وول ستريت جورنال: التكنولوجيا «حجر الزاوية» في عقوبات إيران المرتقبة

  • 11/3/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن التكنولوجيا المتطورة والبيانات التحليلية يمكنهما زيادة فاعلية العقوبات الأمريكية المرتقبة على إيران، أكثر من التي فرضت سابقا. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن السفن التي تحمل النفط الإيراني لطالما استخدمت أساليب مثل تغيير أعلام بلد المنشأ أو إطفاء إشاراتها اللاسلكية لتجنب رصدها وسط العقوبات الغربية لكن مع بدء نفاذ الجولة الجديدة للعقوبات الأمريكية على صادرات النفط في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، فإن كثيرا من حيل تهريب النفط بحريا من المرجح أن تكون أقل فاعلية في مساعدة طهران على الالتفاف على المعوقات التجارية التي ستدخل حيز النفاذ قريبا، وهذا بفضل سبل تتبع الأقمار الصناعية وتكنولوجيا البيانات الضخمة التي لم تكن متاحة بشكل كبير خلال الأعوام القليلة الماضية، طبقا لمسؤولين غربيين حاليين وسابقين يركزون على العقوبات. وقال المهندس السابق لشبكة العقوبات الأمريكية ضد إيران ريتشارد نفيو إن “قدرة إيران على تحويل ناقلاتها إلى أشباح سفن ستكون محدودة أكثر“. العام الماضي، صدّرت إيران نحو 2.2 مليون برميل من الخام في اليوم، وقال المسؤولون الأمريكيون إن حظرهم الجديد يستهدف وقف كل برميل يغادر إيران. ومن أجل إعمال تلك الاستراتيجية؛ ستعتمد السلطات على الأرجح على المعلومات من شركات مثل “ويندوارد” ومقرها تل أبيب و”تانكر تراكرز دون كوم” المسجلة في الولايات المتحدة و”كيروس” ومقرها باريس؛ لتعقب التحركات المشبوهة كجزء من جهود أوسع نطاقا لتقييم إمدادات النفط العالمية. على سبيل المثال، في سبتمبر/أيلول الماضي، قالت “ويندوارد” إن تكنولوجياتها رصدت ناقلة تغادر الميناء الإيراني وتطفئ إشارتها اللاسلكية، ثم تبعتها ناقلتان أخريان قامتا أيضا بإطفاء أجهزتهما اللاسلكية، وبعد مرور أيام، قالت الشركة إن السفن عادت إلى إيران خالية، وقد أكدت “وول ستريت جورنال” النتائج بشكل مستقل. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن شركات رصد السفن تعتبر الأجهزة الحكومية ووكلاء الشحن ومالكي السفن والمؤمّنين عملاء، وبعيدا عن تقديم المعلومات مباشرة إلى العملاء، يمكن لتلك الشركات أيضا تداول تقارير واسعة الانتشار، يقول عنها المسؤولون الأمريكيون إنها تمثل جزءا مهما بجهودهم لإنفاذ العقوبات. استخدمت “ويندوارد” وسائل الذكاء الاصطناعي لحساب المسافة التي قطعتها السفينة وسرعتها لفهم ما إن أوقفت بثها من جهازها اللاسلكي لإخفاء سلوكها؛ فالسفن ترسل إشارات لاسلكية تسمى أنظمة التعرف الآلي، للمساعدة في تجنب التصادم والسماح للمنقذين بتحديد أماكن السفن المتعثرة، لكن عندما تطفئ السفن إشارتها فهذا يثير الريبة. أما شركة “كيروس”، تعتمد على برنامج المراقبة الأوروبي “كوبرنيكوس”، الذي أنشئ عام 2014 ويقوم على تحديث صور مساحات واسعة من مياه المحيط بشكل مستمر. وتقوم تلك الشركات بدمج صور الأقمار الصناعية مع غيرها من الأدوات التي يمكنها رصد التحركات المشبوهة واكتشاف التمويه وتعقب السفن التي تنقل الشحنات إلى السفن الأخرى. ويمكن للمحققين استخدام أصغر التفاصيل، ومن بينها الظلال، لرصد مقدار الحمولة على متن السفن، وهذا يسمح لهم برصد ما إن جرى تفريغ الشحنة والتوقيت. وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أنه خلال عام 2012، لم يخفِ مسؤولو الشحن الإيرانيون قيامهم بعمليات تسجيل السفن بأعلام سفن دول أخرى، في محاولة لتمويه بلد المنشأ وانتهاك العقوبات. أما الأسلوب الأحدث الذي انتهجته السفن، فهو إطفاء أنظمة تعقب إشارتها اللاسلكية، أو تقديم معلومات خاطئة عن حمولاتها، طبقا لشركات مراقبة السفن.

مشاركة :