ثعبان الـ«أناكوندا» الضخم، كما أنه لا توجد عليه أي جسور مُطلقًا، وذلك لأن معظم أجزاء النهر تمرّ عبر الغابات وليس عبر الطرق أو المدن، بالإضافة إلى أن أكبر مدينة تقع على نهر الأمازون هي مدينة «ماناوس» في البرازيل، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 1.7 مليون نسمة. بالإضافة إلى أن نهر الـ«يانغتسي» في الصين، يعد ثالث أطول نهر في العالم، فهو أيضًا يعتبر أطول نهر في القارة الآسيوية بمجملها، حيث يبلغ طوله 6 آلاف و300 كيلومتر، ومنبعه يأتي من جبال «تنجولا» في التبت، على ارتفاع يقدّر بـ6 آلاف و600 متر، حيث يخترق مجراه الأعلى الجبال الشاهقة والأودية السحيقة، قبل أن يصبّ في بحر الصين، إلى جانب ذلك فهو يعتبر النهر الأجمل على الإطلاق، ويمر نهر الـ«يانغتسي» – الذي يُعرف بالصينية باسم «تشانغ جيانغ» - بين 10 مقاطعات في البلاد، حيث يبدأ من هضبة التبت إلى بحر الصين الشرقي، كما يضم ثمانية روافد رئيسية. يعتبر نهر المسيسبي رابع أطول نهر في العالم كله، وأطول أنهار قارة أميركا الشمالية، حيث يبلغ طوله ما يقارب الـ6 آلاف و275 كيلومترًا، كما أن روافده تشغل ما يُقدّر بثلث القارة بمساحة تصل حتى 1.2 مليون ميل مربع، وينبع نهر المسيسبي من الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أساسي، ويرتفع ليصل إلى كندا شمالاً، ويصبّ في خليج المكسيك في نهاية المطاف، ويقطع النهر أجزاءً من 31 ولاية أمريكية، ومقاطعتين من كندا، ومن الجدير بالذكر أن كلمة «مسيسبي»، تعني النهر العظيم. نهر ينيسي في القارة الآسيوية، هو أحد أطول الأنهار في آسيا، وأحد أكبر ثلاثة أنهار في سيبيريا، وهي: نهر «أوبي» غربًا، و نهر «لينا» شرقًا، وسادس أكبر أنهار العالم من حيث تصريف المياه، والأهم أنه خامس أطول نهر في العالم، حيث يبلغ طوله قرابة الـ5 آلاف و539 كيلومترًا، إلى جانب كل ما سبق يعدّ من أكبر الأنهار المتدفقة نحو المحيط المتجمد الشمالي. يبنع نهر «ينيسي» بشكل أساسي من روسيا، بنسبة عظمى تصل حتى 97%، أما البقية منه فهي من منغوليا، ويصب آخر المطاف في بحر «كارا»، ويمتد من الجنوب إلى الشمال عبر «سيبيريا»، قاطعًا مساحات ومسافات كبيرة، ومجتازًا للكثير من المناطق الطبيعية المدهشة والساحرة.