مجمع الفقه واليد الواحدة لا تصفق

  • 11/4/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

بتوفيق الله تعالى، انعقدت الدورة الثالثة والعشرون لمجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، في رحاب المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وفي مدينته المنورة، وكانت لرعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الفضل في عقدها وإنجاحها، وللمرة التاسعة في المملكة.. الدورة الحالية تمت بعد أربع سنوات بتوفيق الله تعالى، انعقدت الدورة الثالثة والعشرون لمجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، في رحاب المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وفي مدينته المنورة، وكانت لرعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الفضل في عقدها وإنجاحها، وللمرة التاسعة في المملكة.. الدورة الحالية تمت بعد أربع سنوات تقريبا من نهاية الدورة الماضية، بالرغم من أن نظام المجلس ينص في الفقرة الثانية من مادته الثامنة على التالي: «يعقد المجلس دورة سنوية بدعوة من أمين المجمع بالتنسيق مع رئيسه..»، وشخصيا أعيد التأخر في موالاة الدورات إلى عدم تسديد بعض دول منظمة التعاون الإسلامي للالتزامات التي عليهم للمنظمة، والتي ينتمي المجمع إليها، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن أخفي وجود الحاجة لتطوير النظام الأساسي له. من الواجب، وباسم محبي التلاقي والتنوع الفكري بين المسلمين، وعارفي قيمة الاجتهاد الجماعي في قضايا الحياة المعاصرة ومشكلاتها، والمهتمين بمواجهة التعصب المذهبي، والغلو في الدين، وتكفير المذاهب الإسلامية وأتباعها، والناشرين لروح الاعتدال والوسطية والتسامح بين أهل المذاهب والفرق الإسلامية المختلفة، والمضادين للفتاوى المخالفة لثوابت الدين، وقواعد الاجتهاد المعتبرة، والمهتمين بإبداء الرأي الشرعي في الموضوعات المتصلة بالواقع بالعموم، وبالعمل الفقهي الإسلامي وإعادة اعتباره مكونا رئيسيا من مكونات الفكر والثقافة الإسلاميين بالخصوص، والمهتمين بجعل المجمع مرجعية إسلامية فقهية للجاليات المسلمة خارج البلدان الإسلامية، والمهتمين بالتقريب بين فقهاء المذاهب الإسلامية المتعددة، المتفقة على ما هو معلوم من الدين بالضرورة، المعظمين للجوامع، والمحترمين للفوارق، الذين لا همّ لهم إلا توضيح حقيقة الموقف الشرعي من القضايا العامة، بواسطة ضوابط الاستنباط وأصول الفقه، والاعتماد على الأدلة والقواعد الشرعية والعمل بمقاصد الشريعة، باسمهم جميعا نشكر المملكة العربية السعودية لاستضافتها المتكررة لدورات المجمع، ولدولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت التي استضافت كل منها ثلاث دورات، وللمملكة الأردنية الهاشمية التي استضافت دورتين، وللدول الست الأخرى التي استضافت كل منها دورة واحدة، متمنيا أن تشمل الاستضافة باقي الدول الإسلامية التي لم تتقدم للاستضافة، وعددها 56 من أصل 57. مجمع الفقه الإسلامي الدولي جهاز فرعي علمي لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي يتولى أمانتها العامة الخبير بالعمل الاجتماعي والمجتمعات المختلفة، معالي الدكتور يوسف العثيمين، ويرأسه إمام وخطيب المسجد الحرام، معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد، عضو هيئة كبار العلماء، والمستشار بالديوان الملكي، ويتولى أمانته العالم الجليل معالي الدكتور عبدالسلام العبادي، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية سابقا، بالأردن الشقيق، ومعهم أعضاء ترشحهم كل دولة عضو في المنظمة، وأعضاء عاملون من غير ممثلي الدول، ومن الجاليات الإسلامية خارج دول المنظمة، وأعضاء مراسلون أو خبراء من الدول الأعضاء ومن غيرها، ولا ينحصر عمله في الدورات السنوية، ولديه مهام جليلة، مثل إصدار الموسوعات الفقهية، ووضع معجم شامل للمصطلحات الفقهية والأصولية، وإعداد مشروعات قوانين نموذجية في مختلف المجالات التي تحتاج لتقنين الأحكام الإسلامية، وتشجيع البحث الفقهي الجاد، وإقامة مراكز للدراسات الإسلامية، وإحياء التراث الفقهي الإسلامي، وحصر المجامع والمؤسسات والهيئات الفقهية القائمة في العالم، والاستعانة بالخبراء المتخصصين في مختلف المجالات، وعقد مؤتمرات وندوات متخصصة، وإبداء الرأي الشرعي في الوثائق الصادرة من المنظمات الإسلامية، ونشر أعماله، وقراراته، وفتاواه، وكل هذه المهام مرهونة بالدعم والرعاية، وبدونهما سيتأخر المؤهلون عن فريضة القيام بتجديد الفقه الإسلامي، وتنميته وتطويره من داخله.

مشاركة :