أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني شي جين بينج حول التجارة، وصفها بأنها "جيّدة جداً"، وأنهما يعتزمان الاجتماع أثناء القمة المرتقبة لمجموعة العشرين. وبحسب "رويترز"، أضاف ترمب قائلا في تغريدة على "تويتر"، "أجريت للتو محادثة جيدة جدا مع الرئيس الصيني، تحدثنا بشأن موضوعات كثيرة مع تركيز قوي على التجارة". وأضاف "تلك المناقشات تسير قدما ومن المقرر عقد اجتماعات أثناء قمة العشرين في الأرجنتين. أجرينا أيضا مناقشة جيدة بشأن كوريا الشمالية". من جهته، أوضح مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي أن الولايات المتحدة تشارك في "جهود متعددة الأطراف لإقناع الصين بالتصرف كدولة طبيعية فيما يتعلق بالتجارة" واحترام القانون الدولي، وذلك بعد أن وجهت واشنطن اتهامات لعشرة صينيين بسرقة أسرار من قطاع الطيران. وبحسب "رويترز"، وصف بومبيو في مقابلة إذاعية أمس سلوك الصين في سرقة الملكية الفكرية بأنه "غير ملائم" ولا "يتفق مع كونها قوة عظمى أو دولة كبيرة". وأضاف لبرنامج برايان كيلميد شو "سرقة الملكية الفكرية لبلد آخر، وهو أمر تقوم به الصين وتصل قيمته إلى مئات المليارات من الدولارات، وأمر يتعين على الصين فقط أن تجد طريقة لوقفه". وأشار أيضا لبرنامج إذاعي آخر إلى أن الصين ستمثل على الأرجح أكبر تحد للأمن الوطني يواجه الولايات المتحدة في الأمد البعيد وإن إدارة الرئيس دونالد ترمب تتصدى للأمر "على كل الجبهات". وأفادت لائحة اتهام أمريكية تم الكشف عنها يوم الثلاثاء بأن ضباط مخابرات صينيين تآمروا مع متسللين إلكترونيين وأشخاص من داخل شركات لاختراق أنظمة كمبيوتر شركات خاصة لسرقة معلومات بشأن محرك نفاث يستخدم في الطائرات التجارية. وتعد هذه ثالث قضية تجسس كبيرة على شركات يتورط فيها ضباط مخابرات صينيين تحال إلى وزارة العدل الأمريكية منذ الشهر الماضي، وتأتي في وقت تخوض فيه واشنطن حربا تجارية ضارية مع بكين. من جانبه، أوضح رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج لمجموعة من الساسة الأمريكيين الزائرين أن البلدين يمكنهما إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي وسط حرب تجارية تزداد ضراوة. وأضاف لي "نأمل أن تتقابل الصين والولايات المتحدة في منتصف الطريق وتعملان معا بروح الاحترام المتبادل والتكافؤ". وتابع "بهذه الطريقة سيتمكن البلدان من تجاوز الخلافات وتكون لديهما الحكمة اللازمة للتغلب على العقبات والمضي قدما بالعلاقات على مسار أكثر قوة". إلى ذلك، أشاد سفيرا فرنسا وألمانيا في مقالة أمس بانفتاح الصين الاقتصادي، إلا أنهما حثّاها على "القيام بمزيد" لضمان "منافسة عادلة" للشركات الأجنبية. ونُشر هذا النص قبل بضعة أيام من معرض الصين الدولي للاستيراد، وهو حدث دبلوماسي وتجاري تقدّمه بكين على أنه رمز انفتاحها في خضمّ الحرب التجارية مع الولايات المتحدة برئاسة ترمب، ويُقام المعرض في شنغهاي في شرق البلاد من الخامس حتى العاشر من تشرين الثاني (نوفمبر). وكتب السفير الفرنسي جان موريس ريبير ونظيره الألماني كليمنس فون جوتسه المقالة التي نشرتها مجموعة الصحافة الخاصة "سايسين". ورحّب السفيران بـ "التدابير المشجعة" التي اتخذتها الصين عام 2018 مثل خفض الرسوم الجمركية "من 25 إلى 15 في المائة" على السيارات المستوردة، وإزالة القيود التي تمنع المصنعين الأجانب من التحكم في فروعهم المحلية في غضون خمس سنوات. وأضافا "لكن بكين يجب أن تقوم بمزيد. يجب أن تستفيد الشركات الأوروبية في الصين من الفرص نفسها التي تتمتع بها الشركات الصينية في أوروبا".
مشاركة :