توزع عدد من السياح الأجانب منذ انطلاقة النسخة التاسعة لسوق عكاظ (1436هـ - 2015م)، بين أركان وأنشطة السوق يراقبون البرامج المتنوعة بدهشة يرافقها حب المعرفة، فيما فضل آخرون توثيق زيارتهم بعدساتهم التي لم تتوقف عن التقاط الصور. وتسابق السياح في جادة سوق عكاظ على أركان التراث والحرف الشعبية، وشراء عدد من القطع كذكرى وتوثيق لزيارتهم سوق عكاظ، فيما اتجت السائحات إلى شراء الملابس التقليدية والأواني القديمة، إضافة إلى حرصهم على تذوق الأكلات الشعبية والتي تمتاز بها منطقة مكة المكرمة. واستوقفت مسابقة الفنون الشعبية العديد من السياح الأجانب، متعرفين على الألوان الشعبية التي تتميز بها منطقة مكة المكرمة، مبدين إعجابهم بهذه الفنون عبر التصفيق والمشاركة في أداء الفنون والتقاط الصور مع الفرق المشاركة. وتابع السياح من على مدرج مسرح الشارع العروض الدرامية التاريخية المتنوعة، والتي تمثل جوانب الحياة والأنشطة التي كان يشهدها سوق عكاظ قديماً، إضافة إلى عروض أخرى لإلقاء الشعر العربي الفصيح، وخصوصاً المعلقات والخطب البلاغية التي بنيت عليها شهرة سوق عكاظ، كاسرين حاجز اللغة بالاعتماد على تلقي الرسالة التاريخية عبر ملابس الممثلين المشاركين في هذه العروض. وذكر عدد من السياح الأجانب على أنهم حضروا للاطلاع على تاريخ سوق عكاظ والتعرف عليه بالقالب العصري الذي يقدم به مع الحفاظ على عبق الماضي، ولنقل ما شاهدوه إلى عائلاتهم وأصدقائهم في بلادهم. وأبهر السياح الأجانب الزائرين للسوق، الجمع بين التقنيات الحديثة التي تم توفيرها مع جغرافية المكان وقيمته التاريخية الأصيلة التي تم تحديدها بعد دراسة الآثار المتاحة وتحديد الأودية والجبال وفق الوثائق المدروسة بعناية لتحديد موقع السوق بدقة وبكفاءة علمية. بدورها، دعمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الإقبال السياحي على سوق عكاظ بتسيير رحلات سياحية برفقة مرشدين سياحيين، إذ بدأت الرحلات من 28 شوال الماضي وتنتهي في السادس من ذي القعدة الجاري، الأمر الذي أسهم في ارتفاع عدد السياح الأجانب للسوق. إلى ذلك، اهتمت اللجنة الإشرافية للسوق بالجانب التسويقي والجذب للجمهور، ولذلك تعمل جاهدة وعبر الأمانة العامة واللجنة الإعلامية، وبالتنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام وبقية الشركاء، للإعلان عن السوق في مختلف وسائل الإعلام المحلية، بما فيها التلفزيون والإذاعة والصحف المحلية، والتعريف بما سيقدمه السوق لزائريه من جميع أنحاء العالم.
مشاركة :