إسلام اباد - (أ ف ب): توعد أصوليون إسلاميون باكستانيون غاضبون إزاء تبرئة مسيحية بتهمة التجديف أمس الخميس بمواصلة الاحتجاجات التي تشل مدنا رئيسية، بعد يوم على تعهد رئيس الوزراء عمران خان مواجهتهم. واندلعت الاحتجاجات بعد إعلان المحكمة العليا الاربعاء إبطال إدانة الوالدة المسيحية آسيا بيبي بتهمة التجديف، واضعة حدا لثماني سنوات من المعاناة وانتظار تنفيذ حكم بالإعدام، لكن قرارها أثار غضب المسلمين المتشددين. ودعا قائد إحدى التظاهرات الرئيسية إلى اغتيال كبار قضاة البلاد، والى العصيان ضد ضباط الجيش الكبار. وتعهد قائد تظاهرة أخرى أمس الخميس مواصلة الاعتصامات في مدن في أنحاء البلاد، حيث قام مؤيدون بقطع طرق رئيسية متسببين بأزمات مرورية وإغلاق المدارس في مدن رئيسية مثل لاهور وإسلام آباد وروالبندي وكراتشي. وقال خادم حسين رضوي، زعيم حزب حركة لبيك باكستان على حسابه على تويتر إن «الاعتصامات ستتواصل مهما كانت الظروف». والتجديف مسألة حساسة جدا في باكستان، حيث يمكن لمجرد اتهامات غير مؤكدة بإهانة الإسلام أن تؤدي إلى الموت على أيدي متشددين. ويأتي موقف قادة التظاهرات المتحدي للسلطات، في أعقاب خطاب تلفزيوني صارم لعمران خان قال فيه إن الحكومة لن تتساهل مع الاحتجاجات العنيفة أو المجموعات التي تهدد علنا مسؤولين من القطاع العام. وقال خان الأربعاء «سوف نحمي ممتلكات الناس وأرواحهم، ولن نسمح بأي تخريب». ولم يظهر أي مؤشر الخميس على استعداد السلطات لفض جيوب صغيرة من المتظاهرين الذين يسدون طرقا سريعة. وقال وزير الإعلام فؤاد شودري إن مسؤولين بدأوا محادثات مع المتظاهرين قبيل تظاهرات عارمة مقررة اليوم الجمعة. وقال شودري للصحافيين إن «المفاوضات مستمرة في لاهور وروالبيندي وسأتمكن من الإدلاء بمعلومات عنها لاحقا»، لكنه حذر من أن أعمال العنف لن يتم التغاضي عنها. وقال «كل من يتم ضبطه مخالفا أوامر الدولة سيدفع الثمن». وقوبل خطاب خان بالترحيب على غالبية منصات التواصل الاجتماعي ومنها تلك التي كانت تنتقد رئيس الوزراء سابقا. وقال الصحافي البارز مشرف الزيدي إنه «خطاب لافت». وجاء في عمود في صحيفة دون الناطقة بالانجليزية أن خان اتخذ «خطا قويا لا لبس فيه ضد التعصب الديني والكراهية لم نره منذ عقدين». وكتبت صحيفة «ذا نيوز» الناطقة بالانجليزية والمنتقدة غالبا لخان أن «رئيس الوزراء عمران خان كان صريحا بشكل يثير الإعجاب في إدانة الذين يعتبرون أن العنف هو الرد المناسب على قرار قضائي لا يوافقون عليه». وأشار آخرون إلى سجل رئيس الوزراء المتضارب في التعاطي مع الجدل إزاء التجديف. وغرد بلال حيدر «ليت عمران خان قدم خطابا مشابها في الاعتصام الأخير في فايز اباد» في إشارة إلى صمت خان خلال احتجاجات مشابهة ضد التجديف العام الماضي. وتنظم التظاهرات بشكل كبير حركة لبيك باكستان، المعروفة بمواقفها المتشددة من قضايا التجديف. والحركة التي تأسست عام 2015, قامت بقطع الطرق المؤدية إلى العاصمة إسلام آباد لعدة أسابيع العام الماضي للمطالبة بتطبيق أكثر صرامة لقوانين التجديف المثيرة للجدل.
مشاركة :