أكد مراقبون دوليون عدم صحة المزاعم التي تقول إن انهيار النظام الإيراني سيسبب المزيد من المشكلات، سواء في الداخل الإيراني أو المنطقة، مشيرين إلى أن زوال النظام الحالي سيمنح الشعب الإيراني الكثير من الحرية، ويحل الكثير من المشكلات التي تواجهها البلاد منذ سنوات، مؤكدين صعوبة اصطدام الإيرانيين مباشرة بالجيش الأميركي في مضيق هرمز. جاء ذلك على خلفية ما تردد بأن حزمة العقوبات الأميركية التي سيبدأ تنفيذها في الرابع من نوفمبر الجاري، ستجعل الاقتصاد الإيراني يشهد أياماً عجافاً في المستقبل القريب، ما سيتسبب في العديد من المشاكل. وتتضمن العقوبات الأميركية المرتقبة والتي تأتي في إطار سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لتشديد الخناق على طهران بعد إعلان الانسحاب من الاتفاق النووي في مايو الماضي، حظر الاستثمار في قطاع الطاقة الإيراني، سواء كان ذلك شراءً أو نقلاً أو امتلاكاً أو تسويقاً لغاز إيران أو نفطها ومنتجاتها البتروكيماوية، وتشمل العقوبات كل تعامل مع شركة إيران الوطنية للنفط، إلى جانب شركات وأفراد آخرين، وفضلاً عن ذلك تمنع العقوبات أيّ تعامل مع بنك إيران المركزي وباقي مؤسسات البلاد المالية. وتراهن الإدارة الأميركية على تشديد العقوبات وشل الاقتصاد الإيراني حتى يضطر مسؤولو البلاد إلى الجلوس على طاولة المفاوضات والقبول باتفاق جديد يصحّح الثغرات التي شابت وثيقة 2015، لا سيما أن إيران حصلت على تسهيلات دولية دون أن تكف عن أنشطتها التخريبية. 40 عاما من الاستبداد قال عضو البرلمان الأوروبي السابق، ستروان ستيفنسون، في تصريحات إعلامية، إنه منذ ما يقرب من 40 عاما، ظل النظام الإيراني يقمع الحريات ويحرم الشعب من حقوقه الإنسانية، وهو ما يؤكد صعوبة التعويل عليه في إحداث أي إصلاح، وأن الدفع باتجاه تغييره بات خيارا لا يمكن تجاهله. وأضاف ستيفنسون أنه «منذ وصول حسن روحاني إلى السلطة في أغسطس 2013، تم إعدام أكثر من 3500 شخص في إيران، التي تحتل الآن الرقم القياسي كجلاد في العالم»، مضيفا أن «الناس لا يدعون حاليا إلى أن يحل المعتدلين مكان المتشددين. إنهم يدعون إلى تغيير النظام». وذكر ستيفنسون أنه «في ظل وجود ملالي لا يهمهم سوى ملء جيوبهم، ليس من المفاجئ أن تواجه البلاد، التي تمتلك ثاني أكبر احتياطيات للغاز في العالم ورابع أكبر احتياطي من النفط الخام، هذا الانهيار الاقتصادي الآن». وتابع: «لقد جعل نظام الملالي إيران ذات الثقافة الغنية والمتحضرة منبوذة دوليا، وتتذيل الدول في حقوق الإنسان وتصدر الإرهاب، في حين يكافح 80 مليون مواطن محاصر، أكثر من نصفهم دون سن الثلاثين، من أجل إطعام عائلاتهم». واعتقلت قوات الأمن الإيرانية الآلاف من المتظاهرين في موجة الاحتجاجات الأخيرة التي اجتاحت عددا كبيرا من المدن في البلاد، وكشفت تقارير حقوقية عن تعرض العديد منهم للتعذيب، وانتشرت تسجيلات مصورة توثق قتل بعضهم في الشوارع. انخفاض العائدات رأى الباحث السياسي جون حنا أن عائدات طهران ستنخفض سريعاً، بمقدار النصف أو أكثر، ما يزيد تدهور اقتصادها الذي يعاني أساساً من التضخم وتزايد البطالة. وبشكل شبه مؤكد ستتكثف المظاهرات ضد النظام الذي سيخضع لضغط سياسي واقتصادي أكبر في الأشهر المقبلة، وبشكل أبرز من أي وقت مضى منذ ثورة 1979. وأضاف حنا أنه بغض النظر عن التهديدات التي أُطلقت بإغلاق مضيق هرمز، فإن جميع الإيرانيين يتذكرون كيف ردت أميركا بإغراق جزء مهم من البحرية الإيرانية في 1988 رداً على استهداف إيران لسفنها، محذرا في الوقت نفسه من تنفيذ إيران لعمليات سرية لزعزعة استقرار حلفاء أميركا، إضافة إلى الهجمات السيبيرية. ماذا فعل النظام بالشعب الإيراني؟ إعدام أكثر من 3500 شخص خلال عام. عنف قوات الأمن مع المتظاهرين وقتل المئات. اعتقال الآلاف وتعرض العديد منهم للتعذيب. تفشي الفساد بين كبار المسؤولين في النظام. إهدار أموال الشعب في مغامرات خارجية. 80 مليون مواطن محاصر يكافحون من أجل إطعام عائلاتهم.
مشاركة :