شكلت أنامل عدد من الحرفيين ملامح من تراث وتاريخ عدد من الدول العربية، جنباً إلى جنب مع ما يقدمه السعوديون من أعمال حرفية تعبر عن تاريخ الوطن. واجتمع الحرفيون العرب والسعوديون تحت سقف واحد في سوق عكاظ التاريخي لهذا العام في دورته السابعة التي اختتمت أمس، حيث شارك عدد من الدول العربية في جادة عكاظ لطرح تراثها وثقافاتها. وجاءت مشاركة جناح المغرب في سوق عكاظ بتجربته الغنية وبمنتجاته الحرفية الجميلة، وذلك تفاعلاً مع توقيع اتفاقية الحرف اليدوية بين البلدين التي وقعت أخيرًا بين الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الصناعات التقليدية بالمغرب، وتهدف للتعاون في مجال الحرف والصناعات اليدوية، إضافة إلى التعريف بفرص والاستثمارات المتاحة في مجالات الحرف والصناعات اليدوية. وأوضحت نزهة العوماري مشرفة الوفد المغربي أن التجربة المغربية رائدة في مجال الحرف اليدوية عالميًا، وقالت: إن مشاركة الوفد من فئة الحرفيين هي الثانية في سوق عكاظ، ويأتي ذلك ضمن التعاون المشترك بين السعودية والمغرب في مجال الصناعات التقليدية، مشيرة إلى أن مشاركة ستة حرفيين مغاربة في مجالات التطريز، والفخاريات، والخرازة على الرافيا والجلد الطبيعي والنحاسيات، واللباس التقليدي، وسروج الخيل. وبينت أن صناعة السرج المغربي للخيل يشترك في صناعتها 14 حرفيًا يستغرق منهم ستة أشهر، ويتكون من 24 قطعة، بينما يصنع الفخار المغربي من التربة الحمراء وتتشكل منه الأواني المنزلية المصنوعة من الطين والنحاسية والفضية والبرونزية أحيانًا، المتمثلة في الأباريق والقدور والأطباق والبابور والطست والمهراس والمبخرة والمرشة وغيرها. ومن جانبه، أشار رضوان كراميط حرفي صناعة الخناجر والخرجات والصواني والأواني النحاسية المفضضة والبراد المغربي، إلى أن لديه خنجرًا يصل طوله إلى المتر استخدم في صناعته الفضة والخشب والعظم ووصل سعره إلى 15 ألف ريال. وعن حرفة صناعة الأحذية الجلدية قال الحرفي إبراهيم آيت الله من منطقة أغادير المغربية، إن كل منتوجاته من الأحذية مصنوعة يدويًا من جلد الجمل الطبيعي، فهي صحية وعملية وقوية لا تتقطع بسهولة ومريحة للرجل ولا توجد بها رائحة وتراوح أسعارها بين 60 و80 ريالا. وتحدث المومني عبد الله رئيس التعاونية الحرفية لخشب العرعر بالمغرب عن حرفة النقش على خشب العرعر الذي يعد نادرًا في المغرب ويوجد في منطقة الصويرة، حيث يصنع منه الصحون لتقديم الشاي والصناديق والمناضد والعلب، إضافة إلى الديكورات المنزلية التي تصنع كلها يدويًا فهي من التراث المغربي الأصيل. وقال علي الشرادي حرفي الأحذية النباتية الطبيعية: إنه يستخدم في صناعة منتجه خيوط نبات الرافيا المستخرجة من نخيل الرافيا الذي ينمو في بعض جزر المحيط الهادي والمحيط الهندي، حيث يعرف هذا النخيل بارتفاعه الشديد وكبر سعفه الذي يمكن أن يبلغ طوله أكثر من 20 متراً بعرض عشرة أمتار، وتتميز شرائط الرافيا بالمتانة الشديدة والنقاء والطراوة والخلو من الأمراض، إضافة إلى أنها صحية ورطبة وتساعد في الخدمة "عملية" وتتشرب العرق وتمنع الحساسية على الجلد، مضيفًا أنه يمكن أن تصنع منها ما تشاء من القيفان والطربوش والستائر، إضافةً إلى مصنوعات أخرى مثل حقائب اليد النسائية والأباجورات والمقاعد وديكورات منزلية مبتكرة.
مشاركة :