قبل أربعة أيّام من انتخابات نصفيّة يأمل الحزب الجمهوري فيها إحكام سيطرته على الكونجرس والسياسة الأمريكية، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب استخدام سلاحين رئيسيّين في هذه المعركة هما: التباهي بالنمو الاقتصادي، وإشاعة الخوف من الهجرة. وبحسب "الفرنسية"، فقد منحت الأرقام الأخيرة للوظائف ترمب فرصة ذهبية للتفاخر بما يصفه كلّ يوم تقريبا بأنه "أكثر اقتصادات العالم نشاطاً". وغرّد ترمب مستخدما تعبير الدهشة "الولايات المتحدة أضافت 250 ألف وظيفة في تشرين الأول (أكتوبر)، وهذا رغم الأعاصير". وأضاف اقتصاد الولايات المتحدة وظائف بأكثر من التوقعات خلال الشهر الماضي، في حين استقرار معدل البطالة عند أدنى مستوى في 48 عاما. وكشفت بيانات صادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، أن عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد بلغ 250 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي مقابل 118 ألف وظيفة المضافة في أيلول (سبتمبر) السابق له بعد التعديل بالخفض. ومن الأخبار الجيّدة أيضا لترمب ولمساعيه الرامية إلى إشاعة وجود شعور جيّد لدى الناخبين، أنّ الرواتب تتحسّن على ما يبدو، وهو مؤشّر على أنّ الأمريكيين العاديّين قد يقطفون ثمار النمو الاقتصادي. وأعلن ترمب أنّ الحرب التجارية مع الصين التي يقول إنّها ستجبر بكين على التخلّي عمّا اعتبرته واشنطن لفترة طويلة حواجز غير عادلة وسرقة للملكية الفكرية ستنتهي بـ "اتّفاق جيّد جداً.إننا نقترب كثيراً من التوصّل إلى نتيجة". ويرى الرئيس الأمريكي أن الناتج المحلي الإجمالي لبلاده ينمو نمواً كبيراً ويسير في الاتجاه الصحيح، مدافعاً عن سياسته المثيرة للجدل بفرض رسوم جمركية ضد الصين وبلدان أخرى، وقال "إن هذه الإجراءات التجارية تؤتي ثمارها بشكل أفضل بكثير مما كان متوقعاً"، وإنها جلبت بكين إلى طاولة المفاوضات. ونقلت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية عن ترمب قوله في حشد في ولاية أوهايو الأمريكية، "إن الاقتصاد الأمريكي سينمو بمعدلات نمو غير مسبوقة نتيجة لسياساته التجارية"، واصفاً النمو الاقتصادي الأمريكي بالأمر المذهل، وقال "إنه معجزة بالنسبة إلى عديد من الناس"، مشيرا إلى أنه في حال تمكنه من خفض العجز التجاري، فإنه سيكون بإمكان الولايات المتحدة إحداث نمو في الناتج المحلي الإجمالي بثلاث أو أربع نقاط. وفي مجال الهجرة، وفي معرض حديثه عن بضعة آلاف من فقراء أمريكا الوسطى الذين يحاولون الوصول سيراً إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك، قال ترمب "إنّ البلاد غير قادرة على استيعابهم". وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن قوة الاقتصاد الأمريكى تشجع إدارة الرئيس الأمريكى على ممارسة لعبة الكرة الصعبة فى هجومها التجاري ضد الصين. وتباطأ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة بأقل من المتوقع خلال الربع الثالث من العام، حيث بدد إنفاق المستهلكين الذي بلغ أعلى مستوى في نحو أربع سنوات وزيادة الاستثمارات في المخزونات، بعضا من أثر انخفاض صادرات فول الصويا الناتج عن الرسوم الجمركية. وأفادت وزارة التجارة في أول تقديراتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث من العام أن الناتج زاد بمعدل سنوي بلغ 3.5 في المائة بدعم أيضا من إنفاق حكومي قوي. وبينما يمثل هذا تباطؤا، مقارنة بوتيرة النمو في الربع الثاني، التي بلغت 4.2 في المائة، فإنه ما زال يفوق توقعات نمو الاقتصاد التي حددها مختصو الاقتصاد عند 2 في المائة. وأشار مكتب التحليل الاقتصادي التابع للحكومة الأمريكية، إلى أن ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي والحكومي من بين أسباب نمو إجمالي الناتج المحلي في الربع الثالث.
مشاركة :