أكد رئيس الاستخبارات السعودية السابق والسفير السابق للمملكة في واشنطن تركي الفيصل أن العلاقة السعودية – الأميركية علاقة استراتيجية وتاريخية توطدت عبر عقود من العمل المشترك في مختلف الملفات والقضايا، مشيراً إلى أن ما تمر به حالياً أشبه بما مرت به في وقت سابق في ظروف مشابهة. قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي شهدت حملة ضخمة من التسريبات غير المؤكدة على رغم قلة المعلومات الرسمية للقضية، مشيرةً إلى أن هناك عملية تضخيم لهذه المأساة وسط مكائد سياسية وافتراءات. وقال زاخاروفا: «بدلاً من إتاحة الفرصة لإجراء تحقيق شامل وموضوعي، يجري إطلاق حملة ضخمة، ليست أقل مأسوية حول ملابسات هذه القضية». وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة في مؤتمر صحافي عقدته أمس (الخميس)، أن بلادها طالبت من اليوم الأول بإجراء تحقيق شامل ونزيه، نافيةً ما تم تداوله من تقديم الاستخبارات الروسية معلومات لنظيرتها التركية عن الحادثة. وأشار الفيصل في حديث أمام المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية في أن العلاقة السعودية – الأميركية بقت طوال فترة 13 رئيساً و6 ملوك قادوا البلدين وأدركوا الأهمية التي تمثلها هذه العلاقة لمصلحة الطرفين، وقال: «مرت هذه العلاقة بظروف وتهديدات في عام 1973 و9 سبتمر، وهي تمر بأمر مشابه في الجريمة التي أدت إلى مقتل جمال خاشقجي، رحمه الله، والسعودية أكدت أنها ملتزمه بإحقاق العدالة ومعاقبة والمتسببين فيها، وأن العدالة ستأخذ في هذه القضية مجراها». وشدد الفيصل على أن العلاقة السعودية – الاميركية تواجه تهديداً وهي أكبر من أن تسقط أو تتشوه، مؤكداً أنها ستبقى على رغم هذه الأزمة، وستنمو بالعمل المشترك، وقائلاً: «نحن نتحدث عن علاقة استراتيجية وعميقه تمر بالدبلوماسية والتجارية والاستثمار والاقتصاد والتعليم والتدريب، والعلاقة بين الشعبين، وبين الناس هنا وهناك». واستطرد: «أن أتكلم عن عقود من العمل المشترك الطويل لتحقيق الامن والاستقرار في العالم، ومنطقة الشرق الاوسط، استقرار الاقتصاد العالمي وللحفاظ على مستوى الاسعار في اسواق النفط، ومحاربة الارهاب والمتطرفين على الصعيد الإقليمي والدولي». وواصل: «في مناسبات عديدة على مدى أعوام دفعت السعودية ثمناً عالياً في ما يخص صورتها في العالم العربي بسبب عملها المشترك مع السياسة الأميركية، لكنها دفعت ذلك الثمن لانها تؤمن وتدرك قيمة العلاقة التي تربط من الطرفين». واستطرد: «اليوم يتغير ويتحول، والعلاقة الاستراتيجية تمر بتحولات، لكن أهمية السعودية لم تتغير فهي عمق العالم الاسلامي والسعودية تلعب دوراً استراتيجياً وتلعب دوراً بارزاً للحفاظ على الامن والسلام بالعمل مع اميركا والعديد من حلفاؤها لأنهاء أزمات منطقة الشرق الاوسط، كما أنها تقدم 4 في المئة من الناتج العام لدعم الدول الفقيرة وتطويرها، وأخيراً قدمت 6 بلايين دولار للدول الفقرة، نحن أصدقاء للجميع». وحول أزمة خاشقجي قال: «مقتل خاشقجي حدث ماساوي وغير مبرر، ووسائل الاعلام لديها نمط من التعاطي أشبه بما حدث في أزمات سابقة إذ يتم محاولة شيطنة السعودية، وإخضاع العلاقة بين السعودية وأميركا لهذه القضية أمر غير صحي على الإطلاق». وتابع الأمير تركي الفيصل: «من بيته من زجاج لا يجب ان يرجم بالحجارة، فالدول التي عذبت الأبرياء، والدول قادت حرباً دمرت وأدت إلى قتل الأف من البشر بناءً على معلومات مختلقه يجب أن تكون حذرة تجاه الحديث عن الاخرين، والدول التي اختفى فيها الصحافيون والافراد يجب أن لا تتحدث عن الكلمة الحرة». واضاف: «في القرآن الكريم آية تشير الى أن من قتل نفسًا فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن قتل جمال خاشقجي كمن قتل الناس جميعاً». وابدى الامير استغرابه من عدم التعاطي بالمعايير ذاتها مع ما يحدث في فلسطين، إذ قال: «يتعرض الكثير من الاطفال في فلسطين إلى القتل عن طريق الجيش الاسرائيلي من دون أن يتحدث أحد عن البحث عن العدالة أو الحديث عنها، وأنا لا أشاهد الحرص ذاته من وسائل الاعلام على تقديم من قتل هؤلاء الاطفال إلى العدالة».
مشاركة :